عكفت جائزة الشاب عبدالله بن بدر السويدان يرحمه الله للتميز على التحضير لدورتها الرابعة لتستكمل المنحة التقديرية السنوية التي تستهدف التكريم اللائق للطلبة من كلا الجنسين البنين والبنات ، ليصبحوا نماذج يحتذى بها في عصر التميز ، وذلك من خلال الفروع الأربعة للجائزة وهي ( القرآن الكريم – السنة النبوية – اللغة العربية – الموهبة والإبداع ).
فحملت على عاتقها حماية الشباب من الأفكار المضلَّة، وثمرات الفكر المنحرف لينعموا بفكر آمن مستقيم ، من خلال الالتزام بمنهج الإسلام وحدوده والمناهج المستقيمة للتفكير المستقاة من الكتاب والسنَّة .
وتستهدف الجائزة غرس وتعزيز القيم في نفوس الناشئة، وتشجيع منسوبي التعليم من معلمين وطلاب على تنمية روح التنافس والتفوق، فضلاً عن تقديم نموذج رائد في مجال الجوائز التحفيزية للتميز والابداع، إضافة لدعم وتحفيز مبادرات الشراكة المجتمعية في رعاية المتميزين والمبدعين وتكريمهم.
لذا جاءت الجائزة هذا العام برسالة مميزة تقدمها للشباب من خلال فرع الموهبة والابداع لتكون علامة فارقة في زمن التخصص الدقيق ، فأطلقت أمانة الجائزة قبل أيام عنوانا جديدا يدخل ضمن أحد أفرع الجائزة الأربع والذي ينضوي تحت مفهوم الموهبة والإبداع بهدف بناء مجتمعات بشرية يسودها الأمن والأمان ويتناغم هذا العنوان الجديد مع منظومة الأفلام التوعوية والتثقيفية التي تدخل ضمن منافسات الجائزة حيث اختير له مسمى ((نعمة الأمن)) وذلك تأكيدا وترسيخا لهذا المبدأ العظيم الذي تحتاجه المجتمعات البشرية وربطه بشريعة الإسلام فكرا ومضمونا حيث سيدخل المتنافسون من طلاب وطالبات التعليم العام ضمن تصفيات الجائزة في صناعة حقيقية لاستثمار افكارهم وفق هذا العنوان وتقدم عبر فيديوهات قصيرة تكتمل فيها عناصر البناء الفني لمثل هذا النوع من الطرح .
ووضعت الجائزة معايير محددة لبناء هذه الفيديوهات التي سينتجها المشاركون في الفرع الرابع للجائزة وذلك بهدف المشاركة في الحفاظ على مقدرات الوطن والمشاركة الدائمة في استقراره وأمنه، وحب الوطن وأهله، وتقديم العون والنصح والبذل المتواصل لخير هذا الوطن. كل ذلك في ظل شكر الله عز وجل ودعائه بأن يديم على هذه البلاد وأهلها نعمة الأمن والأمان
وقال رئيس مجلس أمناء الجائزة الشيخ بدر بن عبدالله السويدان في هذا الإطار لقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين، والناس أجمعين، أن يذكروا نعمه عليهم، فقال تعالى مخاطباً المؤمنين: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ{ ،وقال: }يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ{ ،وإن من أعظم نعم الله التي يجب أن نذكرها ونُذكِّر بها: نعمة الأمن.
وأضاف السويدان: لقد من الله – عز وجل – على بلادنا منذ توحيد أجزائها على يد الملك المؤسس بالاجتماع تحت راية الدين، وتوحيد الجزيرة العربية بحماية وحدتها، ودفن أسباب الفرقة والنزاعات، مع الالتقاء على أساس الشريعة الإسلامية التي بها يحل السلم والأمن، وقد مرت بالمملكة حوادث أثبتت صلابة هذه الوحدة وزادتها قوة الى قوتها.
كما أكد الشيخ بدر السويدان أنه بطرح هذا الموضوع تحت هذا المسمى الكبير “نعمة الأمن” يتم فتح المجال للعقول النيرة والمدركة التي يتمتع بها الطلاب والطالبات في التفكير بمقاصد ومضامين هذه النعمة ليتيحوا لهم الفرصة في التعبير عن عظيم هذا الأمر من خلال أحد الوسائل الحديثة وضرورة ترسيخه في الواقع ،والتأكيد بان نعمة الأمن هي من الضروريات الخمس التي يجب أن يدركها هذا الجيل وكيف تسود بين المجتمعات لتسير رحلة الحضارة والتنمية بلا منغصات أو تشوبها المعضلات مشيرا إلى أن ابعاد هذا الطرح العميق سيترك حتما أثرا ايجابيا في نفوس الناشئة.
