العدالة الاجتماعية مفهوم سام يسعى إليه الكثير من المصلحين والقادة , يقف من دون تحقيق ذلك الكثير من التحديات بتنوعها( تنموية, اجتماعية , سياسية , ....) .
الدفع نحو تحقيق العدالة بمفهومها الواسع واجب الحكومات والنخب المجتمعية لكي يتحقق السلم المدني والأمن والأمان وتنتشر قيم العدالة التي دعا إليها ديننا الحنيف وتسعى قيادتنا المباركة لتحقيقها واقعاً ملموساً يعيشه الكل في هذه البلاد المباركة .
تقوم العدالة الاجتماعية على ركائز هامة منها :-
1- المساواة وعدم التمييز بين أفراد المجتمع .
2- التوزيع العادل للموارد وتبعا لذلك التكليفات (المهام والواجبات ) .
3- الحق في الحماية المدنية (الأمن والسلم المجتمعي )
4- حماية حرية الأفراد والجماعات من تسلط ذوي النفوذ والسلطة بأنواعها .
وقد أرسى الإسلام أسس العدالة الاجتماعية بما تحمله من قيم سامية ومضامين خيرة تكفل نشر السلم والسلام وتمكين الأفراد من ممارسة حرياتهم ضمن ضوابط الشريعة (فلا ضررولاضرار)
إن العدالة في توزيع الموارد والأرزاق تشريع إلهي رباني قال تعالى ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمت ربك خير مما يجمعون ) 32 الزخرف .
إن من ينظر إلى خريطة توزيع الموارد البشرية في العالم يرى أن :-
- 20% من سكان العالم يسيطرون على 80% من ثروات العالم .
- 80% من سكان العالم يعيشـــون على20% من ثروات العالم .
• تلك والله قسمة ضيزى .. تلك مسغبة ومظلمة .. تلك والله قسمة مجحفة .. تلك والله نذر شر وبلاء وويلات إن لم يتدارك ذلك العقلاء والمصلحون لرتق الثقب وردم الهوة وإصلاح الخلل
لقد عاش العالم صراعات وأزمات متلاحقة ( حروب وصراعات .. أزمات اقتصادية كأزمة الرهن العقاري وأزمة هبوط سوق السهم و وأزمة انخفاض أسعار النفط .. وغيرها ) كلها أثرت في تركيبة المجتمعات حيث تم سحق الطبقة المتوسطة التي تشكل 70% من سكان العالم مما أثر على نسب تحقيق العدالة الاجتماعية في العالم بأسره .
للخروج من المأزق الحرج الذي يعيشه العالم بأسرة نتيجة لفقد مبدأ العدالة الاجتماعية لابد من سن تشريعات وتنظيمات (إجرائية ) يمكن تطبيقها ومراقبة كفاءة التطبيق بسهولة ويسر .
من أهم تطبيقات مبدأ العدالة الاجتماعية تحقيق العدالة الوظيفية بين العاملين في القطاع الحكومي في الترقيات والتنقلات والدورات والحوافز والتعامل مع جميع العاملين باحترام وتقدير جهودهم واحترام ذواتهم وعدم المساس بقيمهم الدينية أو العرقية أو أعرافهم . كذا من أهم تطبيقات العدالة الاجتماعية ( العدالة الاجتماعية في الأسرة ) حيث يتم احترام جميع الشخوص في الأسرة فالأم هي الوعاء الذي يجمع أفراد الأسرة بقدر إعطائه حقه ومستحقه يكون نجاح تحقيق العدالة والنجاح في تكوين أسرة منتجة ينتظر أن تكون تلك الأسرة من ركائز نشر وترسيخ المبادئ الفاضلة التي تقوم على العدل والأب هو الرئيس الذي يحترم الجميع رأيه ويجلون قدره والأبناء هم المستقبل الزاهر الذي ترنو إليه هذه الأسرة بكونها أهم مكونات المجتمع فبقدر اهتمام الوالدين بتحقيق مبدأ العدالة بين الأبناء سواء في توزيع الموارد أو العدل في توزيع الحب والمشاعر الدافئة والحنان الوالدي أو إغداق المبالغ المالية والعينية يكون مقدار النجاح في تحقيق ونشر الفضائل وإبعاد كل نوازع الشر والخطيئة , فمن العدل أن يحترم الأب مبدأ (( صراع الأجيال)) وأن ماكان صالحاً في عصره ليس من الضرورة أن يكون صالحأً لأبنائه عملاً بمبدأ (( لايوجد مقاس يصلح لجميع الأزمنة و الفئات والأحجام )) .
على أن القطاع الخاص من أهم العينات التي يمكن من خلالها إظهار مبدأ العدالة الاجتماعية سلبا أو إيجاباً وذلك للشفافية والخصوصية التي يتمتع بها وتميزه عن القطاع العام , ففي أي شركة أو مؤسسة يظهر قصور ونقصان في عائداتها المالية فأول قرار لعلاج ذلك العجز هو تسريح أعداد كبيرة من صغار العاملين ترشيداً للنفقات دون أن يمس ذلك التسريح كبار المسئولين في الشركة بالرغم من أن رواتب ومميزات مدير واحد توازي رواتب المئات من صغار العاملين , فكم من بيوت خربت بدعوى ترشيد زائفة ؟؟؟؟؟؟ .
العدالة الاجتماعية تعني أن حريتك تنتهي حين تبدأ حرية الآخرين , يتحقق ذلك بوجود الضمانة الأخلاقية التي تتمثل في وجود رموز الإصلاح والدعاة والمصلحين وجميع مثل الخير والرشاد .
على أن البحث عن العدالة الاجتماعية بمثلها السامية لا يعني الخروج عن القانون والنظام بأي حال من الأحوال أو إحداث أي خرق للقوانين المرعية في كل بلد بل لابد من الالتزام بالمثل السامية والانضباط السلوكي لتحقيق مبدأ سام وهدف نبيل هو (( العدالة الاجتماعية )) فما يرتجى من خير مأمول قد تفوته نزعة تسرع قد تجر شراً بغير قصد يبقي الحسرة والندامة .
نحمد الله على ماننعم به من أمن وأمان ونسأل الله أن يحفظ لبلادنا أمنها وقيادتها ودعاتها ورجال الخير والصلاح في كل بقعة من بقاع بلدي الطاهر .
نسأل الله الهداية والتوفيق للخير والرشاد , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
غير معروف
22/02/2016 في 8:21 م[3] رابط التعليق
شكرا لمن يثري الساحات الاجتماعية بمثل هذا الطرح الجميل
(0)
(0)
عزيز بن عدله
22/02/2016 في 8:54 م[3] رابط التعليق
لقد ازدادت أضواء الوطن فتحول الضوء إلى نور ذهب إليه القراء فإذا بمدرسة تربية فعلم فخبرة فتوعية فثقافة أنه ابا طارق سماح بن سالم الداموك الرشيدي اسأل الله ان يعطيه حتى يرضى
(0)
(0)
الرشيدي
22/02/2016 في 10:27 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله
(0)
(0)
الرشيدي
22/02/2016 في 10:29 م[3] رابط التعليق
كاتب يستحق الوقوف و التصفيق الحار
(0)
(0)