للمرأة عالم خاص يختلف عن عالم الرجل ، وهذا العالم له خصائص وسمات ، من لم يدرك هذا العالم اﻷنثوي تخبط في الظلمات ، وتنكب الطريق السوي ، وضل في أساليب التعامل مع الجنس اﻷنثوي ، وعلينا نحن الرجال التعرف على هذا العالم ، وقراءة معالمه ، والتعمق في أغواره ، ففيه من التجاويف والنتوءات واﻷخاديد مايحتاج إلى استلهام وتعمق ، وينبغي على كل رجل ألا يستهين بالمرأة ، فهي الضعيفة العتيدة ، والمسكينة العاتية ، والمتلطفة الكاسرة ، واللينة القاتلة ، فما أسهل كسرها ، وما أصعب جبرها ، وما أسرع دمعها ، وما أعظم كيدها ، فسبحان من خلقها وسواها ، وصورها فأحسن صورها ...
ما أكثر كيد الزوجات ضد أزواجهن !!
وما أقل وفاء الزوجات مع أزواجهن !!
ومن أساليب كيد الزوجة ضد زوجها مايأتي :
1 - عقلية امتلاك الزوجة لزوجها : كثير من الزوجات يتعاملن مع أزواجهن بعقلية الامتلاك ، فتظن أن زوجها الذي تزوجته قد اشترته من السوق ، بدليل أنها تراقب حركاته وسكناته ، واتصالاته ومكالماته ، ليس هذا فقط ، بل إنها بعد زواجها منه بفترة قصيرة تحاول أن ترصد تصرفاته وكلماته ونظراته وتسبر نقاط ضعفه وقوته ، لتعرف جيدا كيف تنفذ إلى قلبه ، وتخترق شخصيته ، وتسيطر عليه ، وتحيطه بغطاء هلامي من التحكم والانقياد ، لتستطيع أن تسطو على شخصيته ، وتستولي على رجولته ، فيصبح الزوج في يد زوجته كالحمل الوديع الذي قد يقاد إلى حتفه وهلاكه وهو لا يعلم !!
2 - استغلال طيبة الزوج : اﻷزواج في الغالب طيبون ، والزوجات في الغالب ماكرات ، فالجنس الذكري واضح ، والجنس اﻷنثوي غامض ، وطبعا هناك نساء يعدلن بعشرات الرجال في الوفاء واﻹخلاص والخلق الفاضل ، ولكن نحن نتكلم عن الكثرة الكاثرة من النساء والرجال ، فالزوجة تحاول استغلال سذاجة الزوج وطيبة قلبه ، حيث تتعامل معه بالمكر والخديعة ، ويتعامل معها بالوفاء والصدق ، تتعامل معه باللف والدوران ، وهو يصدقها في كذبها ، وهو يتعامل معها بالصدق والوضوح ، وهي تكذبه ، وتستمر الحياة بينهما على هذا النمط ، خداع من اﻷنثى ، ووفاء من الذكر ، وهنا تختل المعادلة ، فلا تستقيم الحياة التي أساسها المودة والرحمة .!!
3 - استغلال مال الزوج : كثير من الزوجات تستغل مال زوجها بالتبذير واﻹسراف والهدر واﻹتلاف ، لكن مع مالها الخاص تعرف كيف تتعامل معه على نحو مقتصد ، فتقطر بالقطارة ، والبعض منهن يستغل مسألة اﻹنفاق الشرعي الواجب على الزوج في التمادي بالطلب المتواصل وضخ اﻷموال إلى درجة إفلاس الزوج من أجل ألا يتزوج عليها ، وبعضهن يلجئ الزوج للاستدانة من أجل تحقيق رغبة الزوجة في نزهة أو سفر لخارج البلاد ....!!!!
4 - استغلال حب الزوج لزوجته وتعلقه بها : تستغل الزوجة حب زوجها لها في كثرة الطلبات واشتراط الشروط ووضع القيود أمام الزوج ، وكأن زوجها بين يديها عبد رقيق مع سيده ، وليت الزوجة مع كرم زوجها لها وحبه وخضوعه لشروطها وقيودها تعامله مع مضي الوقت بصفته زوجا له حقوق شرعية عليها ، بل إن الكثير منهن ينظر إلى تلك المعاملة من الزوج نظرة احتقار واستهانة وازدراء ، وبالتالي لا ترى أن الزوج قدم لها إلا الواجب عليه ، وتناست أن الزوج قد قدم لها أضعاف الواجبات عليه ، فتطلب المزيد ، فلا يقدر الزوج عليه ، مما يجعل الزوجة ترفس الزوج وتهينه وتذله .....!! ﻷن الزوج هو نفسه قد أذل نفسه حين قبل من زوجته أن تملي عليه شروطها وقيودها ، فهو الذي ساهم في إفساد تعامل الزوجة له ، فالزوجة تريد رجلا ذا شخصية حازمة تعتمد عليه ، ولا تريد دابة تركب عليها وتصرفها حسب ماتريد ، فالحياة الزوجية شراكة وتفاهم ، وليست إملاءات وتعسفا ، وللزوج حق القوامة على زوجته ، ولابد من راع لﻷسرة ....!!
5 - إسناد قيادة شؤون البيت للزوجة : بعض اﻷزواج يسند تدبير شؤون البيت للزوجة ، مما يجعل الزوجة تعبث وتخرب على مزاجها في البيت دون تدبير ، وتخرج إلى اﻷسواق والمتنزهات والملاهي دون حسيب أو رقيب ، والزوج دوره مع اﻷسف أن يأكل ويشرب وينام ويضاجع فقط ، وكأن القوامة للزوجة ، فتنازل عن حقوقه كرجل ، وأصبح الزوج في بيته كالضيف ، ولا دور له في تربية اﻷولاد ، ففي البيت ينام أو يأكل ، أو خارج البيت ، والمسؤولية ملقاة على الزوجة ، وبعض الزوجات يرغب هذا التصرف من الزوج ، ليكون الجو لها مهيأ لتفعل ماتريد ولو كان على حساب سمعة البيت وأخلاقه .
6 - معارضة تعدد الزوجات : أغلب الزوجات - إن لم يكن كلهن - في حرب شرسة ضد تعدد الزوجات ، وإذا ناقشت الزوجة بادرت قائلة : هل ترضى أن يشاركك فيني أحد ؟؟ وهذا الاحتجاج باطل من عدة وجوه ، اﻷول : كونه إرادة شرعية وكونية في نفس الوقت ، شرعية ﻷن الزواج قد شرعه الله لذكور المسلمين بنص القرآن الكريم ، لما يشتمل عليه من مقاصد عظيمة وأسرار بالغة ، وكونية : ﻷن الله سبحانه خلق عدد النساء من بني آدم أضعاف عدد الرجال ، ولابد من التعدد ، وأي اعتراض من الزوجة على التعدد فإنه يتضمن اعتراضا على مشيئة الله وشريعته علمت الزوجة المعترضة أو لم تعلم ، وثانيا : الحرث يتعدد في عدة أماكن ، والحارث لا يتعدد في وقت واحد ومكان واحد ، ولو تعدد الحارث في الوقت نفسه والمكان نفسه لاختل نظام الزرع ، واضطرب المحروث ، والتبس البذر ، وثالثا : من الناحية الطبيعية التي خلق الله الخلق عليها ، انظر مثلا إلى عالم الحيوانات والطيور ، فسترى أنه لايمكن قبول تعدد الذكور وتوحيد اﻹناث ، وإلا لتحول الوضع إلى معارك طاحنة ، فلم نر خمسة ديكة ودجاجة واحدة ، ولم نر ذكور الحيوانات مع أنثى واحدة ، ورابعا : لابد أن تؤمن المرأة سواء كانت زوجة أو غير زوجة بأنها أقل درجة من الرجل ، فليس الذكر كاﻷنثى ، والأزواج هم أصحاب القوامة ، بما فضل الله بعضهم على بعض ، وبما أنفقوا من أموالهم ، فلا يجوز أن تحتج الزوجة على زوجها وتطالبه بالمساواة به فيما أحله الله له ، والمرأة فرع عن الرجل ، والفرع محتاج ﻷصله وهو الرجل ، فالزوجة بكل أسف تفعل اﻷفاعيل حين يتزوج زوجها عليها بزوجة أخرى ، وتنفذ اﻷحابيل ، وتحيك المؤامرات ، وتستعدي أولادها ضد والدهم ، وتضرب أبشع اﻷمثلة في الخسة والدناءة والنذالة .....!!!!!
7 - اﻹغراء والجمال والملاحة : بعض اﻷزواج يسيل لعابه أمام إغراء الزوجة وجمالها وملاحتها ، فيفقد لبه ، ويطير صوابه ، ويختل اتزانه شعاعاً ، ويقدم لها الكثير الكثير ، فتستغل الزوجة هذا الجذب والانسياق من الزوج ، فتدبر عنه وهو يركض خلفها ويطاردها ، فتغتر بجمالها ، ويغازلها الغرور ، ومن ثم تتكبر على زوجها ، فتراه في عينها صغيراً ، وتبدأ سلسلة طويلة من التمرد والاستغلال والاستنزاف ، وعادة ما ينتهي هذا المسلسل بالطلاق .
والقواعد التي يمكن أن نستخلصها من أساليب كيد الزوجة لزوجها سبع قواعد ، وهي : التعرف ، الجس ، التحايل ، التحكم ، التغلي ، الاستنزاف ، التعالي .
والواجب على الزوج أن يرسم سياسات واضحة مع زوجته منذ البدايات ، ويضبط انفعالاته اﻹيجابية والسلبية، سواء كانت مبهجة أو مؤلمة ، فليس في محيط الحياة الزوجية مخادعات ومؤامرات وتفاهات ، وعليه أن يحسن اختيار الزوجة أساسا ، ويجيد قيادة اﻷمور ، ويضبط الزمام ، ويتخذ أبا القاسم عليه الصلاة والسلام أسوة له ، في الدين والخلق والتعامل والسلوك ..... والله الموفق .
المشرف التربوي : عبدالعزيز بن محمد المقوشي .
إدارة تعليم محافظة البكيرية .
التعليقات 2
2 pings
غير معروف
26/06/2019 في 2:33 ص[3] رابط التعليق
أحسنت وبارك الله فيك
(0)
(0)
ابوهاشم
07/10/2019 في 12:50 م[3] رابط التعليق
جزاك الله جيدا
على هالمقال الاكثر من رائع
(0)
(0)