يفترض أن نصل بنهاية العام إلى صورة واضحة وتشخيص كلي للأوضاع الصحية بعد مرور عام كامل من تولي معالي المهندس خالد الفالح حقيبة وزارة "الصحة" ونقف على مواطن القصور والخلل.. وكذلك الكشف عن هوية الداء والدواء الناجع ، والخروج بخطة عمل مثالية وسليمة والبدء في تنفيذها بعد إعلانها والتأكد من نجاحها ونجاعتها .
وليس هنالك ما يمنع الاستعانة بخبرات وبحوث وتجارب المختصين لرسم خطة عمل ناجحة وموضوعية.
إن معالي الوزير ووزارته مطالبون بتوضيحات وكشف للغموض والملابسات وإيضاح المنهجية التي ستعتنقها الوزارة وفريق عملها "الجديد" الذي أوكلت إليه مهمة انتشال وزارة الصحة من حضيض الانتكاس والتدهور والتخبط!
ولا شك أن أول مايجب أن يحرزه الفريق من تقدم هو فك رموز حالة التدهور واستيضاح واكتشاف أسبابها ، ووضع اليد على الجراح ومواضع الألم كي يتسنى بعد ذلك علاجها بحكمة وروية.
فماذا تحقق.. وماهو المنتظر بعد عام كامل ؟
إن المواطن والمريض والمجتمع كلهم يبحث عن الاطمئنان والأمان الصحي حاضرا ومستقبلا.
فالأمان الصحي ضرورة لا غنى عنها ، وهو جزء أساسي ومهم لا يتجزأ من منظومة الأمان العام للأوطان والشعوب.
و إذا لم يتوقف التخبط بعد مرور عام كامل من الفحص والتأمل.. وبعد الوقت الذي انقضى بحثا وتشخيصا .. وإذا لم تتضح الصورة.. وتظهر وجهة المسير ومن ثم نمضي في الطريق السليم نحو الإصلاحات والتطوير وبمنهجية واضحة.. وهو ما يجب أن يكون كنتيجة منطقية وثمرة مؤكدة ناضجة ويانعة لعمل دؤوب ومثمر.
وهو ما نأمل أن يتحقق بإذن الله تعالى وتوفيقه.
وإلا) في حال فشلنا في تحقيق ذلك) لا سمح الله - فعلينا أن نعترف بالفشل ونترك الأمر لمن هو اقدر عليه، ونعلن ذلك صراحة وبكل شفافية وصدق وأمانة!
فالمكابرة في حال كهذا لا تجوز ولا مكان لها في مسيرة الإصلاح الجادة.
وكلنا يعول على هذه القيادة الحضارية التي نجحت مع (ارامكو) ونثق أن في جعبتها ما ينهض بوزارة الصحة إذا ما أحسنت التشخيص بعد إتقان الفحص، و إذا فتحت المجال أمام الكفاءات الطبية الشابة المتمرسة طبيا و إداريا و لها تجارب إدارية ناجحة ، كما أن لدى تلك الكفاءات المميزة مؤهلات علمية في الإدارة الصحية ومنهم من تخصص في الجودة ويمتلك عدة مهارات قيادية بالإضافة إلى براعته الطبية والفنية.
وأعلم أن في الصحة من هؤلاء الكثير ، ولديهم القدرة والاستعداد التام للمشاركة في بناء مستقبل صحي واعد ومثالي يتفق مع الرؤى والتطلعات التي تريدها وتسعى إليها القيادة الحكيمة، ويحلم بها الوطن والمواطنون.
وهي بلا شك هدف غالي وغاية ثمينة يريدها وينشدها الجميع وعلى رأسهم وفي مقدمتهم معالي وزير الصحة المهندس خالد الفالح الذي تحمل المسؤولية ويحرص على النجاح في مهمته الثقيلة ، وهو يدرك حجم الأمانة ويعي ماتحتاج إليه المرحلة ، وكلنا نطمح ونرجو أن يوفق وينجح في تحقيق واحراز الغاية وانجاز المهمة وختمها بإصابة الهدف..
فالعبرة دائما بالنتائج والخواتيم.
لكن .. سيكون الأمر مؤسفا وسخيفا إن كان العام قد انصرم بلا نتائج، ولا تصور أو معطيات! ..
والأسخف من ذلك.. أن نلجأ لاستيراد عقول أوروبية أو أجنبية كي تفكر لنا!
فتشخص حالنا وتحدد الداء وتصف الدواء، وتذهب بعد أن توصي بمواعيد المراجعات القادمة !
إنه لمن المشين جدا أن تستورد ظفرا كي تحك به جلدك، خشية على ظفرك من التقصف أو التلوث! بل لأنك لاتثق في أداء ظفرك !!
لم نكن كشعب سعودي ننتظر أن تناقش قضايانا الصحية الـ (فايننشال تايمز) ولا أن يطرح الحلول لنا السيد "سيميون كير" .
إن ما ننتظره هو.. الرؤى والحلول الوطنية وخياراتنا الذاتية وتطلعاتنا الطموحة ومن منظور وزير صحتنا معالي المهندس خالد الفالح ..!
فيا ترى ما الذي لديه بعد انقضاء عام على وزارته؟
حسين عقيل