أضواء الوطن ــ خالد العمري
ألقي معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء محاضرة بعنوان : ( أهمية دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ــ رحمه الله ــ ) ، بالقاعة الرئيسية بجامعة دار العلوم بحي الفلاح بمدينة الرياض.
وقد بدأ معاليه المحاضرة قائلاً : إن الله منّ على هذه البلاد بهذه الدعوة المباركة التي قام بها شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ابن سليمان بن علي ـــــ رحمه الله ـــــ هذه الدعوة قامت على الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح ولو أنها قامت على غير ذلك لاضمحلت وزالت ولكن لمّا كانت دعوة للكتاب والسنة ومنهجاً لدعوة السلف بقيت وستبقى ـــ إن شاء الله ــ قال ــ جل وعلا ــ : { ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين } ، وقال الله ــــ جل وعلا ــــ لنبيه محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ : { قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين } ، وقال النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ : (من دعا إلى هدى فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة ومن دعا إلى ضلالة كان عليه إثمه وإثم من عمل بها إلى يوم القيامة )، فدعوة هذا الإمام المجدد الذي تحقق فيه إن شاء الله قول الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ) ، فهذا الإمام قام بالدعوة في القرن الثاني عشر للهجرة ، قام بهذه الدعوة على نهج الكتاب والسنة ولم يقم بها على نهج فلان ، أو الجماعة الفلانية وإنما على نهج الكتاب والسنة فلهذا بقيت واستمرت وأثرت ، اما الدعوات التي تقوم على مناهج حزبية ، أو مناهج منحرفة عن الكتاب والسنة فإنها تبلى ، وتضمحل كما قال ــــ جل وعلا ــــ :{ فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} .
وأشار فضيلته إلى ما واجهته دعوة الإمام المجدد من أحداث ، وقال : إن هذه الدعوة والحمد لله على الرغم مما اعترضها من الأحداث فإنها لم تؤثر فيها حيث بقيت ، وستبقى ــ بإذن الله ــ ؛ لأنها قائمة على منهج الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح مع صلاحية القائم بها لأنه لا يدعو إلى نفسه ، ولا إلى مذهبه وإنما يدعو إلى الله ـــ عز وجل ـــ وهو يقول رحمه الله عند قوله تعالى : { قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله } ، فهذا الإمام إنما قام يدعو إلى الله ليس معه مال ، ليس معه مغريات ، وإنما يدعو إلى الله ولما أخرج من العيينة ذهب إلى الدرعية ، وهو يقول : { ومن يتق الله يجعل له مخرجا } فحصل له ما امله لله ــــ عز وجل ــ جعل له مخرجا وقيض له أنصاره .
ومضي فضيلته يقول : ومن الحكمة في دعوته أنه ابتدأ بأولياء الأمور كي يعينوه ، ويحموه حتـــى يبـــلّغ دعـــوة ربه ـــ عز وجل ـــ هذه دعوة مباركة ومازلنا نجني من ثمراتها ، ونستظل بظلها وننتفع بها وهي ولله الحمد مقررة في مدارسنا ، ومعاهدنا ، وكلياتنا ننشأ عليها أولادنا ، ونعلمهم منهجها وهذا فضل عظيم على هذه البلاد بينما البلاد الأخرى كما تعلمون تعج بالحزبيات وتعج بالتفرق وبالتالي تعج بسفك الدماء إلى غير ذلك ، فنحن ولله الحمد في ظل هذه الدعوة المباركة التي قامت على الكتاب والسنة ، نستظل بظلها وننشئ عليها الأبناء وننشرها وندعو إليها .
وأكد فضيلته أن هذه الدعوة لم تقتصر على هذه البلاد بل تمددت ولله الحمد في البلاد الأخرى ، وفي كل مكان وصلت إليه ، وتصل إليه لأنها دعوة مباركة قامت على الكتاب والسنة ، فنية مؤسسها نية صالحة ، وهذه ثمار الدعوة المباركة ، والمسؤولية علينا الآن نحو هذه الدعوة ان نتعلمها ، ونعلمها وأن نحافظ عليها ، وننشرها حتى يستفاد منها ، وأنتم تعلمون ما يعج به العالم الإسلامي من الاختلافات ، ومن التحزبات حتى آل الأمر إلى سفك الدماء نحن ولله الحمد من فضل الله في أمن واستقرار ، وسعة في الرزق ونشر للعلم هذا كله من الله سبحانه ومن ثم هذه الدعوة العظيمة ، فواجبنا أن نحمل هذه الدعوة ، وأن نتواصى بها لأنها ميراثنا الذي لا يفنى وهو الدين الصلاح والاستقامة ، كما قال سبحانه وتعالى : { ورث سليمان داود } .
وقد شهد المحاضرة المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة الرياض الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الناصر ، ومدير عام الدعوة والإرشاد بالفرع الشيخ عبدالعزيز بن محمد الحمدان ، وعدد من المسؤولين من قطاع الدعوة والإرشاد ، وقطاع شؤون المساجد والدعاة الرسميين والخطباء بمدينة الرياض ، إضافة إلى مدير جامعة العلوم الدكتور عبدالله المديميغ .