ينوي عدد من أصحاب مصانع الحجر الطبيعي والرخام إغلاق مصانعهم بسبب إيقافهم من محجر “نساح”، الذي يستمدون منه صناعة الحجر الطبيعي، مؤكدين خلال اجتماع لهم لمناقشة قضيتهم أن هناك أكثر من 500 مصنع مهدد بالإغلاق بسبب إيقاف المواد الخام عن مصانعهم، التي تعتمد على الصخور الطبيعية في صناعة الحجر والرخام. وقد امتدت الأزمة بتهديد أكثر من 2000 موظف سعودي، يعملون في تلك المصانع، بالتسريح، وهو أمر وارد على حد قول ملاكها، الذين بيَّنوا أن حجم الاستثمار في مصانع الصخور الطبيعية يُقدَّر بمبلغ يفوق مليارَيْ ريال. وأكدوا أن مصانعهم مرتبطة بعقود لم تُنجَز بعد، وستواجه تعثراً، خاصة بعد إغلاق محجر “نساح” الذي يعتبر المصدر الأخير للخام الذي تقوم عليه هذه المصانع منذ 40 عاماً تقريباً؛ الأمر الذي يجعل تلك المصانع عاجزة عن الالتزام تجاه تلك المشاريع، إضافة إلى تحملها غرامات تأخير وتعطل. وناشد ملاك المصانع المتضررون المسؤولين بالجهات الحكومية ذات العلاقة إعادة النظر في العمل بمحجر “نساح” حتى توافر البدائل، أو تنظيمه وإزالة العقبات دون استمرار العمل فيه. مبينين أن توقف المحجر يعني توقف ما يزيد على 500 مصنع، وألف شركة ومؤسسة عاملة في القطاع، الذي يعد من القطاعات التي تصدر منتجاتها خارج السعودية، وتعد قيمة مضافة للاقتصاد الوطني. وأشاروا إلى أن أغلب هذه المصانع تحظى بدعم المجلس الاقتصادي والتنموي، كما جرى مؤخراً إنشاء هيئة خاصة لها، نظراً لأهمية رعايتها وما يعود بالنفع للاقتصاد الوطني من ورائها. وأوضح طلال العياف، رئيس لجنة مصانع الحجر والرخام في غرفة الرياض، أن الحلول الممكنة تتطلب وقتاً، و”المصانع لا تستطيع التأخر في تنفيذ عقودها، وستواجه غرامات التأخير، وعطلة معدات، ورواتب والتزامات.. لا نتمنى أن تصل لهذا الحد”. وطمأن أصحاب المصانع بأن الحلول قريبة إن شاء الله. وتحدث هزاع الهزاع، صاحب أحد المصانع، عن الوضع الراهن، وناشد الجهات المسؤولة سرعة حل مشكلة انقطاع المواد الخام عن المصانع، وما سيترتب عليها من آثار، لا يستطيع ملاك المصانع تحملها.
كما عبَّر المالك “محمد بن فهد العرابي الحارثي” عن بالغ أسفه لإغلاق محجر “نساح”، مؤكداً قدرة المسؤولين على جميع المستويات على حل المشكلة عند اطلاعهم على ما يجري من تداعيات إغلاق المحاجر، وانقطاع الخام. وناشد النظر سريعاً في استمرار المحاجر الحالية بالعمل لحين إيجاد بدائل؛ لأن ذلك سيؤخر عليهم الكثير من التداعيات المنتظرة من توقف المصانع وتعثر مشاريع حكومية، خاصة على المواطنين؛ لأنها مشكلة لا تحتمل التأخير. كما ناشد وزير التجارة والصناعة (المظلة النظامية للمصانع) التحرك عاجلاً لحماية هذا القطاع والمصانع الوطنية المهددة بالإغلاق. وتحدث منيف بن حمد الهاجري، مالك مصانع صخور، قائلاً: “لقد تضررت جميع مصانع الحجر السعودي بسبب الإيقاف لجميع المحاجر والمجمعات المصرح لها لاستخراج المواد الخام للحجر الطبيعي، ومنها: نساح- ثادق– البرة، التي يعتبر الحجر منها من أجمل المواد الطبيعية في إكساء واجهات المشاريع الحكومية والخاصة، إضافة إلى أنها ذات طابع جمالي، وتحسب للاقتصاد السعودي. مشيراً إلى تميز المنتج الوطني في الأسواق المحلية والخليجية. وتذمر “موفي الفاران” من إيقاف محاجر “نساح”، مشيراً إلى أنه يعتبر انتكاسة لهذه الصناعة التي قامت على المحاجر تلك منذ ما يزيد على 30 عاماً، ومبيناً أن إيقافها سبّب لأصحابها الخسائر المادية الكبيرة، سواء بقيمة المعدات التي تقدر بمئات الملايين، أو الغرامات التي تقع عليهم بعدم الالتزام بالعقود مع الجهات الحكومية، أو على المواطنين بفقدان العمالة المدربة التي يصعب إيجاد بديل لها، وكذلك تسرب آلاف السعوديين عن وظائفهم.