تمر اليوم الذكرى الثانية على رحيل صاحب نوبل للآداب غابرييل غارسيا ماركيز والذي كتب عبر سنين حياته أروع الروايات، والقصص، وجعل منها عوالم خاصة تأخذ القارئ وتسحره وتجذبه ليعيشها بتفاصيلها وحيثياتها، ويتحاور مع شخصياتهم ويحس بإحساسهم وشعورهم ،
لم يملك ثمن صحيفة نشرت روايته
غابرييل غارسيا ماركيز الذي عرف باسم غابو ولد بتاريخ 6 مارس 1927 شمال كولومبيا، ونشأ في عائلة تعددت توجهاتها السياسية بين التشدد والتحرر.
لم يكن ماركيز بعيداً عن الكتابة فقد عاش حياته الاولى صحفيا وتنقل بين بلدان العالم وخاصة في أوروبا التي لم تمنحه فرصة قراءة روايته ” الاستسلام الثالث” التي نشرتها صحيفة الاسبيكتادور عام 1960 وذلك لعدم امتلاكه ثمن الصحيفة وقتها والبالغ خمسة سنتات
انتشرت أعماله شرقاً وغرباً
عرف نتاجه الأدبي عصرا ذهبياً بحصوله على نوبل للآداب عن روايته “مائة عام من العزلة” وكان ذلك عام 1982 ولم تكن روايته «الحب في زمن الكوليرا» (1985) أقل قيمة من الفائزة بنوبل فحققت شهرة عالمية وقرأها ملايين البشر، حيث تجاوز لغته الاسبانيّة، وأميركا اللاتينيّة مسرح شخصياته واحداثه. إنه الكاتب الكولومبي الذي قُرئت أعماله مغرباً ومشرقاً.
وقد ترجمت أعماله إلى عشرات اللغات، من بينها العربية حيث تمت ترجمة 24 كتابا منها وماركيز أحد المدافعين الرئيسيين عن الواقعية السحرية، وهو أسلوب أدبي قال إنه أسلوب يجمع بين “الأسطورة والسحر وغيرها من الظواهر الخارقة للعادة”.
وكذلك تميزت بعض أعماله وحققت انتشاراً واسعاً ومنها روايته الصغيرة «ليس لدى الكولونيل من يكاتبه» (1961)، ورواية أخرى مثل ورواية «الجنرال في متاهته»، و «خريف البطريرك» (1975)، و«قصة موت معلن» (1981)، وقصصه القصيرة في كتاب اسمه «عن الحب وشياطين أخرى» (1994).
لم يرغب بتحويل رواياته لأفلام سينمائية
لم يستسغ ماركيزتحويل رواياته إلى أفلام سينمائية وأطلق مقولته :” أنا أفضل أن يتخيل قارئ كتابي الشخصيات كما يحلو له. أن يرسم ملامحها مثلما يريد ليحلق في مخيلته دون قيود. أما عندما يشاهد الرواية على الشاشة فإن الشخصيات ستصبح ذات أشكال محددة هي أشكال الممثلين وكما يود المخرج أن يصورهم، وهي ليست تلك الشخصيات التي يتخيلها المرء أثناء القراءة).
“العظماء لا يموتون أبدا”.
وكان لماركيز وصية بعدما قيل إنه نشرها على موقعه في الانترنت وقد اعتزل الحياة العامة وقال في وصيته : “لو شاء الله أن ينسى أنني دمية، وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي، ربما لن أقول كل ما أفكر به، لكنني حتماً سأفكر في كل ما سأقوله، سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه. سأنام قليلاً، وأحلم كثيراً، مدركاً أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور، سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام .”
توفي ماركيز في في 17 نيسان 2014 بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 87 عاماً . وقد عاش في المكسيك أكثر من 30 سنة.
وقد رثاه الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عبر تغريدة على تويتر قال فيها: “العظماء لا يموتون أبدا”.