أبدع رجال الأمن في مملكة الإنسانية و الخير والعطاء ، بنقل صور إنسانية للملحمة الفريدة التي لا تشاهد إلا في المملكة العربية السعودية ، أن الخدمات التي تتوفر لحجاج بيت الله الحرام في هذا الموسم من كل عام تعد معجزة بعينها بل هي من عجائب الدنيا التي وهبها الله سبحانه وتعالى لكافة أبناء هذه البلاد كلاً بحسب موقعه العملي، فتجد الجميع يداً واحدة تعمل وفق منظومة دقيقة وشاملة وعالية .
إن ما يقدمه رجال الأمن السعودي في كل عام لخدمة ضيوف الرحمن ما هو إلا إحدى أهم الرسالات التي تضطلع بها حكومة المملكة العربية السعودية وحكامها آل سعود، الذين سيظلون أهلاً لتحمل هذه الأمانة العظيمة ويحملونها في حدقات أعينهم وسويداء قلوبهم وكل جوارحهم لأداء هذه الرسالة العظيمة التي حملها الملوك من آل سعود الأخيار رحم الله منهم من غادر هذه الدنيا الفانية وأطال في عمر من هم بين أظهرنا حكاماً للعدل والخير والانسانية وفي مقدمتهم ملك الحكمة والانسانية المليك المفدى سلمان بن عبدالعزيز أطال الله في عمـره ومتعه بدوام وتمام الصحة والعافـــيــة.
صور إنسانية رائعة قدمها رجال الأمن ، رافعين شعار (في خدمة ضيوف الرحمن) عنوانًا لنهجهم الإنساني قبل الأمني ، فهذا يمسك بيد حاج كبير في السن ويساعده على أداء نسكه، وآخر يُرشد تائهًا، وذاك يحمل طفلا أعياه التعب، أو يسقي حاجا ليخفف عنه حرارة الجو ، يرجون الثواب من الله عز وجل، ويتسابقون للقيام بما أوكل إليهم لخدمة الحجاج وحفظ أمنهم، ومساعدتهم على إتمام نسكهم.
وأثبتوا بالشواهد الحية والصور الموثقة على ما يحظى به المسلمون في هذه الديار المقدسة من عناية لا يقابلها عناية في اي دولة في العالم حتى الدول التي يسمونها متقدمة فالتقدم نجده هنا بأسمى معانيه من خلال أخلاقياتهم الاسلامية وتعاملهم الراقي وبذلهم وعطائهم لضيوف الرحمن ، يمسحون بيدهم الحانية ليوفروا الطمأنينة للحجاج.
يفرحون ويشرفون ويتسابقون لخدمة الحجيج ، ويقدمون صورا إيمانية إنسانية يحثهم عليها المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: حيث يقول: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد)، وقوله (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ)، وقوله عليه أفضل الصلاة والسلام (مَنْ لَا يَرْحَمِ النَّاسَ لَا يرحمه الله). متفق عليه.
وسطّر رجال الأمن المشاركون في خدمة ضيوف الرحمن في موسم حج هذا العام أروع الأمثلة في التسابق لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وتقديم يد العون لهم، وتوفير كل ما يُمكّنهم من أداء نسكهم على الوجه الأمثل.
فقد ظهر ذلك جلياً في الكثير من المواقف والمشاهد على امتداد رحلة الحج، بدءاً من دخول ضيوف الرحمن مكة المكرمة، فالحرم المكي الشريف، وصولًا إلى المشاعر المقدسة (منى – عرفات- مزدلفة)، ولم يقتصر دور رجال الأمن على الحفاظ على الأمن، وتيسير حركة المرور فقط، بل ظهر جلياً في تسابقهم على مساعدة الكبير، والعناية بصغار السن، ومساعدة المحتاج، وإرشاد التائه، وسقاية ضيوف الرحمن بالماء والعصائر، وعند اشتداد حرارة الشمس يقومون برش رذاذ المياه الباردة فوق رؤوس ضيوف الرحمن للتخفيف من وطأة حرارة الشمس، والتخفيف عنهم قدر المستطاع.
كما قدموا على مختلف تخصصاتهم صورا إنسانية رائعة عن رجل الأمن السعودي وإخلاصه في العمل لله سبحانه وتعالى أولاً، ثم تأدية لواجبه الإسلامي والإنساني، والعمل على خدمة ضيوف الرحمن في بلد حباها الله بالحرمين الشريفين وشّرفها بخدمتهما، أتوا ملبين لرب العالمين، طالبين الرحمة والمغفرة، يأملون من الله عز وجل، حجا مبرورا، وسعيا مشكورا.