رفع سفير دولة قطر لدى الأردن بندر بن محمد العطية تحية لجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم بمناسبة احتفال دولة قطر بذكرى اليوم الوطني لتولي مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مقاليد الحكم في البلاد ، جاء فيها :
تحية خالصة ارفعها الى مقام عميد الاسرة الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، تحية ملؤها المحبة الصادقة والرجاء الدائم بأن يسبغ الله على جلالته دوام الصحة والعافية وعلى المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة دوام التقدم والعزة والمنعة.
ومن يمن الطالع ان ابدأ مهامي في بلدي الثاني المملكة الاردنية الهاشمية ونحن نحتفل بواحدة من أعز المناسبات وهي ذكرى تولي مؤسس الدولة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (1878) مقاليد الحكم في البلاد.
وهي فرصة، لا تذكرنا فقط بالجهود الكبيرة والمضنية التي بذلها البناة الاوائل في بلدينا حتى تحقق لنا ما نحن عليه اليوم من تقدم وازدهار، وانما تذكرنا ايضا بالعلاقات التاريخية الاخوية التي ربطت بلدينا بوشائج من المحبة الصادقة والتعاون المثمر ، والتداخل الاجتماعي بين شعبينا، وعمق الروابط بين قيادتينا الحكيمتين.
وعندما اقول بلدي الثاني فاني لا احمَل المعنى اي بعد دبلوماسي، وانما اعبر عما بداخلي، فقد عشت في الاردن ولم انقطع عنها والاردن لها مكانة خاصة في قلب الشعب القطري، فالأردنيون كما عرفناهم منذ تأسيس دولة قطر وهم سندا لنا ونحن سندا لهم، اشقاء تجمعنا كل معاني الاخوة والتعاون.
وكم اشعر بالاعتزاز والسعادة بان اكون في الاردن كسفير لبلدي بين اهلي واخوتي الذين لا تشعر بينهم الا وكأنك واحد منهم، وهذا ليس بغريب عنهم، وليس ببعيد عن تقاسمنا ذات القيم والعادات والتقاليد.
وبحمد الله تشهد العلاقات بين الدولتين تناميا مضطردا كل عام سواء على مستوى التبادل التجاري او على مستوى الاستثمار او على مستوى زيادة اعداد الاردنيين العاملين في دولة قطر، وكذلك زيادة اعداد الطلبة القطريين في الاردن، وتوسع افاق التعاون في شتى المجالات وهي مرشحة لولوج افاق جديدة.
ورغم ما تشهده المنطقة من تحديات سيبقى الاردن كما ظل طوال تاريخه قادرا على ان يحول التحديات الى فرص، وربما كان هذا قدر الاردن، ان يبني نموذجه في بقعة محرومة من الموارد
والإمكانات الطبيعية، لكنها غنية بقيادتها وبإنسانها الاردني وبقيمها الانسانية، فهذه اللحمة الاجتماعية وهذا التطور في شتى مناحي الحياة، وهذه الروح الاردنية الاصيلة القائمة على التسامح والمحبة والتعددية وقبول الاخر، لم تكن وليدة صدفة، فهي بلا شك وليدة تجربة جماعية خاضها الاردنيون بكثير من الجهد والعرق والألم والأمل.
وبهذه الروح سيظل الاردن واحة ومحط رجاء وأمل لكل الاشقاء العرب وغير العرب، الذين وفدوا اليه مهاجرين ومهجرين ومروعين وراغبين، وليظل فوق هذا وذاك الشقيق لفلسطين الذي لا تنام عينه عن قضيتها ومقدساتها ، والشقيق الذي لم يخذل اشقاءه يوما.
وفي هذا اليوم المبارك على قلب كل قطري وعربي وشقيق ، اتوجه الى اهلي واخوتي في بلدي الثاني المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة بعظيم الدعاء لله عز وجل ان يبقى الاردن واحة عز وفخر ،وان يحفظ قيادتينا الحكيمتين صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة ال ثاني واخيه جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم.