الطائف - سعد الغنامي  

 
 
فعاليات تاريخية أعادت زوار الطائف إلى ماضي المدينة الجميل ومن تلك الصور الجميلة التي كانت في الماضي صورة ( السّقّا ) وهو يجوب ممرات منتجع الكر الترفيهي ، و ( الّسّقّا ) هو ذلك الرجل الذي يحمل صفيحتين أو “تنكتين” بواسطة عصا يضعها على منكبه ويربط كل «تنكة» في طرفي العصا فيمشي بهما ، ويعتبر في زمن مضى هو ( وزارة المياه ) التي توفر الماء ، بينما هو رجل يحمل تلك التنكتين ويجوب الشوارع ينادي ويدخل البيوت وهو المتعهد الوحيد لها في جلب الماء ، ومن كثر ما يكون قريب من البيوت وأهلها فهو يكتنز أسرار تحرسها أبواب مؤصدة ونوافذ ، لم يكن غيره من يجلب الماء ، ولم يكن غيره يحفظ الأسرار فليس كل رجل يستطيع حمل تلك الصفيحتين يوماً كاملاً ، ويؤمنه أهل البيوت إلا رجل قوي أمين ومهنة السقا أشتهرت في مكة ، وخاصة وقت مواسم الحج وسقيا زمزم ، حيث اعتاد السقا الخروج كل يوم طائفاً بالبيت الحرام ، حاملاً معه أوعية يصب فيها الماء للحجاج والمعتمرين ، فضلاً عن ندائه بعبارة لافتة “زمزم يا حاج.. إرو عطشك” انذثرت مهنة السّقّا ولكن مهرجان زي زمان أعادها ليرى جيل اليوم ماكان عليه أباءهم من ضنك العيش حتى الماء لا يجلب إلا بمشقة وبقدر معين لا إسراف ولا تبذير ، ولعل إعادة السقا ودوره في المهرجان تكمن أيضاً في توجيه رسالة إلى جيل اليوم بعدم الإسراف في الماء وإن صحيفتين من معدن ( أو قربتين ) من جلد الماعز تأخذ أسابيع لا تنفذ ، في طريقة إرشاد لا إسراف ، والسقا بزيه القديم الغبانة على رأسه ولبسه التراثي يجوب المنتزه الذي تتواصل فعالياته بدءاً بأولاد الحارة وعمو كريم وشختك بختك وسمارة الحارة التي تقدمها إحدى الفرق الشعبية و مهرجان زي زمان الذي تتواصل فعالياته في منتجع الكر الترفيهي ، تنظمه شركة الطائف للاستثمار والسياحة بالتعاون مع مجلس التنمية السياحية بهدف إحياء الصورة الذهنية للماضي الجميل لدى زوار مصيف المملكة الأول ، ويستمر المهرجان حتى منتصف شهر ذي القعدة القادم وسيشهد العديد من الفعاليات ذات الطابع التاريخي من بينها فعاليات تتعلق بإحياء الأسواق التاريخية وفعاليات الحرف اليدوية والمأكولات الشعبية والمسابقات ذات الطابع التراثي والعادات المجتمعية الأخرى بمشاركة عدد من أبناء الطائف المهتمين بهذا الجانب إلى جانب الجوائز القيمة التي ستقدم بطابع تاريخي .