سارع بالبحث عن الطفلة وذويها, لا يعرفها ولا تربطه بها ولا بعائلتها أي صلة قرابة أو دم, زارها بالمستشفى ليجد الأطباء يحضرون أنفسهم لإغلاق ملفها كونها أصبحت في مرحلة أخيرة لن تستطيع بعدها مواصلة الحياة, فطلب أن يتم فحص تطابقه معها, ليزف له الأطباء البشرى, فما كان منه إلا أن زف البشرى لذلك الأب الذي لم يصدق وعرض المال والجاه للشاب مشاري إلا أن الأخير رفض, طالبا أن تكون خالصة لوجه الله, وأجريت العملية لأخذ جزء من كبده لتزرع في الهنوف, فاستجابت بمشيئة الله وبدأت مرحلة التأهيل وخرجت مجددا بابتسامتها الطفولية لمنزل ذويها, فتحولت حياتها وحياة أسرتها من حرقة وألم إلى فرح بلغ السماء.
الامير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود امير منطقة القصيم رئيس مجلس إدارة جمعية كبدك كرم الشاب مشاري, وتوالت التكريمات للشاب من قبل جامعة الملك سعود, والمدينة الطبية, وعدد من المؤسسات الحكومية والخاصة.
ولما يجسده هذا العمل من لحمة وطنية, و وقوف أبناء الشعب مع بعضهم البعض, أقام رجل الأعمال محمد بن عضوان آل دواس الأحمري الخميس المنصرم احتفاء خاص بالشاب مشاري حضره أبناء قبيلة بللحمر وأبناء قبيلة الدواسر في مدينة الرياض, إلى جانب حضور مشائخ وأعيان و وجهاء المجتمع, وبحضور عدد من الإعلاميين والأكاديميين و أعضاء من مجلس الشورى وفنانين, ألقي في الحفل عدد من الكلمات افتتحها رجل الأعمال آل دواس أثنى فيها على موقف الشاب الذي جسد من خلاله حب أبناء هذا الوطن لوطنهم ومجتمعهم و الألفة والمحبة والمودة التي تتجلى في مثل هذه المواقف المشرفة, وأثبت أبناء الوطن من خلالها أن شبابنا رغم محاولات المنظمات الحاقدة تشويه سمعتهم إلا أنهم أثبتوا أنهم أهل الخير ومنبعه, وأن الوطن يزخر بأمثال الشاب مشاري ممن يعكسون صورة حقيقية لواقع هذا المجتمع الشامخ.
وألقى د. راشد أبا الخيل نائب رئيس مجلس جمعية كبدك كلمة الجمعية, وكلمة للدكتور عبدالكريم الجاسر نائب رئيس المركز السعودي للتبرع بالأعضاء, و الدكتور فهد القريني عميد شؤون الطلاب بجامعة الملك سعود.
حضر الحفل عدد من السفراء والدبلوماسيين والمشائخ والدعاة وشعراء وناشطين.