استبشرنا خيرا بجيل شاب يتنصب مناصب دولتنا لتنهض بها نحو الأفضل والأجود ، ولعل من ركب هذا الجيل وزير الإعلام ، فالشباب يكسوه والطموح يملأ فكره والمستقبل أمامه ، ومثله لا ينبه ولكن لعلي في مقالي هذا أن أشير إلى إشارات جالات في خاطري .
إن الإعلام في عصرنا هذا أصبح هو المحرك والموجه ، فالسياسة به تتأثر والإقتصاد قد يرتفع وقد يتدمر بسببه ، والحروب بسببه قد تنتهي وقد تشتعل .
إن إعلامنا بحاجة إلى تعزيز جوانب التواصل مع آفاق العالم ، فتعدد القنوات بعدة لغات مطلب مهم ، لنظهر للعالم ما يميزنا وحقيقتنا ، وليصبح لنا صوت إعلامي مسموع في شتى البقاع ، فلا يعقل أن دولتنا بإمكاناتها وكوادرها تبقى متفرجة إعلاميا دون أن يكون لها أثر إعلامي.
إننا نحتاج في إعلامنا إلى تعزيز الوطنية في برامجنا ، وتوطين وظائفنا الاعلامية ، فأبناء الوطن هم الأحرص على سمعت الوطن وشأنه دون غيرهم.
إننا نحتاج إلى النهوض بإعلامنا لنصل إلى حد التنافسية مع غيرنا من قنوات إعلامية ، صار لها بالغ الأثر في توجيه السياسات والتأثير على المجتمعات.
إننا نحتاج إعلاما خارجيا يخاطب العالم أجمع ، ليوضح الحقائق وينقل الحدث وفقا لما يناسبنا ويتوافق مع سياستنا ، وليظهر للعالم أجمع جهودا مخفية وأعمال جبارة تبذلها بلادنا في خدمة الإسلام وأهله.
إن الإعلام داخليا يحتاج إلى نظرة شاملة وناضجة ، فالتراشق والجزبيات طغى تأثيرها على الإعلام والعاملين فيه ، بل إن الكثير منهم أصبح واضح التوجه والتوجيه ، في زمن نحن أحوج ما نكون فيه إلى إعلام يزيد من اللحمه ويساعد في التطوير والبناء.
إن تنوع وسائل الإعلام والتواصل يجعل العبء على الوزارة كبير ، فالسياسات الحاكمة تحتاج لإعادة صياغة ليحفظ للمواطن حقه في التعبير دون تجريح أو إساءة ، ولينضبط الجميع بحدود تردعه عن التطاول والإساءة.
يا وزير الإعلام المهمة شاقة والحمل ثقيل ، لكن الجميع ينتظر ويترقب نقلة نوعية مميزة في مجال الإعلام ، فالركود والهدوء لا يجدي نفعا ، في ظل إعلام يقود الدول ويسيرها ، ويصنع الاتجاهات والتوجهات.
صابر معيوض العصيمي