وطدت العلاقة الوثيقة بين المملكة العربية السعودية وتونس منذ زمنٍ طويل حيث كانت مثالاً للعلاقة الوثيقة والراسخة ، وتميزت بروابط وتعاون جعلت لكلا البلدين مكانة كبيرة عند حكامهم وشعبهم ، وهي نموذج لعلاقةٍ أخوية أكدها مؤسس المملكة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود رحمة الله عليه منذ عام ١٩٥١م وزعيم الحركة الوطنية لتونس المرحوم بو رقيبة .
وتتويجاً لهذه العلاقة القوية والمستمرة فقد حرص الكثير من الشعب السعودي على الاستثمار في تونس وكأنه بلدهم الثاني ، كما قامت تونس بتسهيل كافة الإجراءات لرفع نسبة الاستثمارات السعودية ودعم الشراكة بين البلدين .
وعلى هذا المنوال تم توقيع اتفاقية تعاون وشراكة بين غرفة الوسط بتونس وغرفة مكة المكرمة حيث وقع ماهر جمال رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة ونجيب الملولي رئيس غرفة الصناعة و التجارة بالوسط التونسي اتفاقية تعاون وشراكة بين الغرفتين تهدف إلى المزيد من توطيد التعاون الاقتصادي و التجاري بينهما وتشجيع الاستثمارات في البلدين ، بالإضافة إلى الرفع من حجم المبادلات التجارية بين المملكة و شقيقتها تونس .
وقد أشاد قنصل عام تونس بجدة السيد فتحي النفاتي بالعلاقات القوية ما بين المملكة العربية السعودية وجمهورية تونس منذ القدم حيث أنها علاقة متجذرة مبنية على الأخوة و الثقة والمصالح المشتركة التي من شأنها تصب في خدمة الشعبين ، كما تتميز بمنهجية التشاور المستمر وذلك ما حققته زيارة فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي في زيارته للرياض بشهر ديسمبر من العام المنصرم إثر تلبيته لدعوة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، و التي عززت منطلقاً جديداً للمزيد من الدعم في علاقات التعاون مابين البلدين الشقيقين وفي شتى المجالات .
وأضاف النفاتي أن توقيع مثل هذه الاتفاقية لخير دليل على تحقيق هذا التوجه بأرض الواقع ، مشدداً على ضرورة وجود آلية لتنفيذ ومتابعة بنود الاتفاقية ؛ وذلك من خلال وضع برنامج تنفيذي يمتد على مدى سنتين ويتم تجديده بصفة مستمرة .
ومن جهته أكد ماهر جمال رئيس مجلس إدارة غرفة مكة المكرمة خلال كلمته التي ألقائها أثناء مراسم التوقيع ان العلاقات التونسية السعودية هي مثال للعلاقات العربية و الإسلامية لما يميزها من عراقة و ثبات مشيراً إلى أن عام ١٩٦٦م شهد أول توقيع اتفاقية صداقة وتعاون بين البلدين ، وفي نفس السنة استقبلت تونس الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله و الذي زارها للمرة الثانية عام ١٩٧٣م .
كما عبر عن سعادته بتوقيع هذه الاتفاقية و التي من شأنها تفتح آفاق واسعة للاستثمار و رفع الاقتصاد الوطني للبلدين .
ونوه السيد نجيب الملولي إلى عمق العلاقات الأخوية التونسية و السعودية ورغبة البلدين في توطيدها وتدعيم علاقات التعاون و الشراكة بينهما مشيراً أن زيارته على رأس وفد من رجال أعمال ومستثمرين من غرفة الوسط لخير تأكيد على ذلك .
وعبر عن امتنانه لهذه الاتفاقية وما ستخلفه من خير على البلدين ، ثم اختتم كلمته بالشكر لمجلس إدارة غرفة مكة المكرمة على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال موجهاً إليهم الدعوة لزيارة تونس برفقة وفد من رجال الأعمال و المستثمرين السعوديين .
وقد قامت المديرة العامة لغرفة الوسط السيدة فاتن البصلي بتقديم نبذة عن جهة الوسط التونسي وما تمتلكه من مقومات ثقافية واقتصادية وسياحية وزراعية وما تزخر به من فرص استثمارية هائلة ذات مرودية ربحية عالية .
الجدير بالذكر أنه تم خلال الاتفاقية تنظيم لقاءات لوفد رجال الأعمال التونسيين مع نظرائهم من رجال أعمال ومستثمرين و تجار سعوديين تم خلالها التباحث حول الفرص المتوفرة لعقد صفقات و شراكات بينهما في مختلف المجالات .