أوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء المهندس ملهم بن محمد هندي ضمن حركة الكواكب الدائمة على مدراتها تظهر لنا من الأرض تتنقل على صفحة السماء بما يسمى علمياً الحركة الظاهرية للكواكب، وأثناء حركتها تتصادف أن يظهر لنا تقارب بين الكواكب في ظاهرة تسمى الاقتران الكوكبي، حيث يظهر لنا أن مكان الكوكبين متقارب جداً على صفحة السماء رغم البعد الكبير الحقيقي بينهما .
ففي يوم السبت 24 ذو القعدة يقترن كوكب المشتري بكوكب الزهرة في ظاهرة هي الأبرز خلال عام 1437 ممكن رصدها من السعودية والوطن العربي، حيث تصل المسافة المشاهدة بين الكوكبين 0.3 درجة قوسية، ودرجة قوسية واحدة تساوي مثلي البدر عندما يكون القمر مكتملاً، ورغم المسافة الصغيرة التي تظهر لنا إلا أن المشتري يبعد عن الزهرة حوالي 720 مليون كيلو متر.
حيث يمكن مشاهدة كوكبي الزهرة والمشتري قبل يوم الاقتران في الأفق الغربي بعد غروب الشمس مباشرة حيث يرى أولاً كوكب الزهرة لأنه ألمع الكواكب وبعد بفترة قصيرة يتضح كوكب المشتري أعلاه، ويمكن ملاحظة كل يوم اقتراب كوكب المشتري من الزهرة حتى موعد الاقتران 24 ذو القعدة.
وتعد الزهرة أقرب الكواكب للأرض مسافة وحجماً وأكثرها سطوعا حيث تأتي في المرتبة الثالثة بين أسطع الأجرام في السماء بعد الشمس والقمر، وعادة لا ترى الزهرة إلا قرب الشمس إما في الشرق قبيل شروق الشمس أو في أفق الغرب بعد غروب الشمس كما نراها هذه الأيام لذا يطلق عليها ب(نجمة المساء)، أما المشتري فهو أكبر كواكب المجموعة الشمسية حيث يساوي حجمه أكثر من ألف مثل كوكبنا الأرض وهو من الكواكب الغازية ، ورغم الفرق الكبير بين حجمي المشتري والزهرة إلا أن بعد المشتري عن الأرض يظهر لنا العكس .
ظاهرة الاقتران ممكن رؤيتها ورصدها بالعين المجردة، ويمكن استخدام التلسكوبات في رصد الظاهرة لرؤية الكوكبين مع أربعة من أكبر أقمار المشتري، ويمكن في حال صفاء الجو رؤية كوكب عطارد على يمين الكوكبين بلمعان خافت ليمكل زينة السماء ذلك المساء.
ويأتي هذا الاقتران المميز بين المشتري والزهرة هو الثاني خلال هذا العام حيث تم رصد اقترانهما بداية العام الجاري في محرم ولن يلتقيا مجدا إلا بعد سنة وثلاثة أشهر في 13 صفر 1439هـ .