استنكر عدد من المواطنين آلية سحب الأدوية والمستحضرات الطبية المخالفة التي عرفت طريقها إلى السوق بطريق غير نظامية؛ بسبب هشاشة إجراءات الفسح مشيرين إلى أن هذه الأودية لايتم سحبها والتحذير منها إلا بعد فترة من دخولها إلى السوق، فيما أوضح المدير التنفيذي للتفتيش وإنفاذ الأنظمة في الهيئة العامة للغذاء والدواء الصيدلي محمد دهاس أنه تم رفض دخول 1705 مستحضر، كما تم التحذير من 8 مستحضرات مغشوشة بمواد دوائية هذا العام دخلت البلاد بالتهريب ودون فسح جمركي.
وقال سعيد الزهراني بأن السوق الطبي شهد في الآونة الأخيرة تحذيرات متكررة من استخدام عدد من الأدوية و المستحضرات تلتها عملية مصادرة لها، ولكن الغريب في الأمر هو طريقة دخولها إلى المملكة والسبب وراء عدم منعها منذ البداية وقبل دخولها للأسواق واستخدام البعض لها.
وأشار يوسف النجار إلى خطورة مثل تلك المستحضرات على صحة المستهلكين منوهاً إلى أنه يُفترض منعها من قبل جهات الاختصاص قبل توزيعها بالأسواق حفاظاً على سلامة المواطنين.
كما أضاف سعود القرني: بأنه في حال دخول تلك الأدوية بطرق مجهولة المصدر فإنه ينبغي على جهات الاختصاص تكثيف جولاتها الميدانية والتفتيشية وتعقب كل من يروج لها ويتاجر في صحة وحياة المستهلك وتطبيق أقصى العقوبات لمنع مثل هذه التجاوزات.
وبين المدير التنفيذي للتفتيش وإنفاذ الأنظمة في الهيئة العامة للغذاء والدواء الصيدلي محمد دهاس، بأن الهيئة حذرت من بعض المستحضرات التي ثبت غشها بمواد دوائية خلال عام 2015، حيث تم التحذير من 8 مستحضرات مغشوشة بمواد دوائية ونشر التحذيرات في موقع الهيئة على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وهي: ZINO COFFEE – Xian Ling – EASY SLIM- Paiyouji natural slimming capsule – AB SLIM – العسل الملكي – العسل الحيوي – العسل الملكي VIB.
وأكد دهاس أنه خلال العام الماضي قامت هيئة الغذاء والدواء عبر المركز الوطني للتيقظ والسلامة الدوائية بالتحذير من المستحضرات المسوقة في المملكة، وتتنوع من حيث المجموعات العلاجية والادعاءات الطبية، وكذلك الفئات العمرية المستهدفة وتم قصر استخدام مستحضر «بريجابالين» Pregabalin على المستشفيات الحكومية والخاصة ومراكز الرعاية الصحية الأولية الحكومية، مع حصر صلاحية وصف هذه المستحضرات، وذلك بعدما أثبتت التقارير الواردة للمركز فرصة حدوث حالات إدمان عليه من قبل بعض مسيئي استخدامه، بالذات وأنه يستخدم في علاج الصرع وألم الأعصاب الطرفية.
بدون أذن فسح
وحول سبب تأخر التحذير من هذه المنتجات إلى أن يتم دخولها إلى السوق، كشف دهاس أن المستحضرات والمركبات التي تحذر منها إدارة التفتيش، سبق وأن تم التحذير منها بسبب غشها بمواد دوائية، وهي في الأساس مستحضرات غير مسجلة لدى الهيئة، ولم يتم الإذن بفسحها عن طريقها، بل تم إدخالها للمملكة بطرق غير نظامية،
وأضاف: «أغلب هذه المستحضرات المحذر عنها يتم تسويقها بطرق غير نظامية عن طريق الإنترنت أو في منشآت غير مرخصة ببيع المستحضرات الصيدلانية».
وعن كيفية دخول هذه المنتجات رغم خطورتها، ومن الذي يقرر فسحها، أوضح دهاس أنه لا يتم فسح هذه المنتجات الخطرة أو التي تحمل ادعاءات مضللة من قبل الهيئة، التي تعاين وتقرر فسح أو رفض المستحضرات التي تحال لها من مصلحة الجمارك العامة، مشيرًا إلى أن المستحضرات التي تم رفض فسحها من مكاتب القطاع في المنافذ هو 1705 مستحضر.
وحول آلية التنسيق بين الجهات الحكومية الأخرى لمنع دخولها، قال دهاس: إن الهيئة تقوم بمخاطبة الجهات الحكومية ذات العلاقة كوزارة الشؤون البلدية والقروية، والصحة، والتجارة والصناعة والجمارك في حالة وجود أي تحذير أو منع لأي منتج غير آمن أو غير مسجل أو ما يباع بادعاءات طبية غير صحيحة ومضللة لاستكمال ما يلزم حيالها، وآلية التنسيق تكون بعقد اجتماعات دورية ولجان وبالمخاطبات الرسمية.
من جانبه أوضح مدير عام العلاقات العامة والإعلام والعلاقات الدولية بوزارة الصحة المهندس فيصل الزهراني بأن وزارة الصحة حريصة على التعاون وبناء الشراكات مع كافة الجهات ذات العلاقة بصحة وسلامة المواطن والمقيم في المملكة، وهناك تعاون دائم وشراكة عمل بين وزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء والدواء في كل ما يتعلق بالأدوية منذ تصنيعها وحتى وصولها للمريض مع ضمان سلامتها وأمانها، وليس حصرا على موضوع سحب الأدوية. وتقوم الوزارة بإبلاغ مديريات الشؤون الصحية بمناطق ومحافظات المملكة بقرار الهيئة العامة للغذاء والدواء لسحب أي مستحضر من الصيدليات، وذلك بناء على الحيثيات التي بني عليها القرار.
وأوضح الزهراني بأن جميع الأدوية الموجودة في الصيدليات مسجلة ومسعّرة، وأن دخول هذه الأدوية إلى المملكة يعتبر نظاميا. كما أن الدراسات والأبحاث مستمرة لرصد الآثار الجانبية لأي دواء، وقد يترتب على ذلك قرار عالمي من الجهات الرقابية يحذر من الاستمرار في استعمال مستحضر ما، فيوصى بسحبه بسبب ارتفاع نسبة مخاطره، أو التصنيع لما هو أفضل منه وأقل آثار جانبية، فيتم سحب القديم من الأسواق ويلغى تسجيله.
وأوضح الزهراني بأن المستحضرات المجهولة التركيب والمصدر فلا تفسح من قبل هيئة الغذاء والدواء، حيث إن الهيئة دائما تحذر منها عبر وسائل الإعلام المختلفة لخطورتها على الصحة العامة. مشيرا إلى أن الهيئة العامة للغذاء والدواء تعتبر هي المسؤول عن دخول الأدوية والمستحضرات الطبية للمملكة، بعد أن تم نقل العديد من المهام المتعلقة بالدواء من وزارة الصحة إلى الهيئة.