إن الإعلام مجال شريف و وظيفة ذات علو في المجتمع وهو لسان الشعوب ودرعها وهو نقل المشكلات وحلها ، وهو طرح الرأي والأخذ به ، هو تدرج وخبرة وتجارب يكسبك العلاقات ويجعل الجميع يحترمك ويخاف قلمك ورأيك لأنك المصدق دوما.
ما ذكرته في الأعلى هو قوة الإعلام ومميزاته ، ولكن هل كل الإعلاميين يستحقون هذي المميزات ؟
إن ما يحدث في الإعلام الآن هو أشبه أن يكون حالة فوضى كبيرة جدا وأصبح الكل إعلامي ، ما ذنب الإعلاميون الحقيقيون الذين فعلا تشربوا الإعلام وانتهلوا من منهله وتدرجوا في مجالتهم حتى يصل للقمة ويجد من وصل قبله دون جهد أو دراسة الإعلام او حتى حضور عدد من الدورات التطويرية قبل أن يكتب قبل اسمه (الإعلامي) ، الإعلام الجديد كما يسميه البعض فتح الثغرة لكل من هب ودب وجعل الكل إعلاميين حتى أفقد الإعلام جوهره ومميزاته ، لسنا ضد ما يسمى الإعلام الجديد اذا كان فعلا يخرج إعلاميين ذو كفاءة وقدرة على أن يكون إعلامي..
حسنا كيف أكون إعلامي دون أن أتعلم الإعلام؟
إليك الطريقة:
يجب أن تنشر مقاطع لك وأنت تنثر تفاهتك وتضفي إلى المقطع حبة تميلح وتطرح موضوع لا يهم إلا السذج ، وبعدها واصل على ما أنت عليه حتى يردك اتصال من منظم فعالية ويقول: شرفنا ، وعندما تصل لموقع الفعالية تصدم عندما ترى قبل اسمك على لوحة الإعلان كلمة (الإعلامي) فلان الفلاني ، عندها دخلت المجال كما دخل غيرك بسهولة ، بعد ذلك بشهر أو أقل سيردك اتصال آخر يقول لك نريدك أن تشرفنا في الموقع الفلاني حتى تسرد لنا قصة نجاحك أيها الإعلامي المتميز ، الآن أنت كبير الإعلاميين.
قابلت قبل فترة أحد الإعلاميين المتميزين الذي صعد فعلا حسب الطريقة الصحيحة وقال لي بحرقة:( يا تركي الوضع ما يسرك أصبح الكل إعلامي وتوجه لهم الدعوات في أي فعالية مهما كانت أو احتفالية أو تغطية صحفية قبلنا وكأننا لم ندرس الإعلام ولم نتمرس فيه عبر السنوات.
السعودية تواجه حربا إعلامية شنيعة من أعداءها ويشوهون سمعتها أمام العالم أجمع بينما لم نرى أي أحد من هؤلاء (المترززين) يوجه لسانه أو قلمه أو فكره لصد هذه الهجمات النكراء، ولم نرى حتى من يخصص شيء ولو قليل لمن هم في الحد مرابطين محاربين ورافعين راية الدين والوطن ، اسألهم عن رؤية السعودية 2030م سيقول لك : السعودية بتكون حلوة!
لو كان كل من يقال له ( إعلامي) إعلامي فعلا لوجدنا مخرجات إعلامية بخامة متميزة ، يجب أن يؤخذ على أيدي هؤلاء قبل أن ينسحب الإعلاميين الحقيقيين من الميدان ويضعف الإعلام أكثر من ضعفه الآن ونصبح قوما بلا لسان.
ختاما يا كرام :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنزلوا الناس منازلهم) رواه أبو داود.
التعليقات 1
1 pings
فيصل العتيبي
01/07/2016 في 5:08 ص[3] رابط التعليق
أعدت قراءته اكثر من مرة استمتعت بكل كلمة فيه لامس واقعنا مثل هذه المقالات هي ما نحتاجه احسنت أستاذ تركي احسنت احسنت احسنت احسنت
(0)
(0)