حادثة الخميس المروعة والمؤسفة والتي راح ضحيتها ستة أشخاص وتلك المحادثات الأخيرة على الواتس آب والتي تبين الضغط النفسي الذي عانى منه القاتل بسبب نقله المفاجئ من مدرسته وعدم التصريح بالأسباب من قبل جهته صاحبة الصلاحية وعدم إفهامه أو الاهتمام بوضعه وكما ذكر بعضاً من زملائه سيرته في العمل من هدوء هذا المعلم وحسن تعامله معهم و إخلاصه واجتهاده في أداء عمله وكل هذه الأسباب الظاهرة التي يعرفها زملائه وشهدوا له بها ، فقد تكون حياته الخاصة جميلة وهادئة لم يعكرها شيء.
وهذا ما قرأناه في الصحف التي نشرت الخبر ولا نريد أن نستبق التحقيقات والتي حتماً ستبين مفاجاءت أخرى في الأيام القليلة القادمة.
ولكن الحقيقة أن أمثال هذا الرجل الذي ارتكب هذه الكارثة والطامة الكبرى نتيجة ممارسات وضغوط نفسية تم ممارستها بقصد أو بدون قصد على مدى الأيام الماضية أو الأشهر لا ندري إلا أنني أتوقع أنهم كٌثر وفي جميع المجالات الحكومية والخاصة إلا ما رحم ربي ، ولكن التصرفات الفردية تختلف من فردٍ إلى أخر حسب قوة تحملهم واستطاعة كل شخص منهم فمنهم من يٌقدم استقالته أو يتقاعد أو يصبح من عملاء الطب النفسي لقرب سنه التقاعدي لعله يٌكمل الخدمة ليحصل على راتبه كاملاً وأخر قد يسخط ويسب ويشتم ثم يٌغادر بدون رجعة حيث لا حيلة له ، أو يكون له حظوة عند أهل الفزعات من يٌخرجه من هذه الضغوط ولو كان على حساب مصالحه الشخصية ويحتمل المزيد من المعاناة خوفاً من ارتكاب مثل هذه الجريمة النكراء والتي قد يكون شريكاً فيها من كان يقف خلف تلك الظروف .
فهناك بعض الإدارات وبعضاً من المسؤولين فيها يتلذذون على مثل هذه الممارسات والضغوط بل ويعشقون الضرب على أوتار جراح الناس وظروفهم غير عابئين بهم وبحياتهم فيحصل مثل هذه الفاجعة والتي قد يذهب ضحيتها من لا ناقة له فيها ولا جمل وينجو المتسبب والسرطان الخبيث منها ويقع ذلك المسكين رهن فعلته تحت سيف القصاص بسبب حماقات هؤلاء المجرمين الحقيقين الذين هم من صنعوا ذاك المجرم في شخصية من كان وديعاً هادئاً لم يدر في خُلده يوماً أن يكون سفاحاً يٌزهق الأرواح وهذا للأسف واقع في مجتمعنا نتعايشه ونتعايش مع قصص مماثلةٌ ومؤلمة وكم من الكوارث وحالات القتل والانتحار وعند تقصي الحقائق نجد أن وراءها تعنت وتطنيش واستغفال وعدم اهتمام بل قد تجد البعض يتشدق بقوله (إذا عاجبك ولا بلط البحر) وهنا يبدأ مفعول السحر لهذه الكلمات في ضل هذه الظروف والتحول من العقل إلى الجنون الهستيري ثم يأتي عدم استجابة بعض المسؤولين لشكاوى المظلومين فيكتمل السيناريو ، ومما يوجد الغبن ويزيد الحقن على ذاك الشخص أو ذاك المسؤول عندما يرى الضحية في عيني ذاك المتسلط أنه انتصارٌ شخصي وأنني أي أنا أستطيع العبث بك وبحياتك ، كل ذلك فوق أنقاض متاعب الحياة بطبيعتها خصوصاً الطبقة العاملة والكادحة والتي لم يسلم منها أحداً إلا من ولد وفي فاه ملعقةً من ذهب.
إنني ومن هذا المنبر أقترح بتفعيل دور هيئة مرتبطة برئيس الديوان الملكي مباشرةً تستقبل فيها مظالم الناس وتٌدرس فيها الشكاوى على وجه السرعة ويُبحث عنها بطريقةٍ سرية وفي حالة صدق دعواه يٌعفى ذلك المسؤول من عمله فوراً مهما كبٌر أو صغر وٌيحاكم شرعاً ويٌمنع من تولي أي مناصب مستقبلاً ، وإن كان العكس فيحاسب المتظلم ويؤدب مسلكياً لتقليل من جرائم الاعتداء والقتل ولنصرة كل مظلوم وليعلم كل ظالم أن هناك حساب دنيوي بقوة النظام وأخروي بقوة الله على كل متكبرٍ وجبار والله المستعان.