وسط حضور رسمي وإعلامي كبير شهد مقر شركة بوينج لصناعة الطائرات التجارية بمدينة سياتل الامريكية فجر اليوم الأربعاء بتوقيت المملكة حفل تسلّم الخطوط السعودية (4) طائرات عريضة البدن في وقت واحد، 3 طائرات من طراز B787-9 (دريملاينر) والرابعة من طراز B777-300ER بعد أن كان مقررا تسليم الطائرة الثالثة من طراز دريملاينر الأسبوع المقبل، إلا أن جهودا حثيثة ومتواصلة من قبل الإدارة التنفيذية للخطوط السعودية وشركة بوينج أفضت إلى إنهاء إجراءات تسليم الطائرة يوم أمس وانضمامها للطائرات الأخرى، وهو حدث تاريخي في مسيرة “السعودية” يتم فيه استلام (4) طائرات دفعة واحدة .
حضر الاحتفال معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الجوية العربية السعودية الأستاذ سليمان بن عبدالله الحمدان ومدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر وسفير الولايات المتحدة الامريكية لدى المملكة جوزيف وِستفال ورئيس شركة بوينج للطائرات التجارية راي كونر والقنصل السعودي سامي سرحان وعدد من الدبلوماسيين ورجال الأعمال والمهتمين بصناعة النقل الجوي ووسائل الإعلام المحلية والدولية .
وبدأ الحفل بكلمة لرئيس شركة بوينج راي كونر نوه فيها بالعلاقة الوثيقة التي تربط بوينج والخطوط السعودية منذ أن أهدى الرئيس الأمريكي روزفلت أول طائرة للمك عبدالعزيز قبل نحو سبعين عاما ثم تطور العلاقة بعد ذلك وتحديدا عام 1960م الذي شهد تسليم أول طائرة من طراز DC9 حتى يومنا هذا الذي يتم فيه تسليم (4) طائرات تمثل الجيل الأحدث من عائلة بوينج .
وقال كونر : “الخطوط السعودية شريك رئيسي لشركة بوينج ونحن فخورون بهذه الشراكة النموذجية لخدمة وتطوير صناعة النقل الجوي في المملكة” .
وأكد كونر أن طائرة B787 (دريملاينر) تحظى بإقبال كبير من شركات الطيران على مستوى العالم مما جعلها الطائرة الأسرع انتشارا والأكثر طلبا في الوقت الحاضر .
بعد ذلك تم تبادل الهدايا التذكارية بهذه المناسبة ، ثم ألقى معالي الأستاذ سليمان بن عبدالله الحمدان كلمة نوه فيها بالعلاقة المتميزة والشراكة بين الناقل الوطني للمملكة الخطوط السعودية وشركة بوينج مؤكدا أن هذه الشراكةٌ تمثل جانبا مهما من أوجه العلاقات الوطيدة والتعاون البناء بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية في مختلف المجالات منذ وضع أساسها المتين جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود والرئيس فرانكلين روزفلت في لقائهما التاريخي عام 1945 واستمرت في النمو حتى يومنا هذا الذي أضحت فيه أكثر عمقا ومتانة .
وقال : “عقب لقائهما الشهير تلقى الملك عبدالعزيز من صديقه الرئيس روزفلت هدية ثمينة عبارة عن طائرة تلك الطائرة كانت نواة “السعودية” التي نراها اليوم بهذا الحجم من التشغيل الداخلي والدولي، والعلاقة بين الخطوط السعودية وشركة بوينج علاقةٌ قديمةٌ وراسخةٌ تتجدد وتزداد رساخة مع كل طائرة يتم تصنيعها هنا واستثمارها هناك، وقد وصل العدد إلى أكثر من 130 طائرة من عائلة بوينج العريقة كانت وماتزال منذ 1960م علامة فارقة في مسيرة الخطوط السعودية وتلعب دورا مهما في نموها وتطور أدائها وتعزيز قدراتها وموقعها التنافسي” .
وقال الحمدان في كلمته أن الخطوط السعودية تشهد حاليا مرحلة تطور وتوجه نحو التشغيل وفق أسس تجارية مشيرا إلى برنامج التحول الذي يجري تنفيذه في المؤسسة وشركاتها وفي مقدمتها شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي التي ستقوم بتشغيل هذه الطائرات ضمن أسطولها المتنامي .
