شارفت تركيا يوم الجمعة على استبعاد عقد محادثات مباشرة مع المسلحين الأكراد لإنهاء واحدة من أسوأ فترات العنف في الصراع المستمر منذ ثلاثة عقود وقالت إن الحكومة ستدعو ما وصفتها بجماعات المجتمع المدني إلى طاولة الحوار كبديل.
وكشف رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في خطاب ألقاه في مدينة ماردين بجنوب شرق تركيا عما قال إنها خطة جديدة لتعزيز الأمن وإعادة إعمار المناطق التي دمرها الصراع لكنه أوضح أن حزب العمال الكردستاني سينحى جانبا إذا لم يلق السلاح.
وقال داود أوغلو لمسؤولين محليين وأعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم من بينهم وزراء في جامعة ماردين “نحن نبدأ فترة جديدة من أجل وحدتنا الوطنية وأخوتنا. سنتحدث للناس بشكل مباشر. سنتحدث للجميع إلا من يحملون السلاح في أيديهم.”
وقال داود أوغلو إن خطة الحكومة تشمل إجراءات اقتصادية مثل منح قروض بدون فوائد للمزارعين.
وبدأ حزب العمال الكردستاني المحظور حركة تمرد في جنوب شرق البلاد في عام 1984 قائلا إنه يقاتل من أجل الحصول على حكم ذاتي للأكراد. وقتل 40 ألف شخص في الصراع منذ ذلك الحين أغلبهم من الأكراد كما أبطأ من وتيرة النمو في منطقة أقل تطورا من غرب تركيا بكثير.
وعقدت أنقرة محادثات سلام مع زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان في أواخر عام 2012. وفي يوليو تموز انهار وقف لإطلاق النار استمر عامين بعد ما قالت الحكومة إنها هجمات على قوات الأمن مما أدى لانزلاق المنطقة إلى أسوأ عنف تشهده منذ التسعينيات.
وقال داود أوغلو عن حزب العمال الكردستاني “أولا عليهم إلقاء السلاح وحينئذ ربما تكون هناك فرصة للحوار معهم.” وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية.
ونقلت صحيفة ميليت عن داود أوغلو قوله يوم الخميس إن المحادثات ستعقد من الآن فصاعدا في أنقرة وليس في سجن جزيرة إيمرالي الذي يحتجز فيه أوجلان منذ عام 1999 والذي عقدت فيه محادثات سابقة.
وقال إن الساسة المؤيدين للأكراد الذين يقومون بالوساطة تجاهلوا تعليمات أصدرها أوجلان فيما سبق وبالتالي فإنه ليست هناك جدوى من الحديث معه.