والأمن يشمل الأمن الوطني والأمن الانساني والأمن الاجتماعي و كلها تلتقى حول مبدأ الضرورة والحاجة ، لأن الأمن مطلب أساسي للفرد والمجتمع وهو صمام أمان لكليهما ضد الاخطار إذ أن الأمن والشباب وجهان لعملة واحدة ، وهو الركيزة التي يقوم عليها استقرار المجتمعات ورخاء الشعوب، كما أنه شرط في أداء العبادات وتعاليم ديننا الحنيف ،فلا استقرار ولا حضارة بلا أمن ولا يتحقق الأمن إلا في الحالة التي يكون فيها العقل الفردي والحس الجماعي معاً ، كون الانتاج والابداع يزدهران في حالة السلام والاستقرار ،وهو مسؤولية اجتماعية بوصفه ينبع من مسؤولية الفرد تجاه نفسه وأسرته
لقد دأبت الجائزة على العمل المتواصل للبدء بفعاليات دورتها الرابعة هذا العام ، وذلك منذ الاعلان عن انطلاق الدورة الرابعة للعام الدراسي 1436 هـ ـ 1437 هـ , وفتح باب الترشح اعتباراً من يوم الاثنين 23/11/1436هـ الموافق لـ 07/ 09/2015م.
حيث تبدأ تصفيات المرحلة الأولى على مستوى المدارس من تاريخ 11 / 2 / 1437 هـ الموافق 27/11/2015م ، وتستمر التصفيات حتى تاريخ 28 / 2 / 1437 هـ الموافق 10/12/2015م , مما يعني أن التسجيل مفتوح إلى تاريخ 28 / 2 / 1437 هـ , علماً بأن آخر موعد للرفع من المدارس لمكاتب التعليم هو 29 / 2 / 1437 هـ الموافق 11/12/2015م .
و في بداية شهر سبتمبر 2015م تم تدشين حفل جوائز التميز في التعليم بمقر قاعة المشاريع في مبنى الادارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية ، بحضور شركاء الإدارة والداعمين والتي كان من ضمنهم جائزة الشاب عبدالله بن بدر السويدان للتميز .
حيث أكد مدير عام التعليم بالمنطقة الشرقية، الدكتور عبدالرحمن المديرس، سعي وزارة التعليم إلى تحقيق أهداف سياسة التعليم واستشراف مرحلة تطويرية تهدف إلى نقلة نوعية تتناسب مع تطلعات قيادتنا الرشيدة، وتسهم في التحول إلى مجتمع المعرفة بحلول عام 2020م، مشيراً إلى أن أي منظمة تعليمية عندما تذكي روح التنافس بين منسوبيها فمن المؤكد أنها ستحقق نجاحاً باهراً، بل تقدماً ملموساً يسهم في تنمية مستدامة.
مقدماً شكره لشركاء النجاح مع تعليم الشرقية لمساهمتهم الكبيرة في تبنى الجوائز القيمة لبث روح التنافس الشريف في الميدان التربوي.
وفي نهاية أكتوبر 2015م عقدت إدارة التعليم بمحافظة حفر الباطن ممثلة بقسم الجودة الشاملة ورشة تدريبية لمنسقي الجودة بمدارس المحافظة لجائزة الشاب عبد الله بن بدر السويدان – يرحمه الله – للتميز في دورتها الرابعة .
حيث اشتملت الورشة على لقاء تعريفي لفئات ومعايير وشروط الجائزة التي تهدف إلى خلق تنافسية بين الطلاب الراغبين في التميز والإبداع وتكريمهم في مختلف فروع الجائزة وحث الأجيال على الالتزام بتعاليم دينها وهدي نبيها محمد صلى الله عليه وسلم وتقديم نموذج رائد في مجال الجوائز التحفيزية للتميز والإبداع ودعم وتحفيز مبادرات الشراكة المجتمعية .
كما وقّعت أمانة الجائزة مذكرة تفاهم بينها وبين الشيخ سعد الغامدي، من أجل تحقيق تعاون مثمر في مجال استثمار الطاقات القرآنية الشابة، من الطلاب ذوي الأصوات المتميزة للعام 1436هـ- 1437هـ.
وتبنَّى فضيلة “الشيخ سعد الغامدي”، رعاية الطلاب المتميزة أصواتهم، وتم الاتفاق على تسمية البرنامج “رعاية قارئ”، واتفق الطرفان على التعاون فيما بينهما على استقطاب الطلاب المتميزين، من ذوى الخامات الصوتية الرائعة، والعمل على تطويرهم والإشراف عليهم فيما يعود بالنفع عليهم، وعلى مجتمعهم، والأمة الإسلامية بالخير والصلاح .
وتبدأ أمانة الجائزة- بإذن الله- في البحث عن الطلاب المتميزين في الترتيل واستقطابهم، واستقبال أسماء المرشحين للدخول في البرنامج، ثم يتم تدريبهم برعاية وإشراف من فضيلة “الشيخ سعد الغامدي” .
وذكر رئيس مجلس أمناء الجائزة الشيخ بدر بن عبدالله السويدان أن أمانة الجائزة ستقوم بالإعلان عن انطلاق برنامج “رعاية قارئ” بالوسائل المتاحة، وحث الطلاب على المشاركة في البرنامج، إضافة إلى البحث عن الطلاب المتميزين في الترتيل واستقطابهم، واستقبال أسماء الطلاب المرشحين للدخول في البرنامج، ورفع قائمة لفضيلة “الشيخ سعد الغامدي” بأسماء الطلاب المرشحين لدخول البرنامج.
ويستقبل “الغامدي” الأصوات والأسماء المرشحة، ويعرضها على لجنة التقييم المبدئية، ومن ثم اختيار الطلاب ممن تنطبق عليهم الشروط، وإدخالهم ضمن البرنامج، ورعاية الطلاب والإشراف عليهم طيلة مدة البرنامج وهي “عام واحد”، إضافة إلى رعاية الطلاب القراء في مستويات أعلى من المستوى الأول، إن رغب الطالب، شريطة أن يكون المستوى الثاني متوافراً ومتاحاً حينها.
لقد خَطَت جائزة الشاب عبدالله بن بدر السويدان يرحمه الله للتميز خطوات سريعة نحو الأمام وبرسالة راقية ورؤية شفافة ، لتغدو اسماً يلمع بامتياز ، فشهدت تطورا مدهشا ونمواً متواصلاً مجسّدة الكثير من المعاني الصادقة لتعزيز مفاهيم هامة وأساسية مثل حب الوطن وخدمة المجتمع ونشر ثقافة العمل التطوعي وقيمه.
وأخذت على عاتقها الاهتمام بأبناء الوطن في أهم مرحلة عمرية لهم لحمايتهم من محدثات العصر السلبية من خلال ملئ وقت فراغهم بما ينفعهم في الدنيا والآخرة ، والتركيز على دور الشباب تجاه دحض الافكار المنحرفة والحفاظ على أمنهم من غائلة الأحداث، ومكر الأعداء.
كما تهدف الجائزة الى إبراز قيمة الدين وتأصيله من خلال فروعها التي تصبو الى خدمة النشء بل وتحفزهم ليكونوا هم الحصن الحصين لسماحة الدين وعظم رسالته وإيجاد وعي متكامل يرشدهم لمضامينه كما انها حاضنة للإبداع والتفوق , في وقت لم يعد يقبل فيه الرهان إلا على هذا الهدف الأسمى والأعلى مستشرفة في ذلك علامة فارقة في مسيرة الجوائز التقديرية لجعلها أحد المعالم الحضارية التي تشير للتفوق والإصرار على بلوغ مراميه .
وقد خرجت فعاليات الجائزة العام الماضي بصورة مشرفة عطرة حاملة الانجازات التي تمت في المرحلة الماضية والنجاحات التي تحققت للجائزة في دوراتها السابقة وسط الأصداء الواسعة التي تبعت حفل تكريم الفائزين ، فجعلت الأروقة المدرسية تتحرك حركة ناشطة بهذا الوقت من كل عام لأن الجائزة من الناحية المعنوية على مستوى عال, وهي تجمع بين خيري الدنيا والآخرة.
حيث بلغ عدد المشاركين في الدورة الثالثة 16270 مشاركاً ومشاركة، بينما بلغ عدد المشاركين في الدورة الثانية 6878 مشاركا أما الدورة الأولى فكان العدد 1847 مشاركاً، مما يؤكد حجم الإقبال الكبير على الجائزة.
واكتسبت الجائزة قيمتها ومكانتها من ارتكازها على مجال القرآن الكريم والسنة النبوية واللغة العربية والموهبة والابداع ، متركزة على وضوح الأهداف وسلامة التخطيط ودقة الانجاز ، لتعكس صورة مشرقة متجددة من صور عناية المملكة العربية السعودية للاسلام عموما وللسنة النبوية الشريفة خصوصا .
وبهذه الرؤى والأهداف النبيلة للجائزة أضحت أحد أبرز الوسائل الأهم والأكثر فاعلية في إثراء روح التنافس الإبداعي. انطلاقاً من دعم وتشجيع أفضل الممارسات والمبادرات داخل المؤسسات التربوية ، حيث لم تكن الجائزة لغاية الوجاهة أو لأي غرض دنيوي ولكنها كانت خالصة لوجه الله وخدمة للسنة النبوية المطهرة التي تحمل الحل الأمثل لما يواجه أمتنا الإسلامية من إشكاليات وتحديات خطيرة على عقيدتها وهويتها ووجودها.