وأضاف : “برنامج التحول الذي يجري تنفيذه في الخطوط السعودية حاليا يواكب برنامج التحول الوطني على مستوى الدولة بل هو جزء لا يتجزأ من البرنامج الوطني الطموح الذي يهدف إلى نقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة في كافة المجالات وضمنها الطيران المدني وصناعة النقل الجوي في المملكة والتي تشهد تنفيذ العديد من المبادرات الهادفة ضمن برنامج التحول الوطني لتطوير هذه الصناعة في المملكة والمنطقة عموما، حيث يجري حاليا تحديث البنية التحتية والمرافق وخصخة منظومة الطيران المدني وقد تم البدء بالمطارات الرئيسية في الرياض وجدة والدمام والمدينة وسوف تتبعها بقية المطارات الأخرى وهذه الإجراءات ستؤدي بالتأكيد إلى تشجيع الاستثمار في مجال النقل الجوي وتوفر للمسافرين خدمات متطورة ومنتجات ذات جودة عالية” .
بعد ذلك تم قص الشريط المؤدي لإحدى الطائرات إيذانا باستلامها وقام كبار الشخصيات والمدعوون للحفل ورجال الصحافة والإعلام بجولة داخل الطائرة واطلعوا على مقصورة الضيوف بدرجتي الأعمال والضيافة واستمعوا إلى شرح مفصل عن إمكاناتها وتجهيزاتها الحديثة .
وعبر المهندس صالح بن ناصر الجاسر مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية عن سعادته باستلام هذه الطائرات الجديدة التي تمثل إضافة أسطول “السعودية” ، مشيرا إلى أن طائرة رابعة سيتم استلامها الأسبوع المقبل وبذلك يرتفع عدد طائرات الأسطول إلى 126 طائرة مختلفة الأنواع والأحجام .
وقال الجاسر : “نحن سعداء في الخطوط السعودية بانضمام هذه الطائرة الرائعة لأسطولنا الذي يشهد نموا غير مسبوق وفق برنامج التحول الذي تم إطلاقه خلال شهر مايو الماضي في المؤسسة وجميع شركاتها
وهو برنامج طموح تم تخطيطه بعناية ويجري تنفيذه بدقة لمضاعفة ما تم إنجازه خلال 70 عاما في أقل من 7 أعوام ، وضمن أهم مبادراته تحديث ومضاعفة الأسطول إلى 200 طائرة وقد تم تنفيذ العديد من المبادرات في هذا الجانب حيث تم توقيع اتفاقية للإستحواذ على (50) طائرة حديثة من شركة إيرباص ، واتفاقية لإبتعاث (5000) شاب سعودي لدراسة علوم الطيران والصيانة ، كما أن الجهود التي بذلت مع شركائنا في بوينج لتسليم (4) طائرات بدلا من طائرتين يعزز خطوات تنفيذ مبادرات التحول الذي تم تنفيذ العديد منها خلال بضعة أشهر ويجري تنفيذ المبادرات الأخرى تباعا للوصول بالناقل الوطني إلى مصاف الشركات العالمية مواكبا بذلك برنامج التحول الوطني الذي يجري تنفيذه في كافة أجهزة الدولة ومؤسساتها وشركاتها ويهدف إلى نقل المملكة لمصاف الدول المتقدمة عالميا” .
وأكد الجاسر أن “السعودية” استعدت منذ عدة أشهر لاستقبال وتشغيل طائرات دريملاينر حيث تم تأهيل 65 طيار ومساعد طيار وعدد كبير من الملاحين، مشيرا إلى أن الطائرات الجديدة ستبدأ رحلاتها ضمن الأسطول خلال الأسبوع القادم بعد إصدار التراخيص اللازمة من الهيئة العامة للطيران المدني .
ونوه سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة السيد جوزيف وِستفال بالعلاقات الوثيقة والمتينة بين المملكة والولايات المتحدة في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن الخطوط السعودية وبوينج يعززان هذه العلاقات بتعاونهما الوثيق في مجال الطيران المدني وصناعة النقل الجوي .
وقال السفير الأمريكي : “يسرني أن أنقل تحيات وشكر فخامة الرئيس باراك أوباما لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لحرصهم على تطوير وتوثيق العلاقة بين البلدين الصديقين وتعزيز التعاون البناء بينهما ، وأنا سعيد بحضور حفل استلام الخطوط السعودية أربع طائرات حديثة من شركة بوينج الأمريكية في يوم واحد وهو حدث تاريخي يستحق الاحتفاء” .
من جهته قال المهندس أحمد عبد القادر جزار، رئيس بوينج في المملكة : “تعد المملكة العربية السعودية سوقا مهماً لشركة بوينج، ونحن فخورون بشراكتنا الاستراتيجية مع الخطوط الجوية العربية السعودية وعلاقتنا بالمملكة منذ أكثر من ٧٠ عاما ، وبهذه المناسبة أتقدم بالتهنئة للخطوط السعودية بإستلام طائراتها من طراز 787 -9 دريملاينر، التي تتميز بأحدث ما توصلت اليه تقنيات الطيران في العالم، ونحن في بوينج ملتزمون بدعم وتطوير صناعة الطيران في المملكة” .
وسوف تغادر الطائرات الجديدة التي تم استلامها مطار شركة بوينج ظهر اليوم الأربعاء بتوقيت مدينة سياتل (منتصف الليل بتوقيت المملكة) متوجهة إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة في رحلات مباشرة بقيادة الكباتن سويد الغامدي وطارق العقيلي حسن الجحدلي وأحمد شاهين وعبدالله المالكي وصالح الحسن وخالد باحمدين ، وعلى متنها الوفد الرسمي والإعلامي ، وسوف تصل بمشيئة الله تعالى عند الواحدة ظهرا يوم غد الخميس 4 فبراير ، وسيتم تنظيم حفل استقبال غير مسبوق للطائرات حيث تستقبلها طائرات صقور السعودية للعروض الجوية عند اقترابها من مدينة جدة لترافقها بعروض جوية مدهشة حتى الهبوط في مطار الملك عبدالعزيز الدولي حيث تم ترتيب حفل ومؤتمر صحفي وجولة للإعلاميين داخل الطائرة .
وتعد B787-9 (دريملاينر) الطائرة الأحدث بين منتجات شركة بوينج لصناعة الطائرات التجارية، وتبلغ سعتها (298) مقعدا، (24) منها لدرجة الأعمال و (274) مقعدا لدرجة الضيافة، وهي مجهزة لتوفر أفضل مستويات الراحة والرفاهية للضيوف .
واختارت بوينج شركتي جنرال إلكتريك ورولز رويس لتطورا محركات الطائرة الجديدة التي باستطاعتها ان تقطع مسافة بين 14,800 إلى 15,700 كيلومتر دون توقف، ويبلغ معدل الانضباط في الإقلاع لهذه الطائرات على مستوى العالم (99%) .
وصنعت الطائرة من مواد حديثة ومتطورة مما ساهم في تخفيف وزنها وبالتالي زيادة الكفاءة الاقتصادية لها.
وتم تزويد مقصورة ركاب درجة الأعمال بأحدث المقاعد التي صُممت بعناية، حيث يمكن فرد المقعد إلى (180) درجة ليصبح سريراً كاملاً، إلى جانب خدمات الاتصالات والإنترنت على متن الطائرة، كما أن مقاعد درجة الضيافة الفاخرة في الطائرتين هي ذاتها التي حازت بموجبها «السعودية» على جائزة أفضل مقعد لدرجة الضيافة على مستوى العالم، يضاف إلى ذلك الأجهزة السمعية والمرئية المتقدمة، فضلاً على المساحات الكافية للأرفف العلوية الخاصة بأمتعة الضيوف .
وبوصول هذه الطائرات يرتفع أسطول الخطوط السعودية إلى (126) طائرة، كما أن الطائرات الأربع التي تم استلامها تمثل طلائع 29 طائرة مختلفة الأحجام من طرازي بوينج وإيرباص سيتم استلامها خلال هذا العام .