قام معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحج والعمرة، بزيارة مقر برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين في مشعر منى، إضافة إلى زيارة مقر برنامج ضيوف خادم الحرمين لذوي شهداء فلسطين، حيث كان في استقبال معاليه لدى وصوله الأمين العام للبرنامج الأستاذ عبدالله بن مدلج المدلج ونائبه الدكتور زيد بن علي الدكان، ورؤساء اللجان العاملة في البرنامج.
وقام معاليه بجولة في مقر البرنامجين اطلع خلالها على تجهيزاتهما، والخدمات المقدمة للضيوف، كما تفقد المصلىيين المخصصين للصلاة واستمع الى شرح عن برنامج المحاضرات والفعاليات الدينية والثقافية المقامة فيه، إضافة إلى جولة في المطاعم المخصصة للضيوف، مؤكداً أهمية توفير كل أنواع الطعام الصحي الجيد والكافي للضيوف بما يتماشى مع جميع جنسياتهم.
وعقد معالي الوزير لقاءً مع نخبة من الضيوف، ألقى خلاله كلمة حمد في مستهلها الله أن منَّ في هذا العام بحج مثالي في تنقلاته، وسكينته، ويسر طرقه، والطمأنينة التي علت واستقرت في قلوب الحجاج.
وقال معاليه: أسجل في هذا المقام سروري الكبير، وسرور الحجاج، وسرور ضيوفنا بما وجدوه من تسهيلات كبيرة في حج هذا العام أكثر مما كانوا يتوقعونه؛ لأن الحج ولا شك عُرضة لكثير من المفاجآت، أو الزحام، أو ما شابه ذلك، ولكن هذا العام – ولله الحمد – كان فيه الكثير من السرور، والطمأنينة، والسعادة من الناس؛ لحسن حجهم ويسره.
وأضاف: من هنا نيابة عن ضيوف خادم الحرمين الشريفين، فإننا نسجل الشكر والتقدير، ونرفع الشكر والتقدير، بعد شكر الله – جل وعلا – لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – ملك المملكة العربية السعودية؛ على ما يبذله، وتبذله حكومته الراشدة من بذل عظيم متنوع بجميع أجهزة الدولة القيادية، والأمنية، والخدمية، والشرعية في أن يتم الحجاج حجهم بطمأنينة، ويسر، ورضا، وسرور.
وتابع: ونشكر لقيادتنا أيضا ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز رئيس لجنة الحج العليا على ما حظي به هذا العام من تنظيم، وتخطيط، وتنفيذ دقيق، وتكاتف من جميع الجهات العاملة في الحج تُجاه ذلك، كما نشكر أيضاً صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية؛ على هذه الإنجازات الكبيرة في حج هذا العام، وخاصة فيما يتعلق بضبط التجاوزات على نظام الحج، والتجاوزات على التقيد بأنظمة الدولة في قدوم الحاج دون تصريح، حيث أسهمت هذه المتابعة الدقيقة في زوال العشوائيات، والافتراشات، وزوال الكثير من عناصر مستوى الأداء في الحج. ولا شك أن الحج إلى الآن يسجل نجاحا باهراً، ورضا من جميع ضيوفنا ورضاً ممن لقيناهم، والتقينا بهم في هذا الموسم.
وأكد معاليه أن المملكة العربية السعودية لا شك هي قائدة العالم الإسلامي بقيادتها، وسياستها الحكيمة التي تهدف إلى لم شمل المسلمين الذين يدينون بالإسلام، وتقديم الخدمة لكل قاصدي البيت الحرام، دون تفريق بينهم لا في مذاهبهم، ولا في بلدانهم، ولا في إقليمياتهم، هذه الرسالة من القيادة هي رسالة وحدة الأمة الإسلامية، فالمملكة تعي دورها فهي لا تفرق بين الأمة بل تجمع شمل الأمة، تجمع شمل القيادات، وشمل العلماء، والمؤثرين في العالم الإسلامي بأسره؛ حتى يكونوا إخوة متحابين ملتقين على الوحدة التي أمر الله – جل وعلا – بها، وأن يبتعدوا عن أنواع التفرق التي تضعف صف الوحدة الإسلامية.
وبين أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المنوط بها تنفيذ هذا البرنامج تنفذ سياسة الدولة، وأهدافها في جمع كلمة المسلمين؛ فالمستضافون من علماء المسلمين من جميع المذاهب الإسلامية مذاهب أهل السنة والجماعة، ولا نفرق في شأن العلماء، والمؤثرين، وأساتذة الجامعات لا نفرق بين شخص وآخر؛ وهذا يؤصل ويؤكد أن المملكة هي الحقيقة بقيادة العالم الإسلامي؛ لأنها ذات المبادئ السامية التي لا تنبع إلا من هدي القرآن الكريم وأوامره، وهدي السنة النبوية: “أيها الناس كلكم لآدم” وهذا يعطي السواسية، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – للمسلمين لما حجوا جميعا معه: ” إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا”، فالمسلمون يجب أن يكونوا أمة واحدة، وأن يُصلح ذات بينهم لا أن نؤصل ونحيي نزاعات تاريخية وفرقة لا مصلحة منها البتة.
واستطرد معالي وزير الشؤون الإسلامية قائلاً: كما قال الله – جل وعلا – : {فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله} يعني: فيما أمركم به من إصلاح ذات البين، والاجتماع، وقال: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}، فأي سبيل للفرقة فإن المملكة العربية السعودية تنأى عنه، والوزارة في صلتها بالعلماء في رسالة الحرمين الشريفين، رسالة المملكة تجمع ولا تفرق، تؤلِّف بين القلوب ولا تباعد بينها، توحِّد ولا تشتت. هذه الرسالة هي الرسالة الإسلامية الحقة التي تقوّي الأمة الإسلامية وتؤصل المحبة في النفوس.
وشدد على أننا في المملكة سياسةَ دولة، وصنيعَ علماء، نسعى بين الناس وخاصة المسلمين، في رسالة السلام والمحبة والرحمة والتآلف، وأن يقوي بعضنا بعضاً، وأن نبتعد عن كل سبيل للإضعاف، ونمتثل قول الله –جل وعلا – : {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا} نهانا الله عن التنازع؛ لئلا يؤدي إلى الفشل.
وأوضح معالي الوزير أن تحديات اليوم التي تواجهها الأمة تحديات كبيرة على مستوى الوجود نفسه، والهوية ذاتها، هناك تحد ومواجهة كبيرة لمحو الهوية الإسلامية، هناك تحد في التميز ويراد لهذه الأمة أن لا تتميز بدينها، ولا بعلمها، ولا بعلمائها؛ وهذا التحدي الكبير يجب مواجهته، ولا يمكن أن يواجه إلا باتفاق العلماء لا باختلافهم، وبتعاونهم على البر والتقوى لا بأن يتعاونوا على الإثم والعدوان، إذا كنا سنتعاون على أن يعتدي بعضنا على بعض من أهل العلم بسبب خلافات أو نحو ذلك، زادت التحديات أكثر وزاد الضعف مضاعفاً.
وشدد على أن جميع العاملين في برنامج الاستضافة يحبون الضيوف، ويكنون لهم كل تقدير ويخدمونهم قربة إلى الله – تبارك وتعالى -، ثم تنفيذا لتوجيهات القيادة، والوزارة مهيأة لمضاعفة الأعداد، وللتطوير المستمر سواء في البرنامج العام لضيوف العالم الإسلامي أو برنامج ذوي الشهداء، وقد حج أكثر ذوو الشهداء، وسينجز البرنامج لهم أشياء مهمة في المستقبل – بإذن الله -.
وكشف معاليه أن الإخوة في برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين لديهم نية لعمل رابطة كبيرة لمن شارك في هذا البرنامج الذي يحظى برعاية مباشرة وبرضا من قيادة المملكة في تسهيل مهمته في جميع الاتجاهات، ثم رضا بما يصلنا من ثناء من ولاة الأمر لفظي ومكتوب، وهذا يجعلنا نغتبط بعملنا ونواصل المسيرة مع الإخوة العاملين في البرنامج خدمة لضيوف خادم الحرمين الشريفين الذين هم ضيوف بيت الله الحرام ومسجد النبي -صلى الله عليه وسلم – .