اطلعت على ما تم نشره في صحيفة أضواء الوطن الإلكترونية تحت عنوان ( جامعة حائل تصدر بياناً حول تخفيض عدد الحافلات إلى 50% ) . .
عنوان استفز مشاعري وحرك في دواخلي أسئلة واستفسارات كثيرة .. مثيرة .. مقلقة , محزنة .
نظرت إلى البيان ثم بسرت ثم حوقلت كررت النظر في الحقائق التالية :-
- العقد الجديد مع الشركة الناقلة راعى التوجيهات الخاصة بترشيد الإنفاق حيث استلزم تخفيض قيمة العقد إلى 50% وتقليص عدد الحافلات من 130حافلة إلى 70 حافلة .
- التزام الجامعة الثابت بنقل جميع الطالبات بين الفروع والمقر الرئيسي للجامعة .
- المسارات السابقة لنقل الطالبات أتيحت بالرغم من أن 30-70 % من المقاعد شاغرة.
- تؤكد الجامعة حرصها التام على مصلحة الطلاب والطالبات وفق متطلبات كل مرحلة .
استجمعت كل المهارات والخبرات التي تعلمتها في فنون اللغة العربية لكي أجمع بين أشتات ذلك البيان وتناقضاته فهو يؤكد على تخفيض عدد الحافلات المخصصة لنقل الطالبات 50% استجابة للترشيد- وهذا جيد - لكنه يقول في فقرة تالية أن الجامعة ملتزمة بنقل جميع الطالبات , حقيقة لم أستطع الجمع بين تلك التناقضات حتى اتهمت نفسي .. لجأت إلى المهارات الحسابية جمعاً وطرحاً وقسمة وضرباً لعلي أجد مخرجاً لذلك التناقض .. لم أجد مخرجاً .. حيث أن أعدد الطالبات معلوم وعدد الحافلات معلوم ( كل حافلة 45مقعد) عملية واضحة .
إلتمعت لي فكرة عبقرية لعلي أجد في العلوم الطبيعة مخرجاً عن طريق الضغط والحيز المتاح حيث تحشر الطالبات بالضغط حتى تتقلص الأحجام لتوازي الحيز المتاح .... (( فكرة جهنمية )) لعل الجامعة توصلت لها ولم تصل ألبابنا إلى ذلك الفهم المتقدم ... ربما ..ربما .
بعد تفكير ملي أدركت الحقيقة المرة أن تقليص أعداد الحافلات حقيقة ماثلة لا محالة , لكن مصير الطالبات اللاتي كن ينتقلن بواسطة تلك الحافلات مازال مجهولاً مع حقيقة أن أعدادهن ثابتة .
** استحضرت خبراً انتشر قبل مدة قصيرة مفاده (( أن جامعة في اليابان اتفقت مع سكة الحديد لتسيير قطار يومياً كان الركاب الذين ينقلهم ذلك القطار فقط طالبة واحدة التزمت الجامعة مع سكة الحديد بتسيير ذلك القطار حتى تتخرج تلك الطالبة ثم يلغى ذلك الخط ويوقف ذلك القطار)).
تذكرت ذلك الخبر ثم قارنت بين ما فعلته تلك الجامعة اليابانية مع تلك الطالبة ومافعلته جامعتنا العزيزة في حائل مع طالباتنا فلذات أكبادنا في كافة فروع الجامعة في المحافظات .
تلك مفارقة عجيبة .. لماذا هم تصرفوا بتلك الصورة ؟ ولم تصرفت جامعتنا بهذه الصورة ؟ تلك قيمة الإنسان الذي أدركت اليابان ذلك فاستثمرت في العنصر البشري فأفلحت حيث أنها بلاد فقيرة في الموارد الطبيعية خرجت مهزومة من الحرب الكونية الثانية لكنها آمنت بقيمة العنصر البشري وجدوى الاستثمار فيه وكان خياراً استراتيجياً قادها لأن تكون ثاني أكبر اقتصاد في العالم من هنا جاء قرار تلك الجامعة اليابانية بتسيير خط قطار من أجل طالبة واحدة أملاً بل يقيناً أن تلك الطالبة ستكون إحدى أدوات التطور والبناء في نهضة اليابان , ذلك الفهم الاستراتيجي غاب عن فهم مسيري جامعة حائل عند اتخاذهم قرار تقليص أعداد الحافلات التي تقل الطالبات .
ثم أن هناك بنوداً أولى أن تتجه لها عجلة الترشيد كإعادة تأثيث المكاتب وحفلات التخرج وغيرها مما يسوغ ترشيده من غير ما ضرر ولا ضرار ... حكومة خادم الحرمين الشريفين تحرص كل الحرص على تسهيل سبل التعليم وتبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس وتذلل الصعاب رغبة في بناء المواطن السعودي المنتج ليحقق أهدافها الخيرة في التقدم والازدهار .