ما إن يأتي يوم السادس من أكتوبر إلاّ ويتذكر كل مصري وعربي تلك الملحمة العظيمة التي خاضها الجيش المصري ضد جيش الكيان الصهيوني في عام 1973 م وما كان فيها من الكثير من رد الكرامة والاعتبار لكل عربي على وجه العموم ولكل مصري بصفة خاصة ، وذلك لما تم هدمه من أقوال تفيد أن جيش إسرائيل هو الجيش الذي لا يهزم.
هذا الانتصار أتى بعد توفيق الله سبحانه وتعالى حينما استعصم جيش مصر وأبناؤها بالله عز وجل ، معتمدين عليه سبحانه وتعالى وحده دون سواه ، متخلّين عن أي قوة مساندة من قوى الشرك والبشر ، متمسكين بقوة الإيمان بالله عز وجل عملاً بقول الله سبحانه وتعالى "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" رافعين شعار الله أكبر للدلالة على أن قدرة الله وقوته فوق كل قدرة وقوة وأن المرء متى استعصم بالله عز وجل لان له كل شديد وتيسر له كل عسير .
وأتى هذا الانتصار حينما توحد الشعب بكامله فكان قلباً وقالباً على كلمة واحدة وعلى قلب رجل واحد ، تاركين ورائهم كل تحزب وتفرق وتشيع لأحزاب وفرق وجماعات، رافعين مصلحة الوطن فوق كل اعتبار مغلقين لكل باب من أبواب الفتنة عملاً بوصية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "دعوها فإنها منتنة" .
وحينما تطل علينا هذه الذكرى تبعث بداخل كل مصري أملاً في أن تزول الغمة وينصلح الحال وتتقدم الأوطان وترتقي لتتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم بعدما انحدرت بسبب تخليها عن الاعتصام بالله عز وجل والسير وراء الشعارات الخادعة التي تهدم ولا تبني وتدمر ولا تعمر.
فيا ترى هل سيتخذ أبناء مصر من ذكرى انتصارهم على إسرائيل شرارة انطلاق نحو البناء والتعمير ورفع الوطن فوق أكتافهم أم سيظل كل فرد من أفرادها يغلّب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة.
وهل يا ترى ستبعث ذكرى انتصارات أكتوبر في نفوس أبناء مصر التمسك والاعتصام بالله أم سيظل التواكل على غيرنا من البشر هو حالنا .
إنها حقاً ذكرى وأمل لكنه أمل نطمع في أن يتحقق .