في نتاج جديد من التفكر في مخلوقات الله عز وجل وإعمال العقول بالتدبر في خلق الله سبحانه وتعالى والتفكر في خلق السموات والأرض عملاً بقول الله عز وجل “قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة” وقوله تعالى “إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب” وغيرها من الآيات الداعية إلى التفكر في خلق الله سبحانه ، ذكر الأستاذ حسين عقيل مدلولاً جديداً طبياً وإعجازاً علمياً في قول الله عز وجل “يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ ۚ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚ وَعْدًا عَلَيْنَا ۚ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ” وبالأخص قوله تعالى “كما بدأنا أول خلق نعيده” حيث أكد أن الفكرة إجمالاً كالتالي : اعجاز علمي جديد حول بداية خلق الإنسان وتكوين الجنين واعادة خلقه وبعثه يوم القيامة ومن نفس الجزء يستدل على الحقيقتين (عقب الذنب) الفقرات العصعصية الأربع… وعلاقة فقرات العمود الفقري وعددها بخلق الجنين ورضاعته وفطامه .
وقد أوضح “عقيل” أن الجزء الأسفل من (العمود الفقري) الفقرات (العصعصية) والتي تعرف بعقب الذنب الذي يعيد الله عليه خلق وبعث الإنسان يوم القيامة .. عدد فقرات هذا الجزء 4 فقرات وهذا يمثل عدد أشهر تكوين الجنين (فترة جمع الخلق في البطن ونفخ الروح بعد 120 يوماً من الحمل) وهي 4 أشهر بالتمام والكمال .
يلي هذا الجزء الفقرات الجذعية عددها 5 وهي مدة الخمسة أشهر المتبقية من مدة الحمل وفيها يكتمل نمو جذع وخلق الإنسان باكتمال الشهر التاسع (4+5=9) فترة الحمل .
وأضاف أن باكتمالها تحين ساعة الولادة والخروج للحياة واستقبال حياة المهد في حجر الأم وحضنها.
واستطرد عقيل قائلاً بأن بقية أجزاء العمود الفقري وفقراته تمثل عدد شهور الرضاعة والفطام كما أشار إليها الخالق العظيم في كتابه .. (33-9=24) يعني حولين كاملين كما ذكر الله في كتابه: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) .
وأردف أن العدد (33) بالأشهر يمثل فترة الحمل والرضاعة والفطام وأما بالسنوات فهو يمثل سن اكتمال الشباب والنضوج وتكامل الخلق لدى البشر ، وهو دلالة على السن عند البعث والنشور ومقدار العمر الذي يكون عليه أهل الجنة وأهل النار كما دلت على ذلك الأحاديث والروايات .
وقد أكد “عقيل” أن في ارتباط رحم المرأة وصدرها بتكوين وبناء الإنسان أثر قوي في التأثير في سلوكه وتحديد مصيره ، مضيفاً أنه سبق وأن طالَب أن يتبرع أحد الباحثين ويبحث في أحوال من اعتنقوا الفكر الضال وخانوا أوطانهم كيف كان حالهم مع الرضاعة في الطفولة ما نسبة الرضاعة الطبيعية والصناعية في كل مائة شخص منهم ..! اعتقد ستكون الرضاعة الطبيعية متدنية جداً .. فالأم كالوطن ومن يتعلق بثدي أمه ويربوا على صدرها لن يخون وطنه..! إلا ماشاء الله ، وذلك لأن حليب الأم بتكوينه الرباني طالما له تأثير في الحل والتحريم بحيث يحرم نكاح البنت من الولد الذي رضع معها ، فلا شك أن له تأثير في السلوك الإنساني في حياة البشر ويؤثر فيها سلباً وإيجاباً بلا شك .
واختتم “عقيل” بقوله : لنلاحظ التوافق بين إعادة الإنسان وبعثه يوم القيامة من عقب الذنب (4فقرات) وبين نشوء الجنين وتكوينه بالأربعة الأشهر الأولى من الحمل ونفخ الروح في أشهر 4 بعدد فقرات هذا الجزء) وهذا يؤيده قوله تعالى : (كما بدأنا أول خلق نعيده) مراحل جمع الخلق وتكوينه في الرحم ونفخ الروح وتحديد المصير مشار إليها في نفس الجزء الذي يعيد الله منه خلق وبعث الإنسان يوم القيامة .