مع إشراقة يوم الـ 23 من يوليو الذي تحتفل فيه سلطنة عُمان بذكرى يوم النهضة المباركة ، نسطر كلمات فخر واعتزاز بأننا اكتسبنا الثقافة العُمانية أثناء إقامتنا العام الماضي في مسقط المدينة التي يمتزج فيها التراث الثقافي مع الحضارة الحديثة ، وسط التقدم والتطور الذي تشهده عُمان الخير الحديثة بقيادة الحكيم سيد السلاطين قابوس بن سعيد – حفظه الله ورعاه- .
فبهذا اليوم المبارك تحتفل سلطنة عُمان النابضة بالحياة والطاقة بهذه الذكرى الغالية على قلوب العُمانيين أجمعين ، وهي فخورة بما تم إنجازه على امتداد الـ 46 عاماً الماضية من مسيرتها المباركة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد الذي حشد كل طاقات الوطن لتصبح عمان واحة أمن وأمان وبناء وتنمية يعيش أبناؤها بسعادة تامة.
ان سنوات النهضة العُمانية الحديثة التي انبلج ضياؤها في الثالث والعشرين من يوليو 1970م ، تعد مفصلاً أساسياً في مسيرة السلطنة ، لأنها انتقلت بعُمان من حال الركود الى سعة التنمية ، ومن دائرة الانغلاق الى آفاق الانفتاح المدروس في كافة المجالات الحياتية .
وخلال تغطيتنا لانتخابات أعضاء مجلس الشورى العُماني 2015م ، بدعوة كريمة من قبل وزارة الاعلام العُمانية وبترشيح من قبل سعادة سفير السلطنة لدى الأردن الشيخ خميس بن محمد الفارسي ، وبمشاركة أكثر من سبعين صحفياً واعلامياً من كافة دول العالم اضافة لممثلي مؤسسات اعلامية دولية ، لمسنا مدى التطور والنهضة متسارعة الوتيرة التي تعيشها سلطنة الحب والخير والجمال في عهد السلطان قابوس بن سعيد – يحفظه الله – ، ورأينا عظم الانجازات التي يبذلها العُمانيون للرقي ببلدهم الغالي لأعلى المستويات وفي كافة الأصعدة .
وكانت جهود أبناء عمان الأوفياء بارزة وواضحة في كل ميادين العمل والبناء حيث اقترن الأمل بالعمل الجاد والهمة العالية والعزم الأكيد مواجهين كل التحديات ومتجاوزين كل المصاعب وكان التقدير السامي لتلك الجهود دافعاً لمزيد من العطاء حيث يقول السلطان قابوس في هذا الصدد ” إذا كانت الأمور تقاس بنتائجها فإنه يمكن القول بأن ما تحقق خلال الحقبة الماضية بعون منه تعالى هو إنجاز كبير يشهد به التاريخ لكم أنتم جميعا يا أبناء عمان، لقد صبرتم وصابرتم وواجهتم التحديات وذللتم العقبات فرعى الله مسيرتكم وكتب لكم السداد والتوفيق”.
كما أكد أن هذه المنجزات لم تكن لتظهر على أرض الواقع لولا الجهد الباذل والعطاء المتواصل والإرادة الطامحة التي تستشرف المستقبل وتعمل من أجل غد أفضل وأجمل، فطوبى لكل يد عاملة تشارك في بناء نهضة عمان في كل ميدان ودعوة صادقة لبناة الحاضر ورواد المستقبل للانطلاق نحو آفاق ابعد وساحات أرحب ومقاصد أسمى وأعلى.
ومع ذكرى يوم الثالث والعشرين من يوليو 1970 “يوم النهضة”، الذي يشع ضياء ونوراً على أرجاء عمان يجدد العمانيون في هذا اليوم الذي كان فاتحة عهد جديد لمستقبل عظيم للوطن والمواطن العهد والولاء مقرونين بأنبل مشاعر التقدير والعرفان والوفاء لقيادة السلطان قابوس الحكيمة الرائدة التي أحيت أمجاد عمان التليدة وبنت مفاخرها ومنجزاتها الجديدة على قواعد راسخة البنيان تجلت فيما تشهده البلاد منذ إشراقة يوم النهضة المباركة من تطور ونماء وأمن واستقرار ورقي وازدهار في شتى مجالات الحياة.
وتقف السلطنة وطناً ومواطناً ، دولة ومجتمعاً ، خلال هذه الأيام باعتزاز فخورة بما تم إنجازه خلال مسيرتها المباركة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الذي حشد كل طاقات الوطن بشرية ومادية تاريخية ومعاصرة لتصبح عمان كما أرادها السلطان واحة أمن وأمان وبناء وتنمية يعيش أبناؤها سعداء وقد توفرت لهم سبل الحياة الكريمة.
وتأتي هذه المناسبة المجيدة والسلطنة في مرحلة مهمة في مسيرة العمل التنموي الذي يستهدف النهوض بالعديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية مستفيدة من الفرص والمقومات الاستثمارية المتنوعة لمختلف محافظات السلطنة والتي تحققت على مدى 46 عاماً الماضية من مسيرة النهضة حيث تركز الحكومة في خططها المستقبلية كما وجه السلطان قابوس على وضع التنمية الاجتماعية خاصة في جوانبها المتعلقة بمعيشة المواطن وبما يتيح المزيد من فرص العمل وبرامج التدريب والتأهيل ورفع الكفاءة الإنتاجية والتطوير العلمي والثقافي والمعرفي موضع التنفيذ، إضافة إلى التركيز على التنويع الاقتصادي وتشجيع الاستثمار في المشاريع الإنتاجية ذات النفع العام وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتنويع مصادر الدخل وللتعامل الفعال مع التطورات الاقتصادية التي يمر بها العالم.
وإلى جانب امتداد منجزات النهضة المباركة المتلاحقة ومكاسب التنمية في شتى المجالات لتشمل كافة محافظات السلطنة بدون استثناء مستهدفة تحقيق الرفاه للمجتمع، فإن العدالة والتوازن كانا سمتين لازمتا مسيرة النهضة الظافرة طوال السنوات الماضية فاستفاد المواطن من خدمات التعليم والصحة والطرق والكهرباء والماء والاتصالات وغيرها من الخدمات الأساسية التي انتشرت في كل تجمع سكاني أينما وجد على هذه الأرض الطيبة.
كما أصبحت الشوارع متناسقة بشكل أشبه بلوحة فنية ذات مقاييس هندسية غاية في الدقة اذ باتت شرايين الطرق البرية تصل إلى أبعد نقطة في السلطنة وذلك بعد 46 عاما من عمر النهضة
وأولى السلطان قابوس وهو يتابع بنفسه وضع لبنات البناء والتنمية على كل شبر من أرض عمان عناية دائمة بتوفير فرص المشاركة الإيجابية للإنسان العماني في مختلف الميادين وأن يحظى كل مواطن أينما كان بثمار النهضة الحديثة وبتمكينه في الوقت ذاته من الإسهام بكل طاقاته وقدراته في مسيرة المجتمع نحو آفاق جديدة من التنمية والتطور والثقافة والحضارة والعلم والتقنية وتشييد صرح الدولة العصرية القادرة على تحقيق طموحاته وفي ذلك يقول السلطان” إن ما تحقق على هذه الأرض الطيبة من منجزات حضارية في مجالات عديدة تهدف كلها إلى تحقيق غاية نبيلة واحدة هي بناء الإنسان العماني الحديث المؤمن بربه المحافظ على أصالته المواكب لعصره في تقنياته وعلومه وآدابه وفنونه المستفيد من معطيات الحضارة الحديثة في بناء وطنه وتطوير مجتمعه”.
وأرسى السلطان قابوس منذ فجر اليوم الأول للنهضة بحكمة ونفاذ بصيرة ورؤية وبأبوة حانية استوعبت كل أبناء الوطن أسس ودعائم الوحدة الوطنية باعتبارها ركيزة راسخة تنطلق منها وترتكز عليها جهود التنمية في شتى المجالات وحرص السلطان على إعلاء صروح العدالة وترسيخ قيم العدل وتدعيم أركان دولة القانون والمؤسسات التي ينعم فيها المواطن والمقيم بالأمن والأمان وتتحقق فيها للجميع أجواء الطمأنينة وصون الحقوق في ظل سيادة القانون.
وجاء افتتاح مبنى المحكمة العليا في مايو الماضي الذي يحقق نقلة كبيرة على مستوى تمكين القضاء العماني من أداء مهمته في بيئة تتفوق على المعايير العالمية تأكيداً على علو شأن القضاء ورفعته وشموخه وعلى المساحة التي يشغلها في عهده وما يمثله العدل كأساس للملك وكدعامة أساسية للدولة.
وطوال السنوات الماضية من مسيرة النهضة، شكلت الثقة السامية العميقة في قدرات المواطن العماني للاضطلاع بدوره في بناء حاضره وصياغة مستقبله ملمحاً قوياً ومميزاً، حيث كانت عناية السلطان الدائمة بتوفير فرص المشاركة الإيجابية للإنسان العماني في مختلف الميادين حتى يتمكن من الإسهام بكل طاقاته وقدراته في مسيرة المجتمع نحو آفاق جديدة من التنمية والتطور والثقافة والحضارة والعلم والتقنية ووفر السلطان كل السبل والإمكانيات دعماً له من أجل تحقيق أهداف المسيرة بقيادته.