صباح الثلاثاء الفائت استيقظ الشعب الأردني على بداية موجة جديدة لموسم الشتاء هذا العام لكنها كانت مختلفة نوعاً ما هذه المرة، فبالرغم من شدة البرد إلا أن قساوته خالطتها هذه المرة مرارة وحزن كبيرين، ذلك عندما انتشر خبر معانقة تراب الوطن الغالي لدماء اثنين من أبناء رجال أمنه كانا يسهران على أمن بناته وأبنائه إلى أن امتدت إليهما أيادٍ آثمة أطلقت على دوريتهم النار فجر الثلاثاء ما أدى إلى مفارقتهم للحياة رحمهما الله.
النقيب جمال الدراوشة والعريف أسامة الجراروة الذين استفزت دمائهم الطاهرة وبألم شديد أواصر المحبة والاحترام لرجال أمننا العام الأردني في قلب كل محب ومخلص لأرض الوطن من جديد، كانا أيضاً سببا لنا جميعاً للانتفاض بصوت واحد: "كفى تهاوناً مع من يستهدف الوطن ورجالاته".
كل إنسان بيننا خطاء سواء كان من الحكومة أو من الشعب، ولا يوجد بيننا من يدعي العصمة من الخطأ، وربما كان هذا من أكثر ما يميز القيادة الأردنية الهاشمية، والتي برغم انتسابها لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنها لم تدعي العصمة من الخطأ يوماً ولا حتى لرأس هرم البلاد جلالة الملك حفظه الله.
ورجل الأمن كغيره من أبناء الوطن يخطئ ويصيب، ولكننا اليوم وبعد أن زادت حدة الاعتداءات على رجال أمننا الساهرين على راحة أبناء الوطن، يجب علينا الوقوف صفاً واحداً للمطالبة بإيقاع أقسى العقوبات على من يتجرأ على إرتكاب مثل هذه الجرائم، فمثل هؤلاء لا يعتدون على رجل واحد، بل يعتدون على وطن بأكمله ويضربونه في أغلى ما يملك أمنه وأمانه.
هذا بالإضافة لضرورة النظر بعين الجدية لزيادة الاهتمام برجال الأمن وتوفير كل ما يضمن لهم الحياة الكريمة البعيدة عن المخاطر، فمن يسهر على الحفاظ على أرواح الآخرين وحفظ حياة كريمة لهم بإذن الله حرياً بالجميع العمل على توقيره واحترامه وتوفير الحياة الكريمة له.
ولا نبالغ حين نقول أن رغبة كبيرة تساورنا في كل مرة نزور فيها بلادنا لتأدية التحية العسكرية لكل رجل أمن نمر بجانبه، ذلك كأقل شكر وعرفان لهؤلاء الذين يقدمون حياتهم ليحافظوا على حياة الآخرين بإذن الله.
ولذلك جاءت هذه الكلمات كسلام لروح الشهيدين بإذن الله الدرواشة والجراروة ولكافة رجال الأمن العام البواسل، ولن نقول لنشامى الأمن العام بل هو سلام لعز النشامى، فإن كان كل أبناء الأردن نشامى فرجال أمننا من يحافظون على عزة ورفعة أبناء الوطن جدير بهم مسمى "عز النشامى"، ودائماً منا لعز النشامى أكبر تحية وسلام.