بدأت حياتها العملية موظفة استقبال بدون أجر طمعا في اكتساب المهارة والمعرفة التي تؤهلها لشغل وظيفة تستطيع من خلالها أن تعيل نفسها وأسرتها بعد أن فقدت والدها في سن مبكرة، وأكملت دراستها مع التزامها بعمل جزئي يسد حاجتها وحاجة أهلها دون أن تلجأ إلى مد يدها لتسأل أحدا أن يعينها، وبعد إنهائها المرحلة الثانوية أرادت الدراسة في الخارج لكن عدم وجود محرم لها حال دون قبولها في برنامج خادم الحرمين، لتقرر السفر والدراسة على حسابها الشخصي وتعود حاملة شهادتها الأكاديمية لتصبح أخصائية علاج بالفن التشكيلي ويتم تعيينها في مدينة سلطان للخدمات الإنسانية، وتؤسس مجموعة فن نور التطوعية لنشر ثقافة العلاج بالفن التشكيلي.
بهذه النبذة البسيطة عرفت نور الأحمدي عن نفسها، والتي تأهلت لتكون من بين 12 مرشحا ومرشحة للفوز بلقب جائزة الإصرار في موسمها الثالث والتي يقوم عليها صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف”، فبعد أن عاشت طفولة سعيدة في كنف والديها، وجدت نفسها وهي في عمر الزهور وحيدة بسبب فقدانها لوالدها ومن ثم والدته، ولم تجد من يعولها، لكن ذلك لم يكن عائقا أمام طموحها ونجاحها الذي رسمته لنفسها وأرادت تحقيقه، متجاوزة التحديات الكبيرة التي واجهتها، خاصة ما يتعلق بنظرة الكثيرين لها وعدم تفهمهم لفكرة العلاج التي تخصصت فيه، وهو ما جعلها تشعر بالألم والحزن والوحدة، إلا أن ذلك لم يثنها عن تحقيق هدفها، وإنما زادها إصرارا للوصول إلى ما تحلم به، مشيرة إلى أنها الآن تشعر بالرضا والفخر بكل ما حققته، وكذلك التفاؤل، مؤكدة أن تأهلها لهذه المرحلة هو نجاح جديد لها، خاصة أنها وجدت من يكافئها ويشيد بكفاحها بعد عناء سنين طويلة.