قدم وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى الشكر لمعلم بمحافظة الجبيل قدم برنامجا علاجيا مقترحا للطلاب المخفقين بمهارات الحد الأدنى للصفين الأول والثاني الابتدائي باحدى المدارس التابعة للهيئة الملكية بالجبيل الصناعية، يمكن الطلاب من تجاوز المهارات الأساسية المطلوبة (مهارات الحد الأدنى) وفق قواعد وأسس تربوية بشكل مدروس، ويمكن أن يستفاد منه في المؤسسات التربوية، كما يساهم هذا البرنامج في تفعيل دور الأسرة وتبصير أولياء أمور الطلاب بطريقة منهجية مخططة وإشراكهم في عملية العلاج.
وأوضح مقدم البرنامج سعيد بن سالم الزهراني، معلم الصف الأول في مدرسة نجد الابتدائية بالجبيل، أنه تلقى خطاب شكر من وزير التعليم كما تلقى اتصالا هاتفيا من وكيل الوزارة للمناهج والبرامج التربوية الدكتور محمد بن عطية الحارثي شخصيا أعربا عن اعجابهما بالبرنامج ووعدا بدراسته والاستفادة منه في الميدان التربوي بناء على نتائج دراسته من قبل الفرق المختصة بالوزارة.
وأكد الزهراني أن ظاهرة تأخر الطلاب دراسياً تعد مشكلة إنسانية لا تقتصر على بيئة أو مجتمع بعينه، وإنما تنتشر في جميع المجتمعات وذلك بحكم الفروق الفردية بين الطلاب ولاختلاف الظروف والامكانات والقدرات والاستعدادات والدوافع من فرد لآخر ومن بيئة لأخرى، ولادراك الشعوب بأضرار هذه الشريحة من الطلاب على بلدانهم، واستشعاراً بأهمية القوى البشرية في تنمية الأوطان، فإن المجتمعات المعاصرة تسعى إلى معالجة هذه الظاهرة، والحيلولة دون تسرب تلك الفئة من الطلاب، الأمر الذي ينعكس سلباً على الناتج الوطني من القوى البشرية التي تمثل العمود الفقري في بناء الشعوب.
مضيفاً إن ضعف الطلاب وتقصيرهم في بعض المواد الدراسية يعد من أهم المشكلات التي تسبب قلقًا كبيرا للمدرسة والأسرة على حد سواء، بل وعلى المجتمع، فهي من المشكلات التي تمثل مكانا بارزا في تفكير المنشغلين بالتربية والتعليم، مشيراً إلى أن موضوع تدني التحصيل الدراسي موضوع دقيق وحساس يتعلق بمستقبل الأبناء وحياتهم الاجتماعية والمهنية واستقرارهم النفسي أو اضطرابهم في الطفولة والشباب، وهو ما يستوجب النظرة الشمولية الفاحصة والثاقبة بكل تمحيص والمنبثقة من نظرتنا الموضوعية للعوامل الأسرية والاجتماعية والاقتصادية المتفاعلة مع الاستعدادات والميول والاتجاهات النفسية الخاصة بكل طفل على حدة، البعيدة كل البعد عن الأحكام العشوائية، والاتجاهات التعصبية مثل الفكرة الخاطئة عند بعض المدرسين والآباء من أن تدني التحصيل مرتبط بالغباء والتخلف العقلي، في حين أن النظرة الموضوعية للتأخر الدراسي عند الأطفال يجب أن تقوم على أساس فهم واضح وموضوعي يأخذ بعين الاعتبار جميع الجوانب والعوامل المحيطة بالطالب والعملية التعليمية وتحليلها من أجل وضع اليد على الأسباب الحقيقية لهذا التأخر.
وأشار إلى أن الفكرة الرئيسية ومحور هذا العمل تتمثل في (إعداد برنامج علاجي مخطط ومدروس من قبل مجموعة من ذوي الخبرة والاختصاص يهدف إلى رفع مستوى الطلاب الأقل حظا من غيرهم في مهارات الحد الأدنى لمادة لغتي في الصفين الأول والثاني الابتدائي).
وأضاف إن فكرة هذا البرنامج جاءت خلاصة لعدد من الأفكار والاقتراحات السابقة وعدة اجتماعات محورها وأساسها سؤال محدد وواضح وهو: كيف ننهض بطلابنا المتأخرين كي يلحقوا ببقية زملائهم؟، مبيناً أن المستفيدين من البرنامج هم الطلاب الذين لم يتمكنوا من إتقان المهارات الأساسية (مهارات الحد الأدنى).