هل ذنبها أنك أمك ، أم أنها أرضعتك ، هل أذنبت بحملك وتحملك تسعة أشهر .
أم أن جريمتها كانت في رعايتك والاهتمام بك ، أم أن تقصيرها في دموع سكبت خوفا عليك وعلى صحتك .
أسألك سؤال بريء كيف طاوعتك نفسك أن تخطط لقتلها ؟
هل نسيت أو تناسيت عطفها وحنانها ، هل تنكرت لتحملها وتحاملها من أجل راحتك .
أي قلب تحمل وأنت تحمل سكينا لتقتل نفسا لم تفكر يوما إلا في إسعادك وإمتاعك .
إن تناسيت كل شي حينها ألم تحزنك التوسلات ، ألم تلين قلبك النظرات ، ألم توفقك الدمعات ألم يمنعك عجزها .
أي قلب تحمل وأي مذهب تنتهج ، لم يجعل للإم مكانة ولم يجعل للأب قدرا .
عذرا أمي فما صنعه أبنائك جريمة لا نقر بها نحن معشر الأبناء .
عذرا أمي فديننا حثنا على العطف والرحمة للكبير فكيف بأم تعبت لأجلي ؟
عذرا أمي كم من فاقد لأمه يتمنى أن يراها لو لحظة أو يقبل كفيها وهؤلاء يقتلونها.
إن جريمة البارح جريمة نكراء ، جريمة لم تقدر للوالدين قدرهما ، ولم تراعي للشهر حرمته ، ولم تجعل للإنسانية في القلب مكان.
إن جريمة البارح نذير خطر ، فمن تجرأ على قتل والديه وأذيتهما لن يتوانا عن فعل أي شي يوجه له.
إنني على قناعة أن المسألة معقده ، فالأحداث مأساوية مفجعة ، والحالات بدأت تزداد قسوة ، وهذا كله يحتاج منا تكاتف أكبر.
إننا حاليا نتعامل مع أحداث منزلية مفزعة وبأدوات بسيطة ، مما يلزم علينا الحذر والمتابعة.
إننا بحاجة ماسة لدراسة هذه الحالات دراسة شافية كافية خصوصا من يقبض منهم ، فهم طريق لفهم الآخرين ومعرفة الغايات ومعرفة المحرض والموجه.
صابر معيوض العصيمي