نشر موقع رووداو الإلكتروني، الذي يتخذ من أربيل عاصمة إقليم كردستان العراقي مقرا له، شريط فيديو لاحتجاجات شهدتها كربلاء جنوبي العراق، ضد التدخل الإيراني في البلاد.
وتظهر اللقطات المصورة مئات الأشخاص الغاضبين يرفعون أعلام العراق، ويرددون شعارات مناهضة لإيران وسياستها التي تعتمد على نشر الفوضى ودعم الميليشيات المسلحة.
ومن الشعارات الغاضبة التي رددها المحتجون في كربلاء ذات الغالبية الشيعية، “السفاح الإيراني” و”الإرهاب الإيراني”، .
وإيران تعد المستفيد الأول من ظهور داعش في العراق، حيث استغلت تمدد التنظيم الإرهابي وسيطرته على مدن عدة إثر الانسحاب المفاجئ للجيش، لزيادة نفوذها وضرب مؤسسات الدولة.
وكانت تقارير لجان تحقيق برلمانية قد حملت رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، رجل إيران الأول في العراق، مسؤولية سقوط مدن عراقية بقبضة داعش، على غرار الموصل.
وقال موقع رووداو إن “الجماهير الكربلائية الغاضبة” تظاهرات أيضا أمام مكاتب الأحزاب منددة بفشلها و”الفساد المستشري في البلد، والدماء التي سالت يوم الثلاثاء في المحافظة، وقبلها في محافظات العراق”.
وقتل 5 أشخاص على الأقل وأصيب 10 آخرون بانفجار سيارة مفخخة بمدينة كربلاء الثلاثاء، وأعقب ذلك مصرع 22 شخصا في تفجيرين ببغداد استهدفا شارعا تجاريا ونقطة تفتيش تابعة للجيش، الخميس.
ويتهم معارضون النظام الإيراني بانتهاج سياسة “السيارات المفخخة والهجمات الدامية” لممارسة الضغط على الحكومة وإرسال “رسائل دامية” حين تظهر إلى السطح تباينات بين الطرفين.
وقبل أيام من التفجيرات الدامية، نشب خلاف بين رئيس الحكومة، حيدر العبادي، وبعض قادة ميليشيات الحشد الشعبي التابعة بشكل مباشر بإيران ومرتبطة عضويا بالحرس الثوري بقيادة قاسم سليماني.
وكان هادي العامري، قائد “منظمة بدر، أكبر الجماعات الشيعية المسلحة، اتهم القوات الحكومية “بالخيانة” بعد ظهور انقسام بين الميليشيات المدعومة من إيران والجيش حول أساليب قتال تنظيم داعش بالفلوجة.
وهجوم العامري على القوات الحكومية جاء بعد أوامر العبادي للجيش بإبطاء الهجوم على الفلوجة حرصا على حياة المدنيين المحاصرين، ووسط اتهامات بإقدام ميليشيات الحشد على ممارسة انتهاكات.
وفي هذا السياق، أشارت الأمم المتحدة إلى “تقارير مزعجة للغاية” عن إعدام رجال وصبية أو تعرضهم لسوء المعاملة بعد هروبهم من الفلوجة إلى أراض خاضعة لسيطرة ميليشيات الحشد الشعبي.
ويبدو أن إيران التي استغلت الانهيار المشبوه للجيش عام 2014 في عهد المالكي، لتشكيل ما بات يعرف بميليشيات الحشد كبديل عن القوات الحكومية على أن تأتمر مباشرة من طهران، ترفض خسارة هذا الامتياز.
وتسعى إيران إلى إحراج القوات الحكومية في كل مناسبة، وكان آخرها ظهور قاسم سليماني على جبهة الفلوجة، ليؤكد أن الأمر لطهران وحدها في العمليات الرامية لدحر داعش الذي يقدم خدمات مجانية للنظام الإيراني.