يتعرض الشباب العربي عامة ، والسعودي خاصة ، لهجمة شرسة من أعداء الأمة العربية الإسلامية ، هجمة تستهدف الإحراق المبكر لطاقات المجتمع المتمثلة في شبابه بنوعيه ( الذكور والإناث ) لتصبح النواة الأولى للمجتمع ( الأسرة ) مشوهة ، مريضة ، ضعيفة ، خائرة القوى . لقد صنع أعداء الأمة أسطورة مزعومة كاذبة حول الحشيش كمخدر مزاجي يعين متعاطيه على التفكير الإبداعي في مختلف مجالات الحياة ، ولم يقدموا لنا حالة واحدة لمفكر مبدع تأثر فكره وإبداعه بتعاطي الحشيش . ومن الأسطورة الزائفة ، الترويج لفكرة أن الحشيش لا يضر ويمكن الإقلاع عنه في أي وقت ، ويزيد من رغبة المتعاطي في تناول الأطعمة بشراهة فتقوى صحته العامة ويزداد فحولة مع النساء .
يا حشاش ..احذر الشعور المؤقت بحسن الحال وخفة في الرأس ونشوة (زائفة غير واقعية ) . واعلم أن إصرارك على تعاطي الوهم والعناد بتناول الحشيش حرقاً ( في سيجارة أو نرجيلة ) ، أو شماً ( باستنشاق الدخان بعد حرقه في كاس زجاجي ) أو أكلاً في صورة شيكولا ( بخلطه مع مواد أخرى ) ، سيؤدى بك إلى : الانهيار التدريجي في الصحة العامة وضعف أداء أجهزة الجسم لوظائفها وتراجع كفاءتها ، مع ظهور اضطراب القدرة علي التعرف علي الزمان والمكان . والإرهاق والاختلاط العقلي . وظهور علامات ذهانية تصل للهذيان الحاد. والهلاوس السمعية والبصرية مع الإحساس بالرعب واختلال الآنا ( الذات ) فتسمع أصواتاً غريبة لا يمكنك التخلص منها حيث تشوش على أفكارك فتتخيل أنك تتصارع مع هذه الأصوات لكي تتوقف, وبعدها تصبح خائفا من أن يموت أحد أقاربك ، تجلس وحدك وفجأة ينتابك إحساس بأنك خرجت من جسدك وفُصِلت عنه. تخونك الكلمات لتصف لنا ما تشعر به ، ولا تعرف ما الذي حدث ، دخلت في حالة من اللاوعي لا تشعر بجسدك وبنفسك حتى تصير تضرب نفسك للتأكد من أنك موجود على أرض الحياة. تفقد الكثير من القدرة على التحليل والاستنتاج وربط المعلومات وتشعر بأن ذهنك مشغول ومشوش ، لا تملك أي ساعة بيولوجية فتنام من 12 إلى 14 ساعة إذ لم يوقظك أحد ، وفي أي لحظة تشعر كأنك دخلت عالم بأبعاد اخرى ، محيطك يصبح كأنه خيال أو حلم مروع ثقيل هو بعينه كابوس يجسم على صدرك ويسيطر على وعيك ، وأنت تبقى تراقب نفسك .. جسدك .. يديك .. و كل شيء فيك و كأنك لست أنت .. وتراقب كل ما هو حولك وكأنك تنظر اليه من خلف حاجز شفاف كأنك على حافة الجنون . يضطرب إدراكك للواقع حيث تطول المسافات بينك وبين الأشياء على أرض الواقع فإذا أردت الذهاب لدورة المياه القريبة جداَ منك لقضاء الحاجة ، تشعر وكأن المسافة أميال وأميال طويلة جدا ، تختلف الأحجام ـ تهتز حدود الأشياء ....تضطرب الذاكرة . وتفقد الاتصال بالواقع ، فتقوم بتصرفات خطيرة ، فقد تؤذي نفسك أو غيرك ربما يكون أقرب الناس إليك ( أمك ـ والدك ـ أختك ـ أخوك ...الخ ) ، قد تمشي حافيا شاردا بين السيارات أو تقود سيارتك بسرعة جنونية فتقتل نفسك أو أخرين ، أو تقفز من سطح مبنى . يتغير المزاج والأفكار وتتراوح ردات الفعل عندك بين الفرح المبالغ فيه ، و الرعب الكبيرين .
وليس أخيراً : ثبت علمياً بالدليل القاطع أنه توجد علاقة ترابطية إيجابية بين تعاطي الحشيش وانخفاض هرمون الذكورة في الدم ...مما يؤدي إلي تضخم ثدي الرجل . فهل تقبل على نفسك أن تصبح لا رجولة وضياع الفحولة ؟ وهل تقبلين يا أختاه أن تصبح ملامحك كالرجال في خشونة جلدهم ، ونبرات أصواتهم الجهورية وشيبك المبكر وانهيار ملامح الأنوثة ورقتها وعزوبتها التي خُلِقت بها ؟ فمن ذا الذي يتزوج بواحدة تتساوى معه في مظاهر الرجولة ؟
لذا أقول يا حشاش ...أقصر ..وعد تائباً إلى الله واطلب منه العون على التخلص من هذا البلاء ...واعلم أن العلاج ميسور بإذن الله ..المهم الإرادة والعزيمة على الرشد .
د. رضا محمد عريضة
مستشار أكاديمي