افتتح معالي الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم مدير جامعة حائل فعاليات الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، والذي يقام في الفترة ١٥ – ١٧ فبراير ٢٠١٥، على مسرح مبنى القبول والتسجيل في المدينة الجامعية للرجال، ومسرح القاعة الكبرى في مجمع كليات البنات للنساء.
وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها الطالب عبدالله الخلف، ثم قدم الدكتور حمد بالحارث مشرف وحدة ريادة الأعمال في جامعة حائل استعراضاً لفعاليات الأسبوع في الجامعة ، والضيوف المشاركين ، والأهداف الخاصة بالجامعة من تفعيل مثل هذه الأنشطة ، متمنيًا الاستفادة القصوى للطلبة أو حتى المشاركين من الشبان والشابات من منطقة حائل.
وفي كلمة ارتجلها في افتتاح الفعاليات، قال معالي مدير جامعة حائل إن المرحلة الحالية هي مرحلة خلق الأعمال وليست مرحلة البحث عن فرصة عمل، ويجب أن تكون بوصلة الدراسة موجهة لخلق الأعمال وامتلاكها، مشيرا إلى أن منظومات التمويل التي سعت الدولة إلى إنشاءها ستؤدي إلى دفع منظومة ريادة الأعمال.
ووجه البراهيم كلامه إلى طلبة الجامعة مشددا على ضرورة التوجه إلى منظومات العمل الخاص، وتؤدي إلى خلق فرص وظيفية بعوائد عالية، ففي الغرب لم تعد الوظيفة الحكومية هي الخيار الأول للطالب الجامعي، بل هو القطاع الخاص الذي يقدم عوائد مجزية، مضيفا إننا كيعوديين لسنا مختلفين عن العالم، ولذلك يجب أن نعمل على خلق منظومات عمل اقتصادية حقيقية، ونصل بالاستقرار الاقتصادي للبلاد إلى مستوى المطمئن، مشيرا إلى أن رائد الأعمال يستطيع خلق مئات فرص العمل، ونحن بحاجة إلى نماذج مشرقة من الشبان والشابات، يقتنصون الفرص وينظرون إلى ريادة الأعمال كمستقبل للاقتصاد المتجدد في المملكة.
وشهدت فعاليات اليوم استعراض تجربة ضيف الجامعة المهندس صبحي بن عبدالجليل بترجي الرئيس التنفيذي لمجموعة مستشفيات السعودي الألماني، حيث قدم للقاء مع المهندس البترجي الدكتور عبدالله الفوزان عميد معهد البحوث في جامعة حائل، الذي بدأ بتقديم بسيط للمهندس البترجي كرائد أعمال بعد تخرجه من الولايات المتحدة الأمريكية في تخصص الهندسة الكهربائية، ونقل الكلمة للبترجي الذي قال في بداية اللقاء إن الوراثة لا علاقة لها بالنجاح، وقدرات الفرد هي من يحدد نجاحه من عدمه، وقال إنه من عائلة تجارية ولكن هذا لا يعني أن نجاحه في الأعمال كان لهذا السبب، مشيرا إلى أنه استفاد من نصائح والده وجده الصيدلي، وقال إنهم لم يقدموا لهم أي مساعدات مالية لتحوين ثروته، وهو شأن ٣٠٠ من أفراد عائلة بترجي ممن لم يكونوا موظفين حكوميين، بل شكلوا ثرواتهم من خلال أعمالهم الخاصة.
وقدم بترجي خلال اللقاء رقم جواله الخاص للحضور، قائلا إنه لا مانع لديه أن يقدم النصائح لأي راغب بدخول مجال ريادة الأعمال، وأوضح أنه سيكون لهم مثلما كان جده ووالده ناصحا وموجها، وهو ما جعل القاعة تضج بتصفيق الحضور الذين أكبروا بالمهندس البترجي تقديم وقته ورقمه الخاص رغبة منه لمساعدة الجميع من خلال تجربته بالنصح والإرشاد والتوجيه.
وأوضح البترجي أن بداية عمله الخاص بدأت باتفاق لعمل توصيلات كهربائية لمبنى خاص بأحد تجار جدة، وذلك مقابل ٤٠٠ ألف ريال، ورغم أن هذا المبنى لم ينته حتى الآن منذ ذلك الوقت، فهذا لم يمنعه من النجاح والوصول إلى أهدافه فيما بعد، وطلب البترجي من الحضور قراءة
كتابه “طريق النجاح”، الذي فصّل فيه تجربته الشخصية في ريادة الأعمال، وقال البترجي إنه وضع ست خطوات تساعد رائد الأعمال في الوصول إلى هدفه.
وحرص البترجي على ضرورة الاعتماد على اليقين الخاص للإنسان لتحقيق طموحاته، وقال إن الجانب الروحي جانب يجب الحرص عليه، معتبرا إياها مربط الفرس في التوفيق والنجاح، والإيمان الحقيقي بالله سبحانه وتعالى، وأن التيسير يحصل بالدعاء والحرص على طاعة الله وعبادته، مشيرا إلى أن هذه الفترة تعتبر زاخرة بالفرص، مشددا على الشبان استغلال هذه الفرص التي توفرت في هذا الوقت، ومحذرا من عدم استغلال هذه الفترة والتراخي وانتظار الفرص، وقال يجب أن يسعى الشاب أو الشابة إلى اقتناص الفرص والركض وراءها.
وحول المستشفى السعودي الألماني في حائل أكد البترجي افتتاح المستشفى خلال العام المقبل، مشيرا إلى أن المستشفى بدأ فعليا باستقبال طلبات التوظيف، وقال لطلبة الجامعة أن من يريد التوظف في المستشفى السعودي الألماني في حائل التواصل مع الأستاذ بندر أبو داوود مسؤول التوظيف في مستشفى السعودي الألماني بحائل.
يذكر أن فعاليات الأسبوع العالمي لريادة الأعمال في جامعة حائل تتضمن خلال ٣ أيام اجتماعات مع رواد أعمال محليين، للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم في مجال ريادة الأعمال، كما تتضمن فعاليات الأسبوع لقاء مع عدد من الجهات تمويلية المحلية، لإيجاد الفرص المختلفة للشباب والاستفادة من طاقاتهم والمشاركة في بناء مجتمعاتهم.
يذكر أن فعاليات الأسبوع الإعلامي لريادة الأعمال تستهدف تعزيز التعريف بمفهوم ريادة الأعمال، وتفعيل دور الجامعة في نشر ثقافة ريادة الأعمال والعمل الحر داخل المجتمع الجامعي وخارجه، وتتضمن فعاليات الأسبوع العالمي لريادة الأعمال قصص نجاح وتجارب رواد الأعمال و الحلول التمويلية، إضافة إلى اجتماعات مع رواد أعمال محليين وجهات تمويلية للإرشاد ورفع الوعي بأهمية ريادة الأعمال وكيفية تحويل الأفكار الريادية إلى مشاريع على أرض الواقع والعمل على نموها واستمرارها.
وبحسب الدكتور عبد العزيز العمرو وكيل الجامعة للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع أن الجامعة ستستضيف عددا من الشخصيات الريادية في مجال الأعمال للحديث عن تجاربها الناجحة، والحرص على استفادة الشبان والشابات في المجتمع المحلي داخل الجامعة وخارجها من ورش العمل والندوات التوعوية في هذا المجال، والاستفادة على وجه الخصوص من الحلول التمويلية التي تقدمها الجهات المشاركة مع جامعة حائل في هذا الأسبوع.