أكد أستاذ واستشاري طب وجراحة العيون بكلية الطب والمستشفيات الجامعية بجامعة الملك سعود البروفيسور صالح بن عبد العزيز العمرو، بأن نحو 90% من مرضى السكري معرضون للإصابة باعتلال شبكية العين السكري، وأشار خلال مؤتمر صحفي عقده أمس الأول في إمارة دبي على هامش المؤتمر العلمي والطبي ( فوكاس ) الذي نظمته شركة باير الطبية خلال الفترة من 4-5 نوفمبر الجاري إلى أن معظم الناس يفتقدون للوعي الصحي في الكثير من الجوانب الصحية والوقائية، على الرغم من أنهم مثقفون ومتعلمون .
وأرجع ذلك إلى سببين رئيسين هما قلة الوعي والمكابرة بعدم رغبة الشخص بالاعتراف أنه مريض، ولعدم رغبته في تغيير سلوكه في نمط حياته المعيشية، سواءً من حيث التغذية أو الرياضة، وغيرها من الأنماط الحياتية.
وأكد البروفيسور العمرو أن قلة الوعي والمكابرة من المرضى تؤدي بدورها إلى تفاقم المشكلة لدى مريض السكري، وزيادة المضاعفات المرضية لديه، وقد يفقد المريض بذلك أحد أعضاء جسده بالبتر أو التلف كما يحدث في شبكية العين، ولفت إلى أن بعض الأشخاص قد يكون مصاباً بالسكري منذ خمس إلى سبع سنوات وهو لا يعلم، لأنه يحاول أن يتجاهل الأعراض المصاحبة لمرض السكر ولا يبادر لإجراء الفحص الطبي، فبالتالي وللأسف فإن بعض أطباء العيون هم من يكتشفون أن المريض مصاب بالسكري من خلال فحص الشبكية، وهؤلاء الأشخاص لم يكونوا يعلمون من قبل أنهم مصابون بالمرض.
ودعا البروفيسور العمرو جميع القطاعات الصحية ومؤسسات المجتمع المدني إلى التعاون وتضافر الجهود للعمل على توعية المجتمع بمختلف شرائحه بمضار ومخاطر مرض السكري، وأهمية الكشف المبكر على شبكية العين للتأكد من عدم إصابتها بالاعتلال نتيجة للإصابة بمرض السكري.
وأشاد البروفيسور بعدد من العلاجات التي بدأ استخدامها مؤخراً، ومن أبرزها عقار “آيليا”، وقال: “تمكنت هذه الأدوية بفضل الله تعالى من إنهاء المعاناة السلبية لدى المرضى في الكثير من الأحيان”.
وأوضح أن إشادته بهذا العقار لم تكن للدعاية وإنما كانت لسبب أن هذا العقار الجديد يعمل بآلية الحقن المباشر في العين، دون أن يكون له أي آثار جانبية على المرضى، وفي الوقت نفسه له مفعول سريع وناجح بنسبة عالية ومريحة جداً للمرضى.
وأضاف: “باستخدام العلاج بالليزر، كان أقصى ما يمكن التوصل له هو إيقاف تدهور المرض وزيادة ضعف البصر لدى المريض بسبب السكري، أما الآن وبوجود العلاج بالحقن تتحسن حالة المريض ويسترد النظر”بشكل ملحوظ.
وعن إمكانية وجود آثار ومضاعفات للعلاج بالحقن، أكد البروفيسور العمرو، أن الحقن يتم من طريق دخول المريض لغرفة العمليات لتحظى بالتعقيم الكامل الذي يمنع حدوث أي التهابات داخلية في العين، وبالتالي التأكد من فعالية العقار بنسبة عالية بدون أي مضاعفات جانبية.
وأوضح أن عدد المصابين من مرضى السكري يتدهور النظر لديهم أكثر من 40 في المئة أكثر من غيرهم، مؤكداً ضرورة الاهتمام بمعالجة المرض، وتحسين نمط الحياة بعد العلاج بالحقن لضمان نجاح هذا العلاج، واستمرار نتائجها الإيجابية من دون الحاجة لإعادة الحقن مرة أخرى بعكس ما يحدث في حالة عدم الالتزام بهذه التعليمات.
يأتي هذا فيما عقدت شركة (باير) للأدوية في الشرق الأوسط على مدار يومين مؤتمرًا إقليميًا كبيرًا أقيم في دبي بعنوان فوكاس (FOCUS) وشارك فيه حوالي 450 خبيراً في أمراض العيون من 14 دولة.
وناقش المشاركون في المؤتمر التطورات العلاجية المتعلقة بمرض اعتلال الشبكية السكري – أحد مضاعفات داء السكري التي قد تؤدي إلى ضعف الرؤية وفقدان البصر وتؤثر على ما يقرب من ثلث المصابين بداء السكري حول العالم والذي يُقدر عددهم بـ422 مليون شخص.
كما قدم الحضور توصياتهم للوقاية من المرض وتحسين نتائج العلاج، وفي مقدمتها الكشف المبكر وتلقي العلاج في الوقت المناسب.
واستعرض المشاركون في المؤتمر آخر التطورات العلاجية لمرض اعتلال الشبكية السكري، بما يشمل أحدث العلاجات التي تمت الموافقة عليها، والتي يتم حقنها مباشرةً في عين المريض. يُذكر أن المملكة العربية السعودية انضمت حديثًا إلى الثلاثين دولة التي وافقت على عقار “أفليبرسبت” بعدما صرحت باستخدامه بدءًا من فبراير 2016، بعد حصوله على موافقة كلٍ من وكالة الأدوية الأوروبية في يونيو 2014، وهيئة الأغذية والأدوية الأمريكية في يوليو 2014.
إلى ذلك، ستقوم شركة (باير) للأدوية بالشرق الأوسط باستضافة مؤتمر فوكس (FOCUS) بشكل سنوي، وهو يضم نخبة من أطباء العيون المتميزين على المستويين الإقليمي والعالمي لتبادل الخبرات، وتوحيد الجهود بهدف مناقشة علاجات أمراض الشبكية عمومًا، واعتلال الشبكية السكري على وجه الخصوص.