لا تسلم عقلك لغيرك فأنت خلقت بعقل لتبحث بنفسك عن الحقيقة ، فكم من حقيقة ضل الكثير طريقها رغم انه لا يوجد بينه وبينها سواء خطوات بسيطة!
سبب ذلك انه جعل عقله وعاء يحفظ فقط ويطبق مايلقى فيه حتى وان كان ذلك يخالف العقل والمنطق!
العقل هو مناط التكليف في الإسلام وقد عد الله فاقده كالبهيمة.
قال تعالى :-
﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾
العقل هو القدرة على التمييز والإدراك واتخاذ القرار ، العقل يمثل مجموعة أحاسيس عندما يتم تفعيلها تتحول تلك المجموعة إلى مصباح يضئ للإنسان ويرشده المجهول في عتمت الظلام ، وعندما تبطل هذه الأحاسيس ينطفي ذلك المصباح ويصبح مثل الكفيف يقوده الآخرون في متاهات ماتهواه أنفسهم يأخذونه إلى الحق تارة ليوهموه بصواب مسيرهم وإلى الباطل تارات ليتبع سننهم؟
من يقتل الإنسان يفجر المكان يرتكب افضع وأبشع الجرائم يخرب الوطن يفسد الدين يشوهه ، إنسان انطفأ الضياء داخله حين سلم عقله بغباء فاضح لغيره هو ليس كالأنعام هو أضل سبيلا!
في هذا السياق تبادرت إلى ذهني تجربه علمية تحكي أن مجموعة من العلماء قاموا بوضع خمسة قرود في قفص واحد، و في وسط القفص يوجد سلم، و في أعلى السلم هناك بعض الموز.
في كل مرة يصعد أحد القرود لأخذ الموز يقوم العلماء برش باقي القرود بالماء المغلي.
بعد فترة بسيطة أصبح اي قرد يحاول الصعود لأخذ الموز يتعرض للمنع والضرب من الآخرين حتى لا يتم رشهم بالماء!
بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات خوفا من الماء المغلي.
بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة، و يضعوا مكانه قردا جديد و أول شيء قام به القرد الجديد أنه صعد السلم ليأخذ الموز، ولكن فوراً قام الأربعة الباقين بضربه و إجباره على النزول
بعد عدة مرات من الضرب فهم القرد الجديد بأن عليه أن لايصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب.
بعد ذلك قام العلماء بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد، و حل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لايدري لماذا يضرب، و هكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء مغلي أبداً.
و مع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب؟
ولو كان بإمكاننا سؤال القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم؟
أكيد سيكون الجواب : لا ندري فهذا ما كان عليه أسلافنا!!!
و هكذا يصنع الغباء وتسليم العقل للغير!!
دمتم بعقول مضيئة.