زار وفد من الجمعية السعودية لدعم أسر ذوي الاحتياجات الخاصة ” جسد ” مساء أمس، جناح الإقامة الدائمة للمرضى المنومين من ذوي الإعاقة، بمستشفى الظهران العام؛ وتأتي هذه الزيارة من دور الجمعية الاجتماعي ومساهمتها في خدمة المجتمع ومد جسور التواصل مع الجميع، وكذلك عرفانا وشكرا لهم على مشاركتهم الفاعلة بخدمة المجتمع وعلى دورهم التوعوي الذي يقومون به في التوعية المرورية، وبيان خطر السرعة وأثر الحوادث على مجتمعنا، وقد استقبل الوفد الزائر الأخصائية فاتن اللبابيدي مسؤولة حقوق وعلاقات المرضى بالمستشفى، وقامت بتقديم نبذة تعريفية عن المستشفى وانجازاته، ومن ثم جولة على أقسام ومرافق المستشفى وبعد ذلك زيارة المنومين بقسمي الرجال والنساء وتقديم الهدايا وتبادل الأحاديث معهم بهدف ادخال البهجة والسرور على نفوسهم.
من جانبها أوضحت رئيسة مجلس إدارة الجمعية منيرة الحربي أن من أهم أهداف الجمعية مد جسور التواصل المجتمعي والمشاركة الفاعلة في خدمة المجتمع، فنحن نرى انه من الواجب مشاركة أخواتنا وإخواننا المنومين بالمستشفى وشكرهم على ما قدموه في جانب التوعية المرورية، كما أن الزيارة تأتي للفت الإنتباه لهم لبيان مدى اهتمام المجتمع بهم والمطالبة بمشاركتهم في جميع المناسبات؛ لأنهم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن، بالإضافة الى تلمس احتياجاتهم ومحاولة تلبيتها، وأضافت الحربي وجدنا مرضى مميزون وذوو إرادة وعزيمة، كما أن لكل منهم قصة تحد وأمل وحب، رغم الألم الذي يعيشونه، فقد قابلنا الكثير من المرضى وجميع الحالات التي شاهدناها في المستشفى مؤثرة وفيها الكثير من الدروس، فالروح الجميلة والابتسامة التي استقبلنا بها نزلاء المستشفى تدعو للتفاؤل فهم من خلال ذلك أعطونا درسا واقعيا لمعنى الصبر والإيمان بقضاء الله وقدره، فعطاؤهم لم يتوقف بمجرد إصابتهم بل زاد وأصبح أكثر قيمة.
وتضيف الحربي إن الزيارة كشفت مواهب بعض نزلاء المستشفى، فالمريض حبيب الدوس تعرض لحادث مروري نتيجة اصطدامه بجمل سائب أدى الى كسر عنقه، وهو الآن في المستشفى منذ 21 سنة وهو من الأشخاص الذين ساهموا في نصح الشباب المفحطين في المنطقة الشرقية من خلال حديثه لهم عن حادثه الأليم، وفائدة حزام الأمان، وقد تأثر به الكثير من شبابنا، كما أنه يمتاز بروح مرحة وقد اخترع من الملاعق والأقلام أصابع بعد أن قام بتثبيتها بالجبائر الخاصة باليد، تساعده على استخدام الأجهزة الذكية والتحكم بالريموت كنترول واستخدام الهاتف، ومن اختراعاته أيضاً جبيرة فيها ما يشبه الكوب يستخدمها كحامل لأكواب القهوة والشاي للتقليل من الاعتماد على الغير، وتوجد تحت هذا الكوب فتحة صغيرة ليضع بها المسواك. ومن المواهب التي رأيناها خلال زيارتنا «ماما سعيدة» فهي شاعرة وتحب الشعر وقد ألقت علينا العديد من القصائد وتمتاز بضحكة جميلة فيها من التفاؤل الشيء الكثير، وأنا لا أبالغ عندما أقول إننا وجدنا في المرضى روح الأسرة الواحدة والابتسامة التي لا تفارقهم أبدا.
وفي ختام الزيارة قدمت رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية لدعم أسر ذوي الاحتياجات الخاصة منيرة الحربي شكرها وتقديرها لمنسوبي المستشفى على حسن الاستقبال وعلى مايقدمونه ويبذلونه من جهد في سبيل خدمة المرضى سائلة المولى عز وجل أن يجعله في ميزان حسناتهم، كما قدمت دعوتها للمرضى للاستفادة من برامج الجمعية والدورات التدريبية حيث وعدتهم بتهيئة البيئة المناسبة لحضورهم.