تعليقاً على صدور الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1437 / 1438هـ , وما تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيَّده الله – من مضامين وتوجيهات مهمة , ومنها إعلان الميزانية خلال جلسة مجلس الوزراء , وما صدر عن المجلس من قرارت , ذكر معالي مدير جامعة المجمعة الدكتور خالد بن سعد المقرن بأن كلمة خادم الحرمين الشريفين وما احتوته من شفافية ووضوح تعطي أفضل انطباع عن السياسة الاقتصادية المتينة للدولة , و تمنح الارتياح الكبير تجاه ما أُعلن في الميزانية من أرقام , وما صدر من قرارات , حيث تعد خطوة من الخطوات التي يقودها – حفظه الله – في الطريق لتأسيس مرحلة جديدة من التطوير والنمو , تشمل كافة أجهزة الدولة دون استثناء , مع الدفع بمواصلة مسيرة البناء والنهضة , مما يضمن – بإذن الله – استمرار التنمية على قواعد متينة وراسخة وثابتة في ظل انخفاض أسعار البترول ، والتحديات الاقتصادية والمالية الإقليمية والدولية ، مع تراجع النمو الاقتصادي العالمي عن مستوياته السابقة ، وغياب الاستقرار في بعض الدول المجاورة ، والتي أشار إليها في كلمته , مع تأكيده – حفظه الله – على إطلاق برنامج إصلاحات اقتصادية ومالية وهيكلية شاملة ، وأن هذه الميزانية تمثّل بداية برنامج عمل متكامل وشامل لبناء اقتصاد قوي , وقائم على أسس ومعايير شاملة تتعدد فيه مصادر الدخل ، حيث يمثل ذلك الكثير من الحكمة والرؤية الثاقبة , ورسالة واضحة المعالم مفادها أنَّ التجديد لا يتوقف , وأنَّ مسيرةَ التنميةِ مستمرةٌ , وأن التطويرَ نهجٌ لن تتخلى عنه الدولة في سبيل التقدم والرقي مهما كانت الظروف وصعوبة المرحلة , مع تنمية المدخرات , وتكثير فرص العمل ، وتقوية الشراكة بين القطاعين العام والخاص ، مع مواصلة تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية ، وتطوير الخدمات الحكومية المختلفة ، ورفع كفاءة الإنفاق العام ، ومراجعة منظومة الدعم الحكومي ، مع التدرج في التنفيذ لتحقيق الكفاءة في استخدام الموارد , والحد من الهدر، مع مراعاة تقليل الآثار السلبية على المواطنين متوسطي ومحدودي الدخل , وهذا دليلٌ قاطع على ما تعيشه المملكة من استقرار سياسي مثالي , وثبات للاقتصاد السعودي ,وصموده أمام الأزمات والتحديات التي تحيط بالوطن الغالي , والتي تأثر بها كثير من دول العالم , ويتضح ذلك من خلال توجيهات خادم الحرمين الشريفين المباشرة للمسؤولين بأن يضعوا نصب أعينهم مواصلة العمل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة , والتأكيد عليهم بتنفيذ مهامهم على أكمل وجه , وخدمة المواطن الذي هو محور الاهتمام ، وعدم القبول بأي تهاون في ذلك ، والاستمرار في مراجعة أنظمة الأجهزة الرقابية بما يكفل تعزيز اختصاصاتها , والارتقاء بأدائها لمهامها ومسؤولياتها، وبما يحفظ المال العام , ويضمن محاسبة المقصّرين. ليرفع – حفظه الله – بهذه الكلمات درجات الاهتمام لدى المسؤولين بشؤون المواطن إلى أعلى مستويات الاهتمام والمتابعة , كما أشاد معاليه بما لقيه التعليم من اهتمامٍ كبيرٍ في ميزانية هذا العام , ووضعه في الأولوية بنسبة رقمية كبيرة من الموازنة , وأن ما خُصِّص للتعليم يؤكد مدى الاهتمام بهذا القطاع , وهو استكمال للخطوات الجبارة التي قُطِعت في هذا المجال من خلال المشاريع الكبيرة التي أنشئت خدمة للتعليم العام والتعليم العالي , و تجسدت في إنشاء عددٍ من الجامعات , ومتابعة متطلباتها , ورعايتها , والدعم الدائم لها , وتوفير ما يحقق تطورها , ويضمن تقدمها ورقيها , ليأتي ذلك لوعي القيادة برسالة التعليم , وبُعد نظر المخططين في هذا البلد ، وإداركهم بأنه المجال الأول للنهضة بالوطن , والرقي بمؤسساته , وتقدم المواطن في جميع مجلات حياته ، وأن الاستثمار في الإنسان هو أنجح سبل الاستثمار , وأسرعها , وأكثرها فائدة ومنفعة , وأن بناء العقل البشري يسبق جميع أنواع البناء . مذكراً معاليه بما قدم للجامعة من دعم , وما وفّر لها من إمكانيات , والتي أثمرت – بحمد الله – عن استكمال تأسيس جامعة حديثة وفق أعلى المواصفات والمعايير للجامعات الناشئة ؛ لتكون قادرة على تلبية الرغبات المعرفية , وتحقق الطموحات العلمية لسكان المحافظات , والمدن , والقرى المحيطة بها , وتصل لتطلعات ولاة الأمر , ولتتجاوز جامعة المجمعة مرحلة التأسيس وصعوبات البداية , وتواصل تحقيق الإنجازات والمراكز المتقدمة في كثيرٍ من المجالات على مستوى الجامعات السعودية والعربية والعالمية . مذكراً بأن ذلك يزيد من المسؤوليات , ويُوجب مضاعفة العطاء من الجميع , والاستمرار في العمل الجاد المخلص في سبيل رفعة وتقدم الجامعة , وأن يؤمن الجميع بأن للجامعة أهداف وطموحات عالية تسعى لتحقيقها , تحتاج للصبر والتضحيات والإخلاص , وأن ما خُصِّص للجامعة سيُمكِّنها من تحقيق العديد من تلك الأهداف التي تخطط لها , وسيحدثُ مزيداً من التقدم , وسيساعدها في استكمال ما بدأته في الأعوام الماضية من مشاريع وأعمال , وتطويرٍ وتحسين للبيئة التعليمية , مع استقطاب مزيد من الكفاءات والخبرات الوطنية , وتوفير كل المتطلبات الضرورية لجميع مرافق الجامعة من عمادات , وكليات , وإدارات , ولتشمل المباني والمعامل إلى تطوير قدرات الأفراد والبرامج , حتى تصل يد التطوير لكل شيء في الجامعة – بإذن الله – , وتترجم هذه الأقوال لواقع مُشاهد ، فتخدم الطالب والطالبة , وهما محور العملية التعليمية في الجامعة . واختتم معالي الدكتور خالد المقرن تصريحه بالدعاء لله بأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، ويطيل في عمره , ويبقيه ذخراً وسنداً لشعبه ولأمته الإسلامية والعربية , وأن يديم عليه نعمة الصحة والعافية , وأن يوفقه لما يحب ويرضى , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وأن يحفظ سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز , وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز , ويديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان , والاستقرار , والعزة , والتمكين , والازدهار .