عندما نقرأ قصة سيدنا يوسف عليه السلام الذي لم يكتفي بتفسير رؤيا الملك وإنما أتبعها بوضع حل مستديم لمشكلة اقتصادية "فما حصدتم فذروه في سنبله" نأخذ من هذه القصة العديد من الدروس والعبر ،وما أشبه اليوم بالبارحة حيث لا يفتأ التاريخ يعيد نفسه على مر الأزمان.
ففي زماننا هذا لاشيء يستطيع أن يتحكم في اقتصاد العالم أكثر من البترول فإن زاد سعر البرميل الواحد منه زادت أسعار كل السلع وإن أنخفض انخفضت وذلك لسبب بسيط وهو أن البترول يدخل في صناعة كل شيء.
وفي هذه الأيام تشهد أسعار البترول انخفاضا بنسبةٍ كبيرة مما يوحي بانخفاض كل الأسعار شريطة أن يتوقف المستهلك عن الشراء حتى تنخفض أسعار السلع بنسبة تقارب نسبة انخفاض سعر البترول أو سيستمر التاجر بالبيع بهامش ربحٍ أعلى من السابق مستفيداً من انخفاض أسعار رأس المال التي أشترى بها بضاعته.
يجب أن يكون لدينا وعي تام بما يحدث حولنا كما يجب علينا ألا ننساق خلف دعايات التخفيضات ، فالبضائع التي تباع بطريقة اشتر واحد وأحصل على واحد مجاناً تعني أن السعر سينخفض إلى أقل من ٥٠٪ ولكن التاجر يريد أن يرفع سيولته النقدية مقابل السلع المعروضة لديه لتفادي أزمة كثرة العرض وقلة الطلب وبالتالي تكدس البضائع.
وبحسب تحليلات الاقتصاديين فإنه يجب علينا كمستهلكين أن نقلل من الشراء مهما كانت العروض مغرية عملاً بالنصيحة النبوية اليوسفية "فماحصدتم فذروه في سنبله" وأن نقتصر على شراء الضروريات فقط، "إلا قليلاً مما تأكلون" لأنه مع وجود الإقبال على الشراء لن تنخفض الأسعار أبداً، لأن ذلك يعني أننا رضينا بأن يرفع التاجر هامش الربح على حسابنا.
أتمنى أن يتوقف بعض المستهلكين عن سُعار الشراء حتى تنخفض الأسعار التي يتوقع الاقتصاديون أن يصل انخفاضها إلى النصف أو أكثر، إن توقفنا عن شراء السلع غير الضرورية أو تلك التي يمكن تأجيلها فترة من الزمن.
ختاماً...نسأل الله أن يرفع عنا الغلاء والبلاء والزلازل والمحن ماظهر منها ومابطن.