زار الفنانون المشاركون في بينالي الإمارات الأول الذي تنظمه وزارة الثقافة وتنمية المعرفة برعاية كريمة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في العين، زاروا المركز الثقافي بأبوظبي وحضروا ورشة عمل خصصت لأطفال التوحد التابعين لجمعية الإمارات للتوحد حيث قام الفنانون العالميون والعرب وضيوف شرف البينالي بعقد ورشة عمل بصحبة الأطفال ليقدموا ملامح فنية ويتعرفوا على إمكانات الأطفال في مجال الفنون التشكيلية.
وأكد الدكتور محمد أحمد هلال عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية وضيف شرف البينالي أن مشاركة 38 فنان مع أكثر من 20 من أطفال التوحد تعد تجربة فريدة تبرز دور الفن المجتمعي وكذلك أثره الإيجابي على المجتمع، مشيرا إلى السعادة الغامرة لدى كافة المشاركين لتوفير هذه الفرصة للتفاعل مع هؤلاء الأطفال التي تعوق ظروفهم الصحية ابراز مواهبهم.
وأضاف هلال أنه فوجئ بالمستوى الرائع للمركز الثقافي بأبوظبي وما يملكه من قدرات وإمكانات هائلة فيما يتعلق بالفنون التشكيلية مبدياً اعجابه بالمتحف الدائم لجائزة البردة.
ومن جانبها أكدت الدكتورة خولة سالم الساعدي رئيس مجلس ادارة جمعية الإمارات للتوحد أن توفير مثل هذه الورش للأطفال تعد من أساليب العلاج الناجحة محليا وعالميا ووجودهم وسط هذه الكوكبة من فناني العالم المشاركين في بينالي الإمارات الأول فرصة لإيجاد صيغة للتواصل وإبراز مشاعرهم من خلال الرسم معبرة عن تقديرها لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة لتوفير هذه الفرصة لأطفال جمعية الإمارات للتوحد، وأضافت أن الجمعية واحدة من الجهات الراعية للبينالي إيمانا منها برسالة الفن السامية في خدمة المجتمع.
فنانو البينالي يهدون حديقة الحيوان بالعين جداريتين من إبداعاتهم
وضمن أنشطة وفعاليات “بينالي الإمارات الأول للفنون” المقام في كل من العين وأبوظبي والمستمر حتى 16 من ابريل الجاري بتنظيم من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة وتجسيداً لأهداف البينالي للتأكيد على أهمية دور الفن على افراد المجتمع، قام الفنانين المشاركين في البينالي بزيارة لحديقة الحيوان بمدينة العين بدأت الزيارة بجولة تفقدية داخل الحديقة ثم قام بعد ذلك عدد من الفنانين برسم جداريتين معبرين عن ما شاهدوه داخل الحديقة امام الجمهور، والتي شهدت تفاعل كبير وحضور واهتمام غير مسبوق من الزوار حيث حرص زوار الحديقة على الحضور ومتابعة مراحل العمل الفني إلى نهياته، شارك في الجدارية كل من الفنان جيفورج اندزا من أرمينيا والفنان كمال أبو حلاوة من الأردن.
ثم قام بعد ذلك الفنانون بإهداء هذه الجداريات إلى إدارة الحديقة لتكون بمثابة أول إهداء من بينالي الامارات للفنون ورمزا لتفاعلهم مع الحياة الاجتماعية بمدينة العين.
وقال الفنان أبو حلاوة إنه سعيد بالمشاركة في هذه التجربة الرائعة مؤكدا ان الجدارية التي أهداها لحديقة الحيوان بالعين إنما تعبر عن إحساسه الشخصي بجماليات المكان وعبقرية التنظيم داخل مدينة العين التي تعد في حد ذاتها لوحة فنية متميزة ولديها روح متدفقة ومرحبة بكافة الزوار، معبرا عن شكره لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة لإتاحة الفرصة لهذه الكوكبة الفنية من كافة مناطق العالم للاجتماع في البينالي وتقديم إبداعاتهم للجمهور المحب للفنون.
الموضة والتشكيل يقدمان حالة فنية في عروض الأزياء
كما قدمت الفنانة الفرنسية لوريسا النوري بفندق ريحان روتانا بالعين عرض مميزا للأزياء دمجت فيه بين الفنون التشكيلية بإبداعاتها ورمزيتها وأرقى خطوط الموضة التي استوحتها من العصر الانطباعي الفرنسي حيث استغلت الفنانة موهبتها الفنية وحسها الفني لتقدم ما يزيد عن 20 عملا فنية قوبلت بحفاوة واعجاب كبير من الجمهور، ثم قدمت بعد ذلك المصممة الإماراتية ريم الجنيبي عرضاً آخر لمجموعة من فساتين السهرة والمناسبات العامة والتي لاقت استحسان من الحضور وذلك بجانب قيام الفنانين المشاركين باستكمال اعمالهم الفنية .
بدورها، قالت سعادة عفراء الصابري وكيل وزارة الثقافة وتنمية المعرفة أن مشاركة ما يزيد عن 30 فنان من دول العالم منهم ما يزيد عن 15 فنان من دول عربية وخليجية في بينالي الإمارات للفنون الاول تحت سقف واحد في مدينة العين، إنما يقدم للعالم أروع صورة للثقافة العربية والخليجية ، والتي تحترم وترحب بكل الحضارات من أقصى الشرق وأقاصي الغرب.
وأضافت الصابري أن الفنانين العرب المشاركين قدموا صورة حقيقة عن مدى اهتمام العرب بالثقافة والفنون، كما برز وجود الفنانين الاماراتيين بشكل خاص في أفضل صورة، فقدموا أعمالاً مبهرة عبرت عن مدى اهتمام دولة الامارات العربية المتحدة بالثقافة والفنون بعد أن أصحبت الامارات أحد أهم المحطات الثقافية لجميع الفنانين من أنحاء العالم، بما تحضنه الدولة من فعاليات ومعارض فنيه دولية هامة يحرص على المشاركة فيها نخبه من الفنانين، خاصة وأن قيادتنا الرشيدة تولي الفنون التشكيلية والثقافة والمعرفة اهتماماً وترحيباً بكافة المدارس الثقافية والفنية حول العالم لتبرز وتظهر على أرضنا مقدمة نسخة إماراتية رائعة لامتزاج ثقافات وفنون العالم.
وأكدت الصابري أن بينالي الإمارات الأول للفنون تحت شعار “حلم الارض” لم يكن ليرى النور لولا دعم ورعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة ورؤيته الثاقبة لأهمية وضرورة الاهتمام بمختلف الفنون والحرص على الاطلاع على الثقافات الأخرى وذلك من خلال إقامة مثل هذه الفعاليات والانشطة التي تتيح للفنان الاماراتي الاحتكاك والتعرف على ثقافة ومدارسة فنية مختلفة.
وأوضحت الصابري أن وزارة الثقافة وتنمية المعرفة وضعت البينالي ضمن خطة عمل ليصبح صرحاً ثقافياً لتبادل المعرفة من خلال عرض كافة أنواع الفنون المختلفة التي تشارك في البينالي، وأنه سيمثل خلال السنوات القادمة لوحة فنية، ثقافية، عربية خليجية عالمية، مثمنة دور رعاة البينالي في نجاح الحدث الفني الكبير على أرض الإمارات وتعد رعايتهم دليلاً واضحاً على انتمائهم لهذا الوطن وحبهم للفنون الراقية.