في تطور مثير على صعيد الأزمة الراهنة بين العراق وتركيا، بعد رفض أنقرة سحب قواتها من شمال الدولة العربية، جرى اتصال هاتفي بين رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، يانس شتولتنبرغ، الثلاثاء.
وأكد رئيس الحكومة العراقية لمسؤول “الناتو”، رفض بلاده لتواجد قوات تركية، مؤكداً أن هذه القوات موجودة دون علم وموافقة الحكومة العراقية، وأن العراق طلبت من تركيا، عبر القنوات الدبلوماسية، سحب هذه القوات فوراً، كما منحت أنقرة مهلة يومين.
وجدد العبادي، خلال الاتصال، وبحسب ما أكدت مصادر عراقية، التأكيد على أن هذه الحالة تعد خرقاً من جانب تركيا للسيادة العراقية، وعلى حلف الناتو استخدام صلاحياته لحث تركيا، باعتبارها عضواً في الحلف، على الانسحاب الفوري من الأراضي العراقية.
من جانبه، أوضح شتولتنبرغ أن الناتو حريص على سيادة العراق، وسيُطلع الدول الأعضاء على ما جرى مناقشته للبحث بهذا الخصوص، كما سينقل مخاوف العراق إلى تركيا، وإلى بعثتها في الناتو، مشدداً على أهمية إيجاد حل دبلوماسي للأزمة.
يأتي ذلك بعد تصاعد الموقف بين بغداد وأنقرة، على خلفية اتهام الجانب العراقي لتركيا بانتهاك سيادته وإدخال قوات برية إلى منطقة مجاورة للموصل، إذ وجّه رئيس الوزراء العراقي قوته الجوية بـ”الاستعداد للدفاع عن العراق”، مع اقتراب انتهاء المهلة الممنوحة لسحب القوات التركية، بينما ردت أنقرة بتأكيد دعمها لسيادة العراق، في حين تدخلت موسكو عبر التلويح بطرح الملف على مجلس الأمن.
وبالمقابل قال المتحدث باسم الخارجية التركية “طانجو بيلغيج”، في مؤتمر صحفي بمقر الوزارة، إن تصريحات الأمين العام للجامعة العربية حول وجود الجنود الأتراك في العراق، “لا وزن ولا شرعية لها“.
جاء ذلك في معرض إجابته على سؤال حول تصريحات سابقة للعربي ضد تركيا ومتعلقة بجنودها في العراق، حيث أكد بيلغيج أن تصريحات العربي “لا تعكس آراء المنظمة التي يمثلها“.
وشدد بيلغيج، على أن التصريحات التي أدلى بها نبيل العربي يوم السادس من كانون الأول/ ديسمبر الجاري حول وجود الجنود الأتراك بأحد معسكرات التدريب بالعراق، بأنها تعكس آراءه الشخصية، وصدرت دون أي استشارة داخل الجامعة العربية، مشيرا إلى أن العربي أدلى سابقاً بتصريحات مماثلة ضد تركيا.