استضافت جمعية صعوبات التعلم الباحث الأكاديمي بصعوبات التعلم محمد بن طليحان الشدادي لإحياء اللقاء العلمي الشهري لديوانية صعوبات التعلم والتي كانت باكورة لقاءتها مع الدكتور إبراهيم أبو نيان المتخصص الأول بالمجال.
واستفتح اللقاء سعادة المشرف العام على جمعية صعوبات التعلم بالمدينة المنورة أ/ خالد السحيمي والذي رحب بضيوف الديوانية من أساتذة جامعيين ومتخصصين بالميدان، ثم قال: (ضيفنا لهذه الليلة باحث متخصص بالمجال، لديه مجموعة مؤلفات أكاديمية، اثنان منها تدرس بكليات التربية لطلاب البكالوريوس والماجستير، وشارك بخمس أوراق عمل بمؤتمرات دولية تخصصية وندوات علمية،ونشر مجموعة أبحاث علمية بمجلات تربوية محكمة، وله باعه الطويل بمجال صعوبات التعلم معلما ومشرفا وباحثا ومتطوعا بالمجال، نستضيفه هذه الليلة لننهل من معين خبراته وتجاربه وأطروحاته بحضرة متخصصين بالمجال من بينهم رئيس قسم التربية الخاصة بجامعة طيبة سعادة الدكتور سيف العمري وسعادة مدير مركز القياس والتشخيص خالد الشيخ وعددا من المختصين والمهتمين بالمجال).
تم بعد ذلك بدأ الباحث الشدادي اللقاء بقوله (بداية أتقدم بخالص الشكر لمجلس إدارة الجمعية وعلى رأسهم سعادة الدكتور عثمان ال عثمان والذين شرفوني بالعضوية الشرفية للجمعية العام الفائت، وأشكر كذلك اللجنة المنظمة بالجمعية فردا فردا لإحيائهم هذا اللقاء التخصصي) بعد ذلك بدأ بعرض محاور اللقاء بناء على رؤية اللجنة المنظمة، حيث كان المحور الأول حول كتاب (صعوبات التعلم ــ المفاهيم والتشخيص وطرق التدريس) وقال: (جاءت فكرة الكتاب بعد الانتهاء من مرحلة الماجستير إذ وجدت معظم الكتب بالميدان لا تخلو من أحد ثلاثة أمور، الأمر الأول: أن يكون المرجع قديما لا يشمل المستجدات الحديثة. الأمر الثاني: أن يكون الكتاب حديث الطبعة، وأصله تكراراً لما سبق فقط. الأمر الثالث: أن يكون الكتاب حديثا، ولكنه يفتقر للتوثيق العلمي لنقل المعلومة. وعلى ضوء ذلك انبثقت فكرة الكتاب، ولم يكن الكتاب ليرى النور لولا الله ثم أخي الدكتور ياسر السميري الذي يمتلك طاقة إيجابية تنعكس على كل من حوله، فكان وراء هذا العمل ولم يفك أسري رغم بعد المسافة المكانية بيننا ــ إذ كان يدرس الدكتوراة بأستراليا ــ إلا بعد أن أبلغته أن الكتاب بالمطبعة!)
وعن المحور الثاني: محتوى الكتاب تحدث الشدادي (الكتاب اعتمد على الكتب الأصيلة بصعوبات التعلم ذات الطبعات الحديثة فقط، وشمل جميع المستجدات التنظيميةلوزارة التربية والتعليم والأنظمة المعمول بها حاليا، مع الحرص على توثيق ما يتم اقتباسه وفق نظام التوثيق الخاص بالجمعية الأمريكية للعلوم النفسية (APA)، حيث بدأ الفصل الأول من الكتاب بالتعرف على مفهوم صعوبات التعلم، مرورا بأنواع صعوبات التعلم وتفرعاتها، ومحكاتها، وطرق تدريسها، والاختبارات التشخيصية لصعوبات التعلم، وجاء الفصل الأخير من الكتاب ليتحدث عن غرفة المصادر للبرنامج وآليات تفعيلها).
وحول أثر الكتاب بالميدان قال: (الكتاب من سنته الأولى تم تدريسه وأصبح مقررا جامعيا، ومرجعا أساسيا لخريجي التخصص لتجاوز اختبارات كفايات التخصص، وكانت التغذية الراجعة حول الكتاب من الميدان والتي ساهمت برامج التواصل الاجتماعي بنقلها خصوصا برنامج (تويتر) كانت مشجعة ومحفزة وإيجابية جدا).
ثم طرح الشدادي سؤالا على الحضور، هل تلك الحالات التي يتم تدريسها ببرامج صعوبات التعلم هي حالات صعوبات تعلم حقا، أم حالات ضعف دراسي؟!. وبعد التحاور حول إجابة السؤال من الحضور، علق الضيف بقوله : (حقيقة لا يمكن أن نجد جوابا صحيحا لهذا السؤال، لسبب بسيط وهو أننا لم نشخص هؤلاء الطلاب بشكل صحيح بسبب عدم وجود اختبارات تشخيصية رسمية مقننة بالميدان! ولعلمكم فإن جميع الاختبارات الحالية التي بالميدان هي اختبارات تشخيصية غير رسمية وغير كافية للحكم عن طريقها وحدها على صعوبات التعلم، ولم يعد من المقبول تربويا أن يتم تصنيف أكثر من ثلاثين ألف طالب سنويا على الأقل كطلاب صعوبات تعلم بسبب تطبيق اختبارات غير رسمية لا ترتق إلى أن تسمى اختبارات تشخيصية! وتتباين تلك الاختبارات التشخيصية بين منطقة تعليمية وأخرى، مما يؤثر على مصداقية تلك الاختبارات! وقد ذكرت ذلك بورقة عمل بهذا الخصوص بالمؤتمر الدولي للتربية الخاصة 2015م وأنه بظل عدم وجود أي اختبارات تشخيصية عربية مقننة تتوافق مع احتياجات الناطقين باللغة العربية كما أكد ذلك البرنامج الوطني لصعوبات التعلم (2014) تصبح المسألة الملحة على الميدان الأكاديمي والتربوي هو العمل على إيجاد مقاييس مقننة على البيئة المحلية أولا. وبالرغم أن الوسط الأكاديمي قد استشعر هذه الحاجة الملحة قبل تسع سنوات تقريبا، إذ كان من أهم توصيات المؤتمر الدولي لصعوبات التعلم (2006) بالرياض هو إيجاد مقاييس تشخيصية لصعوبات التعلم مقننة على البيئة العربية والمحلية، ومستقاة من المناهج المطبقة في تلك البيئات. ولكن المؤسف أن الوضع كما هو رغم الفترة الزمنية التي مرت على هذه التوصية، والاختبارات المطبقة حاليا لا يمكن أن تسمى اختبارات تشخيصية! ويمكن تسميتها اختبارات تحصيلية أو قبلية أو إختبارات تحديد مستوى فقط! والإشكالية الأخرى أن من يقوم بتطبيقها هو معلم صعوبات التعلم نفسه وهو لا يملك الأهلية أكاديمياً لتطبيق تلك الاختبارات لافتقاره أكاديميا لآليات تطبيق تلك الاختبارات، ولم يدرس أي وحدة دراسية بهذا الشأن خلال دراسته الجامعية إلا نزرا لا يمكن أن يعتد به، وتطبيق مثل هذه الاختبارات من اختصاص الأخصائي النفسي أو فريق التشخيص المتكامل غير الفعال كما يجب بكل أسف! ولم يعد من المقبول أبداعدم وجود اختبار تشخيصي مقنن بظل وجود أكثر من عشرين قسم تربية خاصة بكليات التربية، وكذلك مركز القياس الوطني هو الآخر معني بهذا الأمر بحكم الاختصاص! وعودا على السؤال المطروح، فإنه في ظل عدم وجود تلك الاختبارات فإن برامج صعوبات التعلم ومعلميها اضطروا من حيث يشعرون ولا يشعرون أن يقوموا بدور غيرهم من خلال تدريس ذوي الضعف الدراسي أو التأخر الدراسي وبطء التعلم، خصوصا أن تطبيق التقييم المستمر قد زاد من المشكلة، وأصبح يصل للصفوف العليا من لم يتقن مهارات الصفوف الأولية رغم سمات الذكاء لديه بسبب عدم كفاءة تطبيق أدوات تقييم معلم الصف له، وبهذه الحالة لايمكن لمعلم صعوبات التعلم استبعاده لعدم انطباق شروط الاستبعاد عليه!)
ثم طرح ضيف الديوانية سؤالا آخر لا يقل عن سابقة بالأهمية إذ كان السؤال : هل يمكن أن يكون لدينا مقررا مطبوعا مرافقا للخطة التربوية شاملا مهارات المادة ذات الصعوبة؟!
ثم قال للحضور: ( أرجوكم التريث بالإجابة! لعلمي أن الجواب من الوهلة الأولى سيكون: لا يمكن بسبب تفريد التعليم وخصائص التلميذ … إلخ! ولكن لو نظرنا لواقع البرامج حاليا تكاد الخطط تكون تكرارا لبعضها بسبب بعض البرامج الالكترونية المطبقة، أو لتشابه نقاط الاحتياج لتلك الخطط، إضافة إلى أنه مؤخرا تم تحديد جميع نقاط الاحتياج التي من الممكن أن تكون لدى تلميذ صعوبات التعلم بشكل رسمي، مما ينفي عدم إمكانية تطبيقه! لذلك لو تم تطبيق المقرر لطلاب صعوبات التعلم لكسبنا الوقت والجهد والجودة، وانزاح عن كاهل المعلم كثيرا من المهام الكتابية أو الجهد المهدر بإعداد أوراق العمل المرتبطة بالخطة، إذ أن الكتاب سيشتمل على جميع الوحدات الدراسية متسلسلة من البسيطة للمعقدة مع مرفقاتها من أوراق العمل وأسئلة التقييم وتكون خطة سير البرنامج عن طريقها، بعد أن يستبعد المعلم الوحدات المتقن الطالب لها! هذا مجرد اقتراح لعل الله يوفق لتطبيقه وتنفيذه.)
ثم اختتم الضيف اللقاء بشكره للسادة الحضور لإثرائهم لهذا اللقاء، وللجهة الراعية للحفل ممثلة بسعادة الدكتور فيصل الهلالي وللمنظمين للقاء والقائمين عليه وعلى رأسهم مسؤول العلاقات العامة بالجمعية أ/ إبراهيم المالكي.
التعليقات 1
1 pings
سعد العلياني
15/05/2016 في 9:42 ص[3] رابط التعليق
ما أروع الكلام حين يأتي من متخصص بالميدان وأكاديمي بنفس الوقت بحجم وقامة استاذي بكل فخر محمد الشدادي ، اقتنيت كتابه صعوبات التعلم وكان والله من أفضل الكتب بالتخصص، وعن طريقه تجاوزت اختبار كفايات.
(0)
(0)