غازي القصيبي هل سيجود علينا الزمان بمثله ، هل تعجز نساء الوطن أن يُنجبن مثل غازي القصيبي في إنسانيته في أدبه وشعره في ثقافته في تواضعه في قيادته .
توفي غازي القصيبي رحمه الله في ١٥ أغسطس، ٢٠١٠، وكانت حياة هذا الرجل بين الأدب والشعر والتأليف فنانٌ له بصمته وكان سياسياً بارعاً حيث كان سفيراً في البحرين وبريطانيا ثم عمل وزيراً للصناعة والكهرباء ،ووزارة العمل في آخر حياته تقريباً ،وقد أبدع وأجاد في وزارة الصحة حيث كان وزيراً لها وله حضوراً طاغياً حيثما يكون رجل المهمات له كثير من المواقف والتي لا يمكن حصرها في هذا المقال المتواضع .
عايشت أنا ذاك الرجل طبعاً من بعيد من خلال ملتقياته وزياراته وتوجيهاته السديدة وإيجابياته في وزارته (الصحة ) والتي ما زالت معتله بعد مغادرته لها وكأنها تشكوا لنا ألم فراقه ، والتي كانت طاغية على كل مسؤول في مرحلته التي عاشها ومازالت النساء إلى يومنا هذا عاجزات عن الإتيان بمثله في أي وزارة أو قطاع آخر .
صورةٌ لن تتكرر وما أحوجنا في هذا العصر لأمثاله في قيادة الكثير من المواقع كان اسمه وتوقيعه وهو في الوسطى (الرياض) يٌحرك الكراسي في الشمال والجنوب والشرق والغرب ، له وزنه وهيبته ، قراراته نافذة ، وتعليماته واضحة لا لبس فيها .
زياراته مفاجئة وسريعة وناجحة بكل المقابيس حتى خارج المملكة ، الكل يتوقع أن يكون عنده هذا اليوم أو الليلة لربما غداً حتى في أيام العطل الرسمية الكل يتوقع زيارته .
تجد الإدارات والأقسام جميعها دائماً في حالة تأهب قصوى قد لا تجد أي صورةٍ من صور الإهمال أبداً تجد صورتك تتبعك في الأرضيات والجدران الكل في خدمتك الابتسامة عريضه (أي من الفك إلى الفك).
الأطباء وهيئة التمريض حكايات أخرى ، ألم تسمع بملائكة الرحمة هم كذلك مع احتفاظنا بالفارق في المعنى الحقيقي لها.
وليس كما هو الحال الآن من السند والهند وبلاد واق الواق للأسف.
ماذا بقي ؟ بقي أن نقول وداعاً غازي القصيبي جعل الله ذلك في موازين حسناتك ( فنحن ننتظر غازي القصيبي آخر) فهل ستجود لنا النساء بمثله ؟ أشك في ذلك .