لو سألتك أيها الأب الفاضل كم مرة جلست مع أطفالك متفحصاً بقلب واع و عين ناقدة و أذن سامعة عمّا يشاهدونه ويسمعونه مقتنصاً مابين السطور في كثير من القنوات الموجهة لهم  ؟! أجزم أن الغالب سيقول ولا مرة !! إن لم يهز الجميع راسه نافياً !! وهذا في حد ذاته قصور !! ويُحملهم المسئولية أمام الله ثم أمام أطفالهم خاصة من تساهل بفتح القنوات على مصراعيها وترك المجال للأطفال بالانفراد بجهاز التحكم مبحرين خارج نطاق قنوات الأطفال .

قد يقول قائل  " مكبر الموضوع " !! وأقول أن الموضع كبير لأنه يتعلق بأطفالنا بعقيدتهم وقيمهم وأخلاقهم و عاداتهم فقنوات الأطفال أغلبها إن لم يكن جميعها  مليئة بالمحتوى الغربي المنقول مع قليل من التعديل الذي لا يؤثر على مافيها  من مغالطات و محاذير تلك التي لا نرضى أن يرتبى عليها أطفالنا أو يتأثرون بها أو حتى يشاهدونها  كل هذا إن لم يتم تداركه من بدايته فقد تكون عواقبه وخيمة فقد تحدث الأن شروخًا في عقيدتهم و قيمهم وأخلاقهم وعاداتهم وثقافتهم هذه الشروخ مع التكرار والتساهل قد تتحول إلى صدوع مع مرور الوقت والتراكمات والتغاضي والسكوت ستنهار هذه الدروع وحال بعض شبابنا اليوم يغني عن ألف مقال .

رسالة إلى كل أب وكل أم وكل من يهتم انتبهوا لما يشاهده ويسمعه أطفالكم  ولما تحتويه أجهزتهم، ضاعفوا الجانب الوقائي نبهوهم علموهم نموا فيهم الوازع الديني عززوا فيهم الحياء والإحساس بالمسؤولية وتقدير الثقة لاتتركوهم وحدهم إثناء جلوسهم أمام الشاشات اسالوهم عن مشاهداتهم في هذه القنوات و عالجوا الموقف في حينه بكل ذكاء فالمنع ليس بحل .

يقول الدكتور وائل السباعي في كتابه الاضطرابات السلوكية والعصبية عن الأطفال: الوقاية والعلاج " أن أهم المراحل العمرية للطفل من الولادة  و حتى الخامسة لأنها الأكثر تأثيراً بالبيئة المحيطة ويكون كالعجينة الطرية يمكن تشكيلها إلى حد كبير" .

وأقول فليكن أنت أيها الأب من يشكل هذه العجينة وينتقى مقاديرها و افطن يا فطين لا يحوسون العجين .