تظل المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي تقدم مساعداتها الإنسانية والإغاثية لجميع شعوب العالم وكرست جهوداً متميزة مفعمة بالعطاء والروح الإنسانية التي تقدر وتعي وتدرك قيمة الإنسان أياً كان لونه ودينه وأصله وهي الجهود التي لا يزال يذكرها أولئك الذين لمسوها وعاشوها وخففت من آلامهم وداوت جروحهم، في مختلف القارات لاسيما في الوطن العربي والعالم الإسلامي من خلال قنوات شرعية، ومؤسسات رسمية أبرزها مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية ورابطة العالم الإسلامي والجمعيات والهيئات الإغاثية في مجال العمل الخيري، وفي إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية والحروب في العالم، والجمعية العامة لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية التابعة للرابطة، والتي كان لها أثر كبير في تمكين الجهات المختصة في الأعمال الخيرية والإغاثية من القيام بمسؤولياتها الإنسانية والحضارية محليا وعربياً ودولياً.
مسيرة الخير والعطاء
ومع استمرار مسيرة الخير والعطاء التي جسدها المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأبناؤه البررة من بعده، والذين حافظوا بدأب على هذه المسيرة، ولايزال يحرص عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- نجد أن برامج المساعدات الإنسانية وضعت المملكة في المراكز الأولى بين جميع دول العالم على مستوى تقديم المنح والمساعدات والإغاثة، حيث تشير الإحصاءات إلى أنها تتصدر جميع دول العالم في نسبة ما تقدمه من مساعدات.
اضخم دعم ومساعدات
وكانت المملكة بسياستها الحكيمة الإنسانية قد اختارت أن تكون صاحبة أضخم حصة عالمية في تقديم العون والمساعدات الإنسانية فإن حصر بعض تفاصيل هذه الحصة الهائلة يضع برامج المساعدات السعودية في المقدمة من حيث الكم والكيف، فمن الطبيعي أن تهرع الدول عند وقوع كارثة أو موقف إنساني يتطلب تقديم العون والمساعدة وأن ترسل أموالا ومواد غذائية وطبية والمملكة تفعل ذلك، بل وتزيد وتغدق في دعم الدول المنكوبة بالأموال والغذاء والأدوية والأطباء، ولكنها في الوقت نفسه تتجاوز كل أشكال المساعدات المتعارف عليها وتذهب بعيدا إلى مجالات لا تطرقها الدول الأخرى لأن ما يميز العطاء الإنساني السعودي هو مناسبته للحاجة التي يقدم من أجلها
واجهة انسانية
ويعد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الواجهة الإنسانية للمملكة العربية السعودية، ويتخذ من المعايير والمبادئ الإنسانية العالمية مرجعاً في جميع تدخلاته التي تدعمها أنظمة المملكة العربية السعودية وتوجيهات القيادة الرشيدة الحاثة على كل ما فيه رفعة للإنسان في كل زمان ومكان ومن باب أولى في الأزمات والكوارث وخاصة للفئات الأشد ضعفاً الأطفال والنساء.
العناية بالاطفال
وبالنظر إلى التاريخ تعدّ المملكة من الدول الداعمة لجميع القرارات والاتفاقيات الدولية التي تُعنى بالأطفال فهي إما صادقت أو انضمت للعديد من الاتفاقيات وبرتوكولاتها الاختيارية.
دعم مشروع التغدية والصحة والتعليم
وفي الشأن اليمني، التزمت المملكة كذلك عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمبلغ 274 مليون دولار أميركي “أي ما يعادل مليار ريال سعودي” وهو المبلغ الكلي الذي أعلنته الأمم المتحدة بندائها العاجل لليمن في أبريل 2015.
ولم تتوقف مساعدات مركز الملك سلمان لليمن على النداء العاجل للأمم المتحدة بل تخطتها إلى مساعدات إضافية تم تقديمها عبر منظمات دولية ومحلية يمنية بلغ إجمالي تلك المساعدات ما يعادل 186مليون دولار أميركي، حيث بلغت قيمة جميع المساعدات المقدمة لليمن حتى يونيو 2016م أكثر من 460 مليون دولار أميركي، بالإضافة إلى هذا اعتمد المركز مبلغ 110 ملايين دولار أميركي للمشروعات بخطته للنصف الثاني من عام 2016.
أما فيما يخص المساعدات الإنسانية الخاصة بالأطفال والنساء فقد دعم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مشروعات تغذية الأطفال والصحة والتطعيم والإصحاح البيئي والتعليم والدعم النفسي والحماية حيث استفاد من هذه المساعدات أكثر من اربعة ملايين طفل يمني.
كما قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تمويلاً لمنظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة “اليونيسف ” UNICEF بمبلغ قدره 29.6 مليون دولار أميركي حيث قُدمت بموجبه خدمات طبية وتطعيم وتغذية ومياه الشرب النظيفة وصرف صحي لعدد اربعة ملايين طفل وأكثر من 500,000 امرأة مرضع وحامل داخل اليمن وفق التقرير الصادر من منظمة “اليونيسف-مكتب اليمن” بتاريخ 30 أبريل 2016.
وفي مجال الغذاء والتغذية قدم مركز الملك سلمان تمويلا بمبلغ 145.4 مليون دولار أميركي لبرنامج الغذاء العالمي تم بموجبه تقديم غذاء وتغذية لأكثر من مليوني شخص شهرياً في اليمن استفاد منه 1.3 مليون مستفيد من النساء والأطفال في 19 محافظة يمنية وفق التقرير الصادر من برنامج الغذاء العالمي بتاريخ 2 يونيو 2016. وفيما يختص بمجال الصحة الإنجابية وصحة الأمومة والطفولة فقد قدم مركز الملك سلمان للإغاثة مساعدات لصندوق الأمم المتحدة للسكان بمبلغ وقدره 2.6 مليون دولار أميركي لعدد 300,000 امرأة وعدد 67,250 طفلا وطفلة مستفيدين من برامج الحماية حسب المشروع المقدم من المنظمة للمركز.
كما قام المركز بتمويل منظمة الصحة العالمية “WHO” بمبلغ وقدرة 16 مليون دولار أميركي لتقديم خدمات الأمومة والطفولة “التطعيم والتغذية والرعاية الصحية” لأكثر من 3.8 ملايين امرأة و3.4 ملايين طفل يمني لمن تقل أعمارهم عن 18 عاماً حسب المشروع المشترك مع المركز.
ومول مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ” FAO ” بمبلغ 5.8 ملايين دولار أميركي استفاد منها 390,785 امرأة و125,333 طفلاً وطفلة. وفي شأن المساعدات المقدمة للاجئين اليمنيين في جيبوتي فقد قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تمويلا بمبلغ 350,000 دولار أميركي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف ” UNICEF لتقديم خدمات لأكثر من 7,600 طفل وامرأة.
وفي مجال المياه والإصحاح البيئي قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبر منظمة الهيئة الطبية الدولية الأميركية “IMC” تمويلًا بمبلغ 777,341 دولارا أميركيا قدمت بموجبه خدمات المياه والصرف الصحي لأكثر من 617,159 طفلا وامرأة في مختلف محافظات اليمن وفق التقرير الصادر من المنظمة.
ومن خلال دعمه لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي “UNDP” قدم المركز مبلغ 2.5 مليون دولار أميركي استفاد من المشروع 475,648 من الرجال والنساء والأطفال.
وبالإضافة لهذا فقد قامت وزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية باستيعاب أكثر من 285,644 طالباً وطالبة يمنية “دون سن 18 سنة” في مدارس المملكة وهم من الذين دخلوا المملكة مع أسرهم بعد الأزمة في اليمن حيث تم منحهم حق الإقامة المؤقتة والتعليم
مساعدات إنسانية على مدى 4 عقود
وكانت المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في تقديم المساعدات الانسانية للمحتاجين في العالم، حيث قدمت على مدى العقود الاربعة الماضية اكثر من 110 مليارات دولار كمساعدات انسانية وتنموية.