لا يعرف معنى الوطن إلا من فقد وطنه ، ولا يقدّر الوطن إلا من عاش بعيدا عنه ، ونحن بحمد الله نرفل بثياب الأمن والأمان في ظل حكومتنا الرشيدة .
فوق أرض هذا الوطن المعطاء نتعلم الحب والوفاء ، وتحت سمائه نرتشف معنى الانتماء والولاء .
الوطن ليست كلمة تقال ، ولا شعار يرفع ، ولا قصيدة تلقى .
بل هو أعمق من ذلك ، يتجلى معنى الوطن في الانتماء الوطني !!
فمن الجميل أن يعبّر الإنسان عن مشاعره النبيلة تجاه وطنه العزيز، ولكن الأجمل احترام ذلك الوطن وتقديره ، ولا يكون ذلك الا بالمحافظة على حقوقه ، وممتلكاته ، والانتماء لحبه ، والتفاني في خدمته . ولا يتأتى ذلك إلا بالاهتمام بمنشآته ، والمحافظة على مرافقه العامة ، والالتزام بقوانينه التي سنها ولي الأمر .
يجب أن يعكس اليوم الوطني في نفوسنا معنى الانتماء والحب والوفاء ، لهذا الوطن المعطاء ، لا تعني الوطنية أن نتشدق بالكلمات الرنانة والجُمل المنمقة ، أمام شاشات التلفاز أو على صفحات الصحف والمجلات ، ولا تعني الوطنية أن نتغنى باسم الوطن ونردد القصائد والأناشيد .
إن الوطنية تتجلى في نبذ العنف ، والبعد عن الإرهاب ، وتطبيق النظام ، ومعرفة حقوق القاطنين فيه ، وليست الوطنية في الشعارات الزائفة ، والمظاهر البراقة ، والخروج إلى الشوارع ، والتعدي على المارّة .
من أجل نحقق معنى الوطنية ، يجب غرس حب هذا الوطن في نفوس أبنائه، ولا يتم ذلك إلا بشراء ودّ المواطن ، وتحقيق الأمان الوظيفي ، والأمان النفسي ، والأمان المادي حتى ينشى جيل يقدّر المسئولية ، وينتمي لوطنه ويدافع عنه .
وليست الوطنية الهروب من الوطن إلى الأوطان الأخرى ، بل الوطنية بناء الوطن بالاستثمار الفعلي ، ونبذ التستر التجاري ، والقضاء على الفساد الإداري ، ولن تتحقق الوطنية مالم يكن هناك مواطن نظيف لوطن نظيف "ولن ينظف المسرحُ ما لم ينظف الممثلُ "
إن معنى الوطنية حب متبادل بين الوطن والمواطن ، فبقدر ما نعطي الوطن من حب وتفاني في خدمته والسعي للنهوض به وتطبيق قوانينه .
يجب أن يأخذ المواطن حقوقه وخدماته وتسهيلاته وهي علاقة طردية وهذا الذي يجب أن يكون .
إن حب الوطن من الإيمان ، والدفاع عنه من أوجب الواجبات ، والمحافظة على ممتلكاته من أعظم المهمات ،ولذا يجب أن نردد شعارنا القائل : " وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه "