افتتح معالي نائب وزير الصحة للشؤون الصحية الدكتور حمد بن محمد الضويلع مساء اليوم فعاليات المؤتمر الخليجي الأول لحقوق المريض، الذي تنظمه مدينة الملك فهد الطبية بالتعاون مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون، ووزارة الصحة بالمملكة، وهيئة حقوق الإنسان، والمجلس الصحي السعودي، ومجلس الضمان الصحي، والهيئة السعودية للتخصصات الصحية، والجمعية السعودية للرعاية الصحية “برهان”، والجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية، والجمعية العلمية السعودية للدراسات الإسلامية ” الحسنى”، ويستمر ثلاثة أيام في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركونتننتال بالرياض.
وألقى المدير التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية رئيس المؤتمر الدكتور محمود بن عبدالجبار يماني، كلمة أوضح فيها أن حقوق المرضى مبدأ سعت إليه المجتمعات لإرسائه وتطويره وإبرازه ليكون عوناً للمريض وذويه، لمعرفة ما لهم من الحقوق وما عليهم من الواجبات ، وارتقت به ليتعدى الخدمات الصحية إلى الاجتماعية والنفسية.
وقال الدكتور يماني : لا يخفى علينا جميعاً أن ديننا الإسلامي الحنيف وحضارتنا العريقة قد سبقت العالم في تعريف حقوق المرضى ، ونحن إذ نلتقي اليوم على هذا المبدأ الأصيل لا نهدف إلى تعريف المبدأ وحسب، ولكن إلى تثبيته وتعزيزه وتطويره ومن ثم الخروج بآليات تضمن تطبيقه كجزء من الممارسة الصحية اليومية.
ونوه إلى أن ولاة الأمر شددوا على الارتقاء بالخدمات الصحية المتكاملة، وتوفير الدعم بكل أشكاله للوصول إلى رضا المريض عن الخدمة مستثمرة في ذلك العنصر البشري والمادي والمعنوي لتصل للهدف المنشود، لافتا النظر في ذلك السياق إلى أن مدينة الملك فهد الطبية أنشأت إدارة تنفيذية عالية المستوى مختصّة بتحقيق رضا المريض وتكامل الخدمات تعد الأولى على هذا المستوى محلياً وإقليميا.
وأفاد أن هذه الإدارة أسهمت في إشراك المريض وذويه في القرار وعملت على تشجيع المستفيد من الخدمة على النقد البناء من خلال قنوات عِدّة فُتِحت من أجل هذا الغرض النبيل ، مدعومة بكوادر متخصصة للعمل على آليات مختلفة للوصول لرضا هذه الشريحة التي يتشرف الجميع بخدمتها.
وأشار إلى أن هذا المؤتمر يأتي استكمالاً لتلك الجهود من خلال الاجتماع مع نخبة من المفكرين المحليين والعالميين وصنّاع القرار للخروج بوثيقة موحدة لحقوق المرضى يشترك الجميع في صياغتها وتوثيقها ومن ثم تطبيقها لتكون معْلماً من معالم طريق الارتقاء بهذا المجال العزيز على قلوبنا في بلادنا و العالم أجمع.
بعدها ألقى المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون رئيس اللجنة العلمية الدكتور توفيق بن أحمد خوجة كلمة أشار فيها إلى أن المؤتمر يأتي تفعيلا ومتناغما مع القرار رقم (6) للمؤتمر (76) لأصحاب المعالي وزراء الصحة بدول مجلس التعاون والذي خصص الأول من فبراير من كل عام للاحتفاء باليوم الخليجي لحقوق المريض وإقامة الفعاليات بهذه المناسبة، بهدف تسليط الضوء على الوضع الراهن لحقوق المريض والممارسات المرتبطة به في المنشآت الصحية وتحسين الوعي بحقوق المريض للمرضى ولمقدمي الرعاية الصحية في المنشآت الصحية وتحقيق شعار “المريض أولا ” في المنشآت الصحية بالنواحي التشريعية والعملية، إضافة إلى وضع إطار خليجي موحد من خلال إصدار “وثيقة الرياض لحقوق المريض “، ومناقشة ما يحتاجه المريض صحيا ونفسيا واجتماعيا.
وأفاد الدكتور خوجة أن محاور المؤتمر العلمية تؤكد على أهمية حقوق المريض في منظومة الرعاية الصحية والحصول على الرعاية الطبية والتطبيقات والممارسات العملية لحقوق المرضى وذويهم والزوار، والتشريعات والقوانين المتعلقة بحقوق المريض (السرية ـ الخصوصية ـ المرافقة المستنيرة)، فضلا عن دور المريض في الرعاية الصحية المقدمة له والمشاركة في اتخاذ القرار ، والتكامل بين حقوق المريض وحقوق العاملين في القطاع الصحي ، وحقوق فئات من المرضى : السرطان ـ ذوي الإعاقة ـ النفسيين ـ الأمراض المزمنة ـ الأمراض العضال .
ولفت النظر إلى أن المؤتمر سوف يتطرق إلى الوضع الراهن لممارسات حقوق المريض ، ودور المنشآت الصحية وأعضاء الفريق الصحي في تعميق مفهوم حقوق المريض ، ودور الجهات التنظيمية في تعميق مفهوم حقوق المريض ، وحقوق المريض وحقوق العاملين ، وحقوق الفئات الخاصة السرطان ، ذوى الإعاقة ، النفسيين ، الأمراض المزمنة، الأمراض العضال ، والتجارب الدولية والإقليمية والخليجية في مجال حقوق ، والرعاية المتكاملة لحقوق المريض: صحيا ونفسيا واجتماعيا ، ودور مؤسسات المجتمع المدني في تعضيد حقوق المريض ، وحقوق المريض في الطوارئ والكوارث والأوبئة ، وحقوق المريض في التغطية الصحية الشاملة (التأمين الصحي، العلاج بالخارج، العدالة والمساواة وسهولة الوصول) ، ودور المؤسسات التعليمية والمهنية والقانونية .
وبين أن عدد المحاضرين المشاركين في جلسات المؤتمر ( 38 ) محاضرًا، بينما بلغ عدد الأوراق العلمية التي وردت إلى اللجنة العلمية ( أكثر من 70) ورقة علمية منذ الإعلان عن عقد المؤتمر، مما استدعى اللجنة العلمية إلى تقديم الاعتذار للكثير من الراغبين في المشاركة بالمؤتمر، مبينا أن المؤتمر اعتمد له 10 ساعات تعليم طبي مستمر، بنسبة لا تقل عن 80% من محاضرات المؤتمر، على أنه سيصدر في الجلسة الختامية وثيقة الرياض بخصوص نتائج المؤتمر.
ثم ألقى معالي نائب وزير الصحة للشؤون الصحية الدكتور حمد بن محمد الضويلع كلمة ، أكد فيها أن المريض هو محور اهتمام الرعاية الصحية في جميع المنشآت الصحية، مثمنًا التركيز في هذا المؤتمر على حقوق المريض، وحشد كل الطاقات لإنجاح ذلك الهدف خاصة مع قلة المؤتمرات التي تتناوله بعمق من حيث إجراء دراسات على فاعلية إشراك المرضى وتمكينهم في الرعاية الصحية وعرض التجارب العلمية لكل الأنشطة والتجارب المجتمعية الناجحة التي يكون المريض فيها أساساً لهذه التجارب.
وتناول معاليه جوانب عدة في حق المريض منها أن يجد في طبيبه شخصاً متفهماً لبقاً صبوراً ، يراعي قلق مريضه ومخاوفه، ويشرح له بوضوح طبيعة مرضه، ويبين له تفاصيل خطة علاجه، وما عليه أن يفعله كمريض لتعزيز هذا العلاج، وأن يجد في المؤسسة الطبية بكل أجزائها حرصاً شديداً على حماية خصوصيته وسرية معلوماته بشكل يضمن الحفاظ على كرامته ، ولا يعطي أسرار حالته إلا لأولئك الذين يتطلب علاجه ذلك.
ولفت النظر إلى أنه من حق المريض على الطبيب أن يتأكد أن أي عضو في منظومة تقديم الخدمات الصحية يحمل المؤهلات المطلوبة ليتمكن من أداء دوره في رعاية صحته بصورة فعالة وآمنة، وأن أساليب حماية المرضى وتقليل الأخطاء الطبية تعتمد على الأدلة المعيارية والإرشادات الصحية اليقينية الحديثة وأن المرافق التي تقدم فيها هذه الرعاية تتوفر فيها كل متطلبات السلامة والأمان.
وأعرب معاليه عن أمله في أن تتضمن وثيقة المؤتمر التي ستخرج في ختام أعماله تكوين لجنة رفيعة المستوى تضم الجهات المعنية الحكومية وغير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لوضع إطار عام وشامل لتعزيز حقوق المريض وتمكينه، والإشراف على وضع السياسات ومتابعة أداء المنشآت الصحية الحكومية وغير الحكومية، مع تعزيز إنشاء أقسام أو إدارات بالمستشفيات تعنى برعاية حقوق المريض على أن تكون في مكان واضح بالمستشفيات، وربطها بالإدارة العليا والهيكل التنظيمي، والبحث عن سبل جديدة ومبتكرة لدعم وتعزيز وعى المرضى بحقوقهم عن طريق ضباط الاتصال بالمستشفيات ومنشآت الرعاية الصحية.
كما أعرب عن أمله في أن يتم التطرق في الوثيقة إلى إبلاء مزيد من الاهتمام لتدريب وتأهيل العاملين في القطاع الصحي على أساليب التعامل مع المريض من خلال تكثيف البرامج التدريبية التي تعزز القيم وتغرس المفاهيم التي تقوم على العطاء والإتقان والرحمة والتفهم والتعاطف مع المريض، ودعم دور مجموعات حقوق المرضى في حماية حقوقهم وتمكينهم وذلك عن طريق تقديم المعلومات للمرضى ونقل وجهات نظرهم وتجاربهم إلى صناع القرار على المستوى الوطني والخليجي، وتعزيز إجراء البحوث النوعية التي تتناول حقوق المرضى.
وفي ختام الحفل كرّم معالي نائب وزير الصحة للشؤون الصحية المشاركين في المؤتمر والجهات والشركات الراعية له.
حضر حفل الافتتاح عدد من المسؤولين في القطاع الصحي في المملكة، ولفيف من ممثلي الجهات والمنظمات العالمية والإقليمية والوطنية المعنية بقطاع الصحة .