عقد أصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج مؤتمرهم العام الرابع والعشرين في الرياض بضيافة المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة التعليم أمس وتضمن جدول أعمال المؤتمر، تقرير رئيس المجلس التنفيذي عن أعمال المجلس خلال السنتين الماضيتين، وتقرير المدير العام عن تنفيذ برامج المرحلة الأولى من استراتيجية مكتب التربية العربي لدول الخليج 1436 ـ 1441هـ (2015 ـ 2020م)، وبرامج المرحلة الثانية من الاستراتيجية للدورة المالية القادمة، وموازنة المكتب وأجهزته إضافة إلى موضوعات أخرى تهم العمل التربوي المشترك للدول الأعضاء.
وتم في افتتاح أعمال المؤتمر تكريم أصحاب المعالي والسعادة الذين كانوا أعضاء في المؤتمر العام، والمجلس التنفيذي، وانتهت عضويتهم قبل انتهاء تلك الدورة. واشتملت فعاليات المؤتمر على عروض مرئية ومعرض إصدارات مكتب التربية العربي.
وفي كلمة المؤتمر الافتتاحية رفع معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى أسمى آيات الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإلى إخوانه قادة دول مجلس التعاون على ما تلقاه مسيرة التعليم من قبلهم – يحفظهم الله- من رعاية فائقة واهتمام بالغ، فقد رفعوا شأن التعليم في بلداننا، بتوجيههم وتأكيدهم المستمر على أن يتبوأ مكانة في بناء الإنسان الخليجي، وإعداده ليكون قادرًا على الدفاع عن عقيدته، وبناء نفسه وخدمة وطنه، ومشاركة أمته في التطلع لمستقبل أفضل بإذن الله.
وأضاف الدكتور العيسى: «يسعدني وبلادي المملكة العربية السعودية تتسلم رئاسة هذا المؤتمر الرابع والعشرين للمكتب، أن أتوجه بالشكر إلى أخي معالي الدكتور بدر بن حمد العيسى – وزير التربية ووزير التعليم العالي بدولة الكويت، رئيس المؤتمر العام الثالث والعشرين – على جهوده ومتابعاته لمسيرة المكتب خلال رئاسته للدورة التي نشهد ختامها اليوم، وأشكره على مشاعره الطيبة التي حملتها كلمته، وندعو الله أن يوفقنا في مواصلة العمل بنفس الروح الواعية الوثابة، التي هي سمة تميز عمل المؤتمر العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، الذي جمعنا دائمًا على الخير، وفتح منذ تأسيسه دروب التعاون المشترك في أجل الميادين عطاءً، وأخصب الحقول أثرًا في بناء الإِنسان، مجال التربية والتعليم، الذي نلتقي اليوم في رحابه لنبدأ مرحلة عمل جديدة في مسيرة تعاوننا التربوي المشترك، في ظل هذا المكتب العريق الذي أمضى أربعة عقود من الزمان، وعايشت برامجه المتعددة مع الدارسين والباحثين والمتابعين والمهتمين».
وقال العيسى: «نلتقي اليوم في وقت عصيب تمر به أمتنا ومنطقتنا وتتضاعف فيه مسؤوليات التربية والقائمين عليها، وواجبات التعليم والمسؤولين عنه، وتتأكَّد فيه مسؤوليتنا جميعًا في تعزيز عملنا المشترك من خلال هذا الإطار المؤسسي الذي أنشأناه وارتضيناه منذ قيامه سبيلاً للتعاون المشترك فيما بيننا، حيث جمع فألف، وعمل فأبدع، وها هو مطالب بالمزيد من العمل والعطاء، ولذا فإن التعاون التربوي والعمل المشترك تتأكَّد ضرورته كل يوم، ويحتاج منا إلى تضافر الجهود في أكثر من ميدان، والسعي الحثيث لترسيخ هوية النظام التعليمي وفلسفته في أوطاننا انطلاقًا من السمات المشتركة التي تجمع أنظمتنا التربوية، وتحفظها من التشتت في غير اتجاه، كما أننا في حاجة لمضاعفة جهودنا لنصل إلى صيغة فاعلة للمواءمة بين قيم مجتمع الخليج وثقافته، وبين الانطلاق للعالمية عبر الانفتاح الثقافي والعلمي، والتكيف مع المتغيرات السريعة التي تطرأ من حولنا، واستيعاب آثارها لنتمكن من الانطلاق نحو الاندماج والمشاركة مع العالم في منافسة إيجابية وشريفة في ميادين التقدم الحضاري والعلمي والنمو الاقتصادي».
وأكَّد معالي الوزير أنه على الرغم من كثرة الأعباء والمتغيرات فإن الآمال التي تلوح لنا في آفاق التعامل الإيجابي هي كثيرة أيضًا ومتعددة، وتبعث على الاطمئنان، فهذه الإرادة السياسية لقادتنا – يحفظهم الله – تحفزنا على العمل المشترك الطموح، كما أن الرؤى التي رسمتها وحددتها للمستقبل خصت التعليم بمكانة لائقة به، وأعلت شأنه في بناء الأجيال، مشيرًا إلى رؤية المملكة العربية السعودية 2030- ودورها في ترسيخ القيم الإيجابية في شخصيات أبنائنا، وتطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، مما يمكن المدرسة بالتعاون مع الأسرة من تقوية نسيج المجتمع لاكساب الطالب المعارف والمهارات والسلوكيات الحميدة، ليكون ذا شخصية مستقلة تتصف بروح المبادرة والمثابرة والقيادة، ولديها القدر الكافي من الوعي الذاتي والاجتماعي والثقافي، وذلك من خلال استحداث مجموعة كبيرة من المنظومة التعليمية من الأنشطة الثقافية، والاجتماعية، والتطوعية، والرياضية، والاستفادة من الميراث التربوي، والخبرات التراكمية التي توافرت لدولنا، منفردة أو مشتركة تمثل لدينا زادًا وقوة دافعة على تحقيق مزيد من البرامج التي ترفع كفاءة تعاملنا مع ما يحيط بنا من أخطار، أو يلوح في الأفق من مشكلات وعوائق.
واستطرد العيسى في كلمته قائلاً: «ولا أراني متجاوزًا الحقيقة – أيها الإخوة والأخوات – إذا سجلت أمامكم أن من مصادر ارتياحي الشخصي، وما يبعث الأمل لدي، أنه عندما اطلعت على الوثائق والمذكرات المعروضة على المؤتمر العام، ورجعت إلى استراتيجية مكتب التربية العربي لدول الخليج 2015 – 2020 التي أقررتموها، ويعكف المكتب وأجهزته على تنفيذها، وجدت من طموحات أهدافها وبرامجها العلمية الموجهة لشباب الأمة، ما يغرس فيهم المفاهيم الصحيحة، والسلوك الإيجابي الذي يصدر عن وعي سليم، وإعداد قويم، يربط الناشئة بدينهم وقيم مجتمعهم وينمي فيهم الهوية الوطنية والمبادئ الإنسانية وحب اللغة العربية والاعتزاز بها، ويجمع شملهم في إطار الأسرة الخليجية والعربية، ويجهزهم للمنافسة العالمية في مختلف العلوم، وكل ذلك وغيره يسهم في تحقيق طموحات الرؤى المستقبلية لدولنا، ويبعث على تعزيز الأمل في نفوسنا ويجعلنا على ثقة واطمئنان أننا قادرون – بعون الله – أن نرعى مسيرة التربية إن شاء الله لمن بعدنا خفاقة راياتها، مضيئة مناراتها، باسقة غراسها ومتطلعة دائمًا لمستقبل أفضل يليق بأمتنا، في ظل حرص قادتنا – يحفظهم الله – على أن يظل العمل التربوي المشترك في مكانته اللائقة في إعداد الأجيال وبناء وتنمية الأوطان».
وأكَّد العيسى للمشاركين أن هذه الدورة من أعمال المؤتمر العام الرابع والعشرين، تحمل عديدًا من الموضوعات التي تحتاج لوقتكم الثمين، ولقراراتكم الصائبه ليبدأ مكتب التربية العربي لدول الخليج مرحلة عمل جديدة، متوجهًا بالشكر إلى معالي المدير العام للمكتب الدكتور علي بن عبدالخالق القرني، لما يبذله المكتب من جهود للإعداد لهذا المؤتمر، ولتجهيز وثائقه المعروضة.
من جانبه أكَّد معالي وزير التربية ووزير التعليم العالي بدولة الكويت ورئيس المؤتمر العام الثالث والعشرين لمكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور بدر حمد العيسى على أهمية هذه المناسبة في أن يلتئم الشمل في المؤتمر على أرض المملكة العربية السعودية في الرياض التي نحفظ لها كل المودة والوفاء فهي التي تبنت المكتب فكرة واحتضنته مقرًا ورعته مع شقيقاتها الدول الأعضاء حتى أصبح منارة مضيئة في عالم التربية والثقافة وأضاف العيسى قائلاً: تحية صادقة نرفعها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وإلى إخوانه الكرام قادتنا الأجلاء في دول مجلس التعاون على ما تجده التربية والتعليم من كريم العناية والاهتمام، وقدم شكره إلى سمو ولي العهد وإلى سمو ولي ولي العهد يحفظهم الله على ما تقدمه المملكة من تيسيرات للمكتب كي ينهض بمسؤولياته في ساحة العمل التربوي.
وأبان العيسى بأن دولة الكويت تشرفت ممثلة بوزارة التربية برئاسة مسيرة المكتب في السنتين الماضيتين، وتابع قائلاً: إنني أشكركم على جهودكم خلال تلك الدورة وأتقدم بالشكر لوزارة التعليم بالمملكة التي تحتضن الدورة القادمة وعلى رأسها معالي الدكتور أحمد بن محمد العيسى، مؤكدًا أن مواصلة المسيرة ستحظى في هذه الدورة بجهودكم وحرصكم المشكور ليستمر المكتب الذي تأسس منذ أكثر من أربعة عقود راسخًا في ميادين التعاون التربوي المشترك وشامخًا في تطلعاته الرائدة في مجالات الفكر والثقافة.
وأضاف في كلمته أننا ندرك حجم التحديات التي نواجهها والمستجدات التي تطرأ في مختلف المجالات وتتطلب منا وعيًا بها مذكرًا بالآمال المعقودة على استراتيجية مكتب التربية العربي لدول الخليج 2015 – 2020 بما تضمنته من أهداف استراتيجية ومبادرات وبرامج في مختلف قضايا العمل التربوي المشترك الذي يتطلع به المكتب.
وأشار العيسى إلى أن الدورة الثالثة والعشرين شهدت جهودًا حثيثة لإنجاز البرامج والمشروعات التي مثلت المرحلة الأولى في تنفيذ برامج الاستراتيجية بما يستوجب توجيه الشكر لجهود المجلس التنفيذي لمتابعاته الدورية لتنفيذها والمكتب وأجهزته المتخصصة على الالتزام بتوجيهات المؤتمر العام بشأن جودة تنفيذ البرامج وتحقيق الاستفادة الميدانية منها وفقًا لما أقره واعتمده المؤتمر العام، مشيرًا إلى مرحلة عمل جديدة تنتظر الوقت والجهد، مختتمًا كلمته بالشكر لأعضاء المؤتمر العام ووزارة التعليم بالمملكة.
وفي ذات السياق رفع المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور علي بن عبد الخالق القرني التهنئة بيوم الوطن لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ولولي عهده الأمين ولولي ولي العهد والشعب الكريم وأضاف أننا نلتقي في هذا المؤتمر حيث نحتفل معًا بمناسبة غالية علينا جميعًا مناسبة مرور أربعين عامًا على إنشاء مكتب التربية العربي لدول الخليج الذي جمع عبر مسيرة امتدت أربعه عقود أجمل لوحات اللقاءات الأخوية على موائد التربية وفي ميادين التعليم وقدم القرني الشكر لأصحاب المعالي وزراء التربية والتعليم على دعمهم وتوجيههم للمكتب وكذلك أعضاء المجلس التنفيذي الذين تابعوا مسيرة المكتب برؤى وتوجيهات سديدة مؤكدًا على أن التعاون التربوي الخليجي هو جزء من منظومة العمل الخليجي المشترك الذي يقوده مجلس التعاون لدول الخليج العربي وشكر القرني صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ومعالي الدكتور عبدالمحسن المدعج ومعالي الوزير الدكتور عزام الدخيل على جهودهم وإسهامهم في مسيره المكتب وكذلك أعضاء المجلس التنفيذي السابقين ومدير مركز البحوث سابقًا وكذلك أصحاب المعالي والسعادة رؤساء المنظمات المشاركة معالي الدكتور عبدالعزيز التويجري ومعالي الدكتور عبدالله محارب والدكتور حمد الهمامي مشيدًا بمستوى التعاون والتنسيق والتشارك بين منظماتهم الموقرة ومكتب التربية العربي لدول الخليج وختم كلمته بالشكر لوزارة التعليم ولصاحب المعالي الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم والدكتور راشد الغياض عضو المجلس التنفيذي على الدعم والرعاية وحسن التنظيم.