أوصت ندوة دولية بالاستفادة من التجارب الرائدة والمراجعات الفكرية والتأصيلية التي أقيمت لبعض جماعات الغلو, معتبرة أن تجربة المملكة في المناصحة، وحملة السكينة، وبرنامج فطن، أنموذج يمكن الاستفادة منها واعتبارها أرضية للعمل في أوروبا لحماية الناشئة من الانحراف، والإجرام، والتطرف، والغلو.
جاء ذلك في البيان الختامي للندوة العلمية الدولية التي نظمتها الهيئة العالمية للمساجد التابعة لرابطة العالم الإسلامي، بالتعاون مع الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا، ومعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية بفرنسا، تحت عنوان: (مبادرات وتجارب عالمية في مواجهة الإرهاب)، ضمن الفعاليات المقامة، بمناسبة افتتاح المركز الثقافي الإسلامي والمسجد الكبير بمدينة كليشي في فرنسا.
وشهد الندوة معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي، وعمدة المدينة السيد يمي ميزو، وجيل بارينو نائب رئيس البرلمان الأوروبي، وأعضاء من البرلمان الفرنسي، ومجلس الشورى السعودي، وكذا سفراء السلك الدبلوماسي العربي والإسلامي، وشخصيات وقيادات إسلامية وإعلاميون من فرنسا، وأوروبا، والعالم العربي والإسلامي، وإعلاميون من العالمين الغربي والعربي الإسلامي.
ودعت الندوة ــ في بيانها الختامي ــ إلى عقد العديد من الندوات في أوروبا الشرقية، والبرازيل، والدول الإسكندنافية، والبرلمان الأوروبي يقوم ببيان ومشروع عمل لمكافحة التطرف والإرهاب في أوروبا.
وأكد المشاركون في الندوة على الوفاء بالعهد، واحترام العقود، ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين مكونات المجتمع الأوروبي، ودعوة المسلمين إلى المشاركة الإيجابية والمواطنة الصالحة، والتأكيد على رفض كل أشكال التطرف والعنف اللفظي، والمعنوي، والمادي، والتصدي لكل أشكال ومظاهر العنصرية, وأكدوا على تجريم الإرهاب الإلكتروني، ومتابعة الشركات التي تفتح هذه الصفحات.
وكان المشاركون في الندوة قد ناقشوا ظاهرة التطرف والعنف وعداءها للإنسانية، وأنه لابد من التصدي لكل أشكال الإرهاب والعنف, حيث قدم معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد بحثًا تحدث فيه عن جهود المملكة العربية السعودية في هذا المجال، مع بيان التجارب العلمية في مكافحة الغلو والتطرف, مستشهداً بالعديد من البرامج، والأفكار، والأطروحات من خلال مركز الأمير محمد بن نايف لمكافحة الإرهاب, وبرنامج فطن الذي تبنته وزارة التعليم لحماية الناشئة من الانحراف، والتطرف، والغلو, مبيناً أن الجهود جميعها تستثمر جميع العناصر الأساسية من المدرسة إلى الأسرة إلى الإعلام.
وفي المحور الثاني، تحدث الأمين العام للهيئة العالمية للمساجد الدكتور أحمد بن سالم با همام عن دور خطب الحرمين الشريفين في مواجهة الغلو والتطرف، ومكانة الحرمين ودورهما الريادي في نشر التسامح والمحبة بين ملايين المسلمين، وما يقدم للحجاج والمعتمرين من خدمات متعددة، ومنها توعية المجتمع المسلم بمخاطر الأفكار المتطرفة والمنحرفة، وسبل التصدي لها ومواجهتها، والمعالجة الحكيمة لمختلف الأحداث، والقضايا الإرهابية.
إثر ذلك، عرض المدير العام للعلاقات الخارجية بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ عبدالمجيد بن محمد العمري، جهود الوزارة في نشر الوسطية، ونبذ الغلو والتطرف، داخل المملكة العربية السعودية.
وأبان أن جهود الوزارة في الداخل والخارج تتمثل في العمل المباشر، والمساهمة في تنظيم الندوات والمؤتمرات؛ لبيان سماحة الإسلام، والتعريف بالقيم الإسلامية، وتصحيح الصورة الذهنية المغلوطة عنه في الخارج، وطباعة الكتب وترجمتها، وإقامة الدورات العلمية، والملتقيات الدعوية المتخصصة للأئمة والدعاة، والتعاون مع وزارات الشؤون الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي، والمشيخات، والمجالس الإسلامية، في الخارج.
وفي هذا الشأن، أبان العمري أن من أبرز البرامج المقدمة من الوزارة برنامج “السكينة” ودوره في مواجهة التطرف والغلو، وحماية الشباب من العالم الافتراضي؛ دحضاً للشبهات، وبياناً للحق.
من جانبه، تحدث الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي، الأمين لمعهد ابن سينا للعلوم الإسلامية الدكتور محمد البشاري عن جهود الفيدرالية الوطنية لمسلمي فرنسا، مركزاً على دور ورسالة الأئمة والمساجد في التوعية الفكرية، ومؤكداً في ذات الوقت على أن الدواعش ليسوا من رواد المساجد، بل نتاج العالم الافتراضي والشبكات العنكبوتية، وطالب بتجريم الإرهاب الإلكتروني، وملاحقة الشركات التي تفتح صفحات لهؤلاء الإرهابيين .