على الرغم من انسحاب القوات الأمريكية من العراق الا أن تبعات ذلك الغزو الأمريكي ما زالت تترا،فبعد اعلان القوات الأمريكية الانسحاب من العراق عام 2008 واستكمال الانسحاب الفعلي، عام 2011 بعد أن حققت أهدافها المعلنة كما ذكر أوباما في ذلك الوقت وهي تشكيل حكومة ديمقراطية تعددية تشكل نواة العراق الحديث وتكون أنموذجاً لبقية الدول العربية كما يخيل لبريمر ومسؤولي البنتاغون آنذاك وكبار الساسة الأمريكان، إلا أن كثير من المراقبين للسياسة الأمريكية ذكروا أن خروجها من العراق كان بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدتها قواتها في بغداد وخاصة المارينز في الفلوجة وما خلفته من فوضى عارمة وحصار جائر أزهق الملايين من الأرواح البريئة وسمح لغلاة الرافضةكحكومة المالكي مثلا من التفرد بالقرار السياسي وفتح الباب للفرس مجدداً عن طريق هيمنتهم الإقتصادية ونشر أذرعهم وفيالقهم الدموية والتي عاثت فساداً في بلاد الرافدين فأصبحت حكومة شكلية ليس لها قرار يؤدي صلاحياته بطريقة دستورية بعيداً عن ملالي طهران وتوصياته والتي ما فتئت تنهش في العراقيين بحجة بخسه ألا وهي الحفاظ على المذهبية وتقاطع ذلك مع المذهب الآخر، وما زالت إيران هي المستفيد الأكبر من المآسي العراقية بل والأدهى من ذلك أنها تؤيد التقسيم أو ما يسمى بالكونفدرالية الذاتية، ما يسمح لها بالهيمنة على الشرق الأوسط فيما بعد.
وهذا ما جعل العراق يكون ملاذاً لأنصار محور الشر من عصابات زرقاوية وداعشية تبث سمومها في أنحاء الوطن العربي،بمباركة فارسية صهيوجيوسياية.
فالمراقب للأحداث هناك يرى بأم عينه الخراب والدمار الذي أحدثه الغزو الأمريكي طيلة تسع سنوات عجاف،ولعل الشعار الأخير لحملة " الفلوجة تقتل جوعا"
للفت أنظار المجتمع العربي والإسلامي والمنظمات الدولية إلى كارثة إنسانية تشهدها الفلوجة بسبب حصار القوات العراقية من جهة ومنع تنظيم الدولة للعائلات الراغبة في مغادرة المدينة من الخروج منها،فقد تعالت أصوات الحرائر اللاتي يتضورن جوعاً وخوفاً من سطوة هذه الميليشيات وحاولن إيصال رسالتهن لرفع السكوت والظلم الذي تتعرضة له المدينة منذ سنوات وما زاد الأمر تعقيداً هو أن من يريد الذهاب لبغداد يتطلب كفيلاً وفق شروط السلطات،يا للغرابة أيها السادة،بوطنك وتطلب الكفالة منك.
إن هيئة كبار العلماء في السعودية لم تغفل عن هذه المناشدات وطلبت في بيان لها العرب والمسلمين بإغاثة آلاف المدنيين المحاصرين في الفلوجة،كما لا يخفى على الكثيرين أن من بين الأهداف هو إبادة العرب السنة كذلك بحجة دحض الإرهاب،لكن الأحرار من العراقيين في هذه الأونة،وجهوا ندائهم لنهر الفرات والذي لبى مطالبهم بنقل بعض المسنلزمات الضرورية من أدوية وغذاء في حاويات بلاستيكية ونقلها عبر تدفقة الى الفلوجة المنكوبة،هذا ان لم يتم حصاره أيضاً، أتمنى أن تنتهي سياسة الجوع والترهيب في العراق وسوريا،وأن يعود الوطن العربي حراً في قراراته وممتلكاته.
بقلم الكاتب: عبدالله محمد
ايميل :aljzerh2009@ hotmail. com
تويتر : الحر الابي