يزحف إلينا في هدوء رهيب لا يحرك ساكناً حتى لا ننتبه لخطره ولا نعلم بذاك الخطر المحدق بفلذات أكبادنا ، مرض “كسل العين” القليل منا سمع عنه أو أعاره اهتمامه بل حتى فكر أن يعرض أطفاله على أطباء عيون في سن مبكرة للاطمئنان عليهم
وهذا ما أثار فزع الدكتور محمد حنتيره من تلك الأعداد المهولة من الأطفال الذين اكتشف مرض “كسل العين” عندهم دون أن ينتبه الأهل أو يشتكي الطفل .
وهذا ما جعله يتبنى مبادرة الكشف المبكر للأطفال ودعوة الجميع للمساهمة في هذه المبادرة للحد من انتشار هذا المرض الذي يتسلل كشبح خفي ، بالإضافة إلى إيجاد حلول بتقنيات حديثة بدلاً عن الحلول القديمة التي من شأنها تؤثر نفسياً على الطفل من حيث مظهره مغطى العين المصابة بطريقة تعرضه لسخرية أقرانه .
و تحدث الدكتور محمد في هذا الخصوص بقوله : أن المرض منتشر داخل المملكة العربية السعودية بنسبة ٥٪ وهذه نسبة تدل على وجود طالب أو اثنين في كل فصل يعاني من هذا المرض .
ويقصد بكسل العين ضعف النظر بإحدى العينين مما يؤدي لاستجابة المخ للعين السليمة دون الأخرى ومع مرور الوقت تهمل العين الضعيفة بشكل كلي مما يؤدي لكسل العين .
وأوضح أن ذلك لا يؤدي للعمى و إنما تصبح قدرة العين على النظر بنسبة ٣٠٪ – ٤٠٪ – ٥٠٪ وكل يوم يمر دون علاج هذا الكسل يؤدي إلى ضعف العين بشكل متزايد ، وحفاظاً على صحة الطلاب وحمايتهم من كسل العين وعلاجهم قبل تدهور العين وضعفها يعزم الدكتور على القيام بالكشف المبدئي لكافة الطلاب الذين لا يعرفوا إذا كانوا يعانون من مشاكل بالعين لكونهم يمتلكون عيناً سليمة ترى الأشياء بوضوح تام فمنذ ولادته وهو يرى بنفس الطريقة ليصل الاعتقاد أن جميع الناس على هذا الحال و لا يكتشف ذلك الكسل إلا نادراً عندما تصاب العين السليمة بأي أذى ينتبه إلى أن العين الأخرى لا يستطيع الطفل الرؤية من خلالها لذلك فإن الكشف المبدئي سيقلل من هذه الحالات وسيحد من تفاقم الخطر مع مرور الوقت .
وعن المبادرة التي يرغب بانطلاقها من عيادته قال أنه بدأ بالفعل مراسلة إحدى المدارس وتضم ما يزيد عن ٤٠٠ طالب وطالبة ولكن لم يرد بالموافقة حتى الآن وأوضح أنه سيقدم الكشف المجاني لكآفة الطلاب وسيقوم بعملية الفحص داخل مدارسهم بعد التنسيق مع الإدارة .
وأشار إلى علاج كسل العين على مدى ٢٠٠ عام فهو يعالج عن طريق تغطية العين السليمة لتقوية العين المصابة بكسل العين ، مما يؤدي إلى حصول مشاكل بالعين السليمة وإصابتها بالكسل كذلك وكان علاج هذا المرض مستحيل و غير متوفر حتى تم جلب النظارة الذكية منذ ٣ أشهر وتوفيرها بشكل خاص للعيادة كأول عيادة ويتم منحها بسعر رمزي جداً لذلك نحن بحاجة لرعاية هذه المبادرة لتوفير النظارات الذكية الكافية لهم .
و أوضح أن هناك دراسة علمية جديدة أثبتت أن علاج العين الكسولة باستعمال النظارات الذكية الإلكترونية والقابلة للبرمجة تساعد على تحسين الرؤية عند الأطفال وهي لا تقل في الكفاءة عن اللصقات التقليدية القديمة حيث تعد “النظارات الذكيه” هو أول علاج فعال جديد لكسل العين في آخر ١٠٠ سنة .
ويبقى مرض كسل العين والذي يتسبب في نسبة كبيرة من الحول ، ومن أكثر الأسباب شيوعاً لضعف البصر لدى الأطفال.
ويحدث الحول (الناتج عن كسل العين) نتيجة ضعف البصر في العين التي لا تتطور بشكل طبيعي خلال مرحلة الطفولة المبكرة ويحدث هذا عندما يكون هناك عين واحدة هي أكثر ضعفا بالنظر من الأخرى ، وقد أكد الدكتور حنتيره (استشاري جراحات تصحيح الابصار بأحد العيادات الخاصه بجدة) أن الطفل يحتاج لتلقي العلاج في سن 8 سنوات أو أقل بحيث تكون العينين والجهاز البصري في المخ لا يزالان في طور التكوين وإذا لم يتم علاجه في هذا السن المبكر فللأسف تظل العين الكسولة ضعيفة مدي الحياة.
وأكدحنتيره أن علاج كسل العين باستعمال لصقات العين أو قطرات العين لا يزالان يشكلان تحديا كبيراً لكل من أطباء العيون والآباء على حد سواء ، وقد وجدت دراسة حديثة أن 1 من كل 4 أطفال يشعرون بالقلق من قبل استخدام قطرات العين لعلاج الكسل وكذلك ما يقرب من 15 في المئة من الأطفال يرفضون وضع قطرات العين او لصقات العين .
في المقابل هذه النظارات الإلكترونية المستخدمة في الدراسة تجمع بين تصحيح الرؤية وتغطية العين السليمة ، وتكون التغطيه في هذه النظارات الذكيه في صورة عدسات مكونه من شاشة الكريستال السائل (LCD) ، كما يمكن برمجتها لتتحول سواد وبالتالي تسد الرؤية في العين اليسرى أو اليمنى لفترات زمنية مختلفة ، يتصرف مثل التصحيح الرقمي الذي لا يأتي على نحو متقطع ، ومع هذه النظارات يكون سد العين إلكترونياً وبعد فتره من ارتداء النظارات يتعلم الطفل أن العدسة ستكون واضحة مرة أخرى في ثوان معدودة حتى أنها قد تكون أكثر تعاوناً مع العلاج.
وختاماً أكد د.حنتيره أن الآباء والأمهات الذين ناضلوا مع القطرات واللصقات، يمكن أن تكون هذه النظارات هي البديل الرائع و المريح .