في الثامن عشر من مارس من كل عام، يـحتفل العالم “باليوم العالمي للنوم” بـمبادرة سنوية تدعو إليها وتنظّمها “الرابطة العالمية لطب النوم” ومشاركة أكثر من 75 دولة من دول العالم بفعاليات تـهدف لزيادة الوعي بارتباط النوم الصحي بنمط الحياة، والتأثير السلبي لاضطراباته الـمختلفة التي تصيب 45% من سكان العالم، على نوعية المعيشة والصحة النفسية والبدنية.
ويؤكد البيان الأساس لليوم العالمي للنوم على خطر فرط النوم والحرمان المزمن منه على الصحة ونوعية الحياة، وإمكانية التخفيف من أخطاره بنشر التوعية السليمة بين أفراد المجتمع العام والممارسين الصحيين، وتكريس مفهوم الوقاية والشفاء من أكثر من 100 نوع من اضطرابات النوم عن طريق المختصين في طب النوم، ومن أمثلتها انقطاع التنفس أثناء النوم الذي يصيب حوالي 17% من الرجال، و 9% من النساء متوسطي الأعمار.
ورفعت الرابطة العالمية لطب النوم لعام 2016 شعار “النوم السليم .. حُـلم في متناول الجميع” للترويج لليوم العالمي للنوم والدلالة على ضرورة الاهتمام بتشخيص وعلاج أي أعراض ترتبط بقلة أو رداءة النوم كالأرق المزمن الذي يصيب مابين 30 إلى 45% من الأفراد البالغين، لتسببها في ظهور وتدهور بعض الأمراض المزمنة كأمراض القلب والشرايين والسكّري والسمنة المفرطة، واضطرابات المزاج والشهية والسلوك وزيادة النعاس أثناء النهار إضافة إلى ارتفاع خطر التعرض لحوادث السيارات ، وإضافة إلى تعزيز الحياة الصحية، يرتبط النوم السليم بزيادة الشعور بالسعادة والثقة في النفس وارتفاع الأداء العملي، والتحفيز على جودة العمل وتجنـّب أعراض التوتر والقلق والاكتئاب والمشكلات الزوجية.
وبـهذه الـمناسبة العالمية نظّم مركز طب وبـحوث النوم بـمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، بإدارة البروفيسور سراج عمر ولي، أستاذ الأمراض الصدرية واضطرابات النوم،بتنسيق وتنظيم الاعلامية مها شلبي والاعلامية رهام المستادي فعاليات اليوم التوعوي الخميس الموافق 17 مارس 2016، بـمركز تسويق “رد سي مول” حيث تضمن مناقشات ومعلومات ونشرات توعوية باللغة العربية حول النوم واضطراباته وأهمية العرض على مـختصين في مراكز اضطرابات النوم المنتشرة في المملكة بالرغم من قلة عددها، وإعطاء توجيهات آنية للزوار حول شكواهم من أعراض اضطرابات النوم بما فيها الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم والأرق المزمن واضطرابات الساعة الحيوية واضطرابات الحركة والسلوك خلال النوم، بلغة سهلة وواضحة.
وأوضح الدكتور أيـمن بدر كريّم، استشاري اضطرابات النوم ومـمثل الرابطة العالمية لطب النوم في السعودية أن غياب الإحصاءات الدقيقة عن مدى انتشار اضطرابات النوم في المجتمعات العربية، وانخفاض الوعي العام حتى لدى فئة الأطباء غير المتخصصين، إضافة إلى قلة عدد المتخصصين في مجال طب النوم، من التحديات الصحية التي يواجهها الـمجتمع السعودي وتتسبب في تأخر التشخيص الدقيق والعلاج المناسب لعدد كبير من المرضى الذين يعانون من الشخير المزمن بنسبة 25% من متوسطي الأعمار في الـمجتمع السعودي، ويتعرضون لعوامل خطر للإصابة بانقطاع التنفس اثناء النوم كزيادة الوزن، بحسب دراسة حديثة صادرة من مركز طب وبحوث النوم بـجامعة الملك عبدالعزيز بجدة.