افتتح صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر أمس منتدى الدوحة في دورته السادسة عشرة التي تعقد تحت شعار ” الاستقرار والازدهار للجميع” بحضور عدد من قادة الدول والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورؤساء الوفود المشاركين.
وأكد الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري في كلمة له أمام المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام تمسكُ دولة قطر بضرورة تسوية المنازعات بالطرق السلمية طبقاً لما يقرّره القانون الدولي ومبادئ العدالة.
وأوضح إنه “إذا أراد المجتمع الدولي تحقيقَ الأمنِ والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، فلا بد من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية، بما في ذلك القدس وهضبة الجولان، والتوصلِ إلى تسويةٍ عادلةٍ وشاملةٍ ودائمة، استناداً إلى مقررات الشرعية الدولية، وحَمْلُ إسرائيل على العودة إلى مفاوضاتٍ جديةٍ وذاتَ مصداقية حول جميع قضايا الوضع النهائي، على أُسسٍ واضحة، ورفعُ الحصارِ الجائر المفروض على قطاع غزة، والوقفُ الكامل للأنشطة الاستيطانية، ودعم الجهود الدولية لإعادة إعمار ما دمرته آلةُ الحرب الإسرائيلية”.
وعن الوضع في سوريا, رأى أن ” تقاعسَ المجتمع الدولي عن وضع حد للجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، هو العاملُ الرئيسي في تأزّمِ الأوضاع هناك، وأصبح الحل النهائي للأزمة السورية مرهوناً بإرادةٍ واضحةٍ للقوى الدولية الفاعلة، بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة لكي تكون هناك جدوى للمفاوضات بين المعارضة السورية والنظام”.
وشدد على أن هذه الكارثة الإنسانية لن تنتهي إذا لم تُتَّخَذ الإجراءات والتدابير التي تُلزِم نظام الأسد بتنفيذ مقررات جنيف (1) التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، وقرار مجلس الأمن الذي استند إليها, موضحا أن الضرر الأكبر يكمن في تَعْود الناس على مشاهد القصف والموت وكأنها أمورٌ عادية.
وأعرب الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عن تطلعه لأن يحقق هذا المنتدى الأهداف المنشودة نظرًا لأهمية القضايا والموضوعات المطروحة على أجندة أعمال هذه الدورة و المستوى الرفيع للمشاركين فيه.
وأكد رئيس الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة مونز لوكتوفت في كلمة مماثلة أن منتدى الدوحة يمثل فرصة فريدة للحوار والنقاش وتحديد الطرق الملموسة للفاعلين في هذه المنطقة لكي يواجهوا التحديات العالمية برؤى مشتركة.
وأشار إلى التحديات التي يواجهها العالم اليوم, محذرًا من تزايد العنف في العالم.
وأكد أنه على الأمم المتحدة القيام بدور أكبر “وأن تصبح فعالة أكثر لدعم الحكومات، ومنها حكومات الشرق الأوسط في مجالات مختلفة”.. مشيرا إلى بعض المجالات المهمة التي يمكن للأمم المتحدة أن تعلب فيها دورًا أكبر، ومنها التنمية المستدامة، وحقوق الإنسان، وتعزيز السلم والأمن.
ومن جانب آخر, قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن العالم اليوم به الكثير من الضعف والهشاشة لما يواجهه من نزاعات مسلحة وتطرف وتغير مناخي.
وأضاف خلال كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة، “إن أكثر من 130 مليون إنسان حول العالم يحتاجون إلى المساعدات” مشيرًا إلى أن الاضطهاد دفع الكثيرين إلى مغادرة بيوتهم، وأن ملايين الأشخاص في الشرق الأوسط يواجهون تبعات النزاع، وعدم المساواة، والنقص في الحريات.
وأوضح أن نطاق هذه التحديات يحتاج إلى استجابة من أطراف مختلفة، وتحتاج إلى تطبيق الاتفاقيات، خاصة “اتفاقية باريس” فيما يخص التغير المناخي فبإمكانها مساعدتنا في تجنب الكوارث وخفض الكربون, مشيرًا إلى أن نطاق هذه التحديات يتضمن الأجندة المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة.
ونوه الأمين العام للأمم المتحدة بأن على المجتمع الدولي تحقيق الكثير لوقف النزاعات والمعاناة، وبذل جهود أكبر لإيجاد ثقافة الوقاية، والتركيز على حقوق الإنسان.
وعن القضية اليمنية، وجه الأمين العام للأمم المتحدة الشكر لدولة قطر ودولة الكويت على دعمهما المستمر للأمم المتحدة في جهودها لتحقيق المصالحة الوطنية واستضافتهما للاجتماعات والمحادثات والمناقشات القائمة التي تعد أساسية لتحقيق السلام في هذا البلد.
وفي الشأن السوري، أوضح أن نظام الأسد يواصل استخدام البراميل المتفجرة على المدنيين، ويضع العوائق أمام وصول المساعدات الإنسانية, مشيرًا إلى أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا يعمل جاهدًا للوصول إلى نتائج بناءة في المحادثات الجارية.. مطالبًا بضرورة وقف الأعمال العدائية بشكل فوري وبدء المحادثات فيما يخص المرحلة الانتقالية لأن أي شيء آخر خلاف ذلك ستكون عواقبه تصعيدا أكبر .
ودعا كل الفاعلين الإقليميين والدوليين إلى استخدام التأثير على الأطراف المختلفة وإقناعهم بالتفاوض بنوايا سليمة بالنسبة للتدابير الانتقالية لإنهاء هذا الكابوس.
وأوضح أن قمة العمل الإنساني التي ستعقد في تركيا غدًا فرصة لإثبات “أننا نتحرك لإغاثة الشعوب والنهوض بها واحترام حقوقها” مؤكدًا أنه بالتعاون والحوار “نستطيع الانتقال من مرحلة التطلعات إلى مرحلة العمل ووضع الأمور على المسار الصحيح لتحقيق الأمن والاستقرار